قال نائب رئيس الحكومة اليمنية وزير الخدمة المدنية المستقيل «عبدالعزيز جباري» إن الرئيس «عبدربه منصور هادي» لا يستطيع العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، داعيا إلى «تصحيح علاقة الحكومة مع التحالف العربي كي لا تكون علاقة تبعية».
جاء ذلك في حوار لـ«جباري» مع «تلفزيون اليمن» (حكومي)، نفى فيه أن يكون الرئيس اليمني محتجزاً في العاصمة السعودية الرياض، لكنه قال إنه «لا يستطيع العودة إلى عدن»، دون توضيح سبب ذلك.
وكشف «جباري» أنه قدم استقالته للرئيس «هادي» بـ«شكل نهائي دون تراجع»، دون أن يذكر ما إذا كان الأخير قبلها من عدمه.
كانت مصادر تحدثت عن ضغوط مارسها التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على «هادي»، هي سبب استقالة الوزير «جباري» على خلفيه انتقاده الأخير من على ذات القناة لسياسة التحالف مع الحكومة الشرعية ورئيسها.
لكن «جباري» نفي ذلك. وقال: «لم يكن هناك أي ضغوطات، لكن لدي وجهة نظر بأنه يجب تصحيح علاقة الحكومة الشرعية مع التحالف العربي، بحيث لا تكون علاقة تابع ومتبوع».
وأضاف: «علينا أن نقيم أدائنا الحكومي والسياسي، وعلاقتنا مع التحالف يجب أن تكون علاقة ندية، وعدم التعامل مع اليمن كبلد هامشي».
وتابع «جباري»: «أتمنى أن يتم التعامل مع اليمن ورئيسها الشرعي باحترام، ويجب الجلوس مع إخوتنا في التحالف العربي وإعادة ترتيب العلاقة».
ومضى: «لم نقبل الإهانة من الحوثي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبلها من أي جهة أخرى أو أي شخص (..) نحن نحترم كرامتنا».
كان «جباري» آثار خلال مقابلة تلفزيونية سابقة، على ذات القناة، مخاوف التحالف من الأطراف اليمنية المؤيدة للحكومة المعترف بها دولياً، واعتبرها «غير منطقية» وأنه «من الصعوبة بمكان أن ينفرد أي طرف يمني من الاستحواذ على البلاد».
وتحدث «جباري» بعد زيارة لمدينة تعز (جنوب غرب)، وهو أول مسؤول حكومي رفيع زار المدينة منذ 2015، وقال إن «التوجيهات الحكومية التي تتعلق بتعز لا ترى النور».
وهاجم الدور الإماراتي في محافظة تعز، واتهمها بعرقلة جهوده في دمج المقاومة الشعبية التي من ضمنها فصائل تمولها الإمارات (كتائب أبو العباس) بالجيش اليمني.
وقال إن جهوده فشلت على مدى شهري (سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول 2017) من أجل رأب الصدع بين الفصائل التي تحاربت، متهماً أبوظبي بالوقوف وراء ذلك.
و«جباري»، تم تعيينه وزيرا في الحكومة منذ ديسمبر/كانون الأول 2015، وهو عضو في البرلمان اليمني، ويشغل منصب أمين عام حزب العدالة والبناء.
وقبل أيام، دعا وزير في الحكومة اليمنية الشعب اليمني إلى التظاهر والاحتشاد للمطالبة بعودة «هادي» إلى عدن.
ويقيم الرئيس اليمني منذ مارس/آذار 2015، في العاصمة السعودية، مع عدد من المسؤولين الحكوميين، لكنه يزور العاصمة المؤقتة، عدن، بين الحين والآخر.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، قالت وكالة «أسوشييتد برس»، نقلا عن مسؤولين يمنيين قولهم إن «هادي» وابنيه ووزراء وعسكريين رهن الإقامة الجبرية في الرياض.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين يمنيين قولهم إن الإقامة الجبرية المفروضة على الرئيس اليمني تعود إلى العداء المرير بين «هادي» والإمارات، التي تشكل جزءا من التحالف، وتهيمن على الجنوب اليمني.
