استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حالة العالم الإسلامي.. ليست بخير !

الاثنين 1 يونيو 2015 04:06 ص

حالة العالم الإسلامي صعبة. وواضح أن هناك صراعاً داخل الأمة الإسلامية بين طوائفها قد يكون هو الأخطر منذ قرون. وواضح أن هناك حملة شرسة من الخارج لتوظيف الخلاف الطائفي وظاهرة الإرهاب العالمية، لكي تضع الدين الإسلامي برمته وأتباعه المليار وسبعمائة مليون مسلم، في 57 دولة مسلمة، وحول العالم، موضع اشتباه في استهداف واضح لدين تحاول شراذم صغيرة متطرفة اختطاف تمثيله، أو الحديث باسمه، والدين منها براء.

مثل هذا التشويه المتعمد لا يحدث مع أي دين آخر. فلا إرهاب مسيحي في أوروبا، وأميركا، وضد مسلمي أفريقيا الوسطى! ولا إرهاب بوذي ضد مسلمي بورما يمارسه حتى رهبانهم!

وتكرس الحروب والنزاعات الدامية الممتدة على رقعة العالم الإسلامي صورة نمطية سلبية عن الإسلام. فقادة دول قتَلوا ولا زال بعضهم يقتلون شعوبهم مثل الأسد في سوريا، وصدام حسين في العراق، والقذافي في ليبيا، وعلي عبدالله صالح في اليمن.

وتفاقم أيضاً خطر الأحزاب والتنظيمات المتطرفة التي تستخدم الإسلام شعاراً لترسخ صورة سلبية عن الدين الحنيف، وتزيد من الشحن الطائفي داخل الدين ذاته، بدءاً بـ«القاعدة» ووصولًا اليوم إلى تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات المتطرفة. وهناك أيضاً التنظيمات الشيعية المتطرفة كـ«حزب الله» الذي انخرط كرأس حربه في القتال في سوريا.

وكذلك ما يسمى «عصائب الحق» و«لواء أبو الفضل العباس» و«جيش المهدي» في العراق، و«الحوثيون» في اليمن، تلعب هي أيضاً دوراً في تعميق ظاهرة الخوف من الإسلام «الإسلاموفوبيا»، وتزيد من حدة الشرخ المذهبي داخل العالم الإسلامي نفسه. والأخطر في الأمر أن بعض تلك التنظيمات باتت أقوى من الدول التي تنشط فيها كـ«حزب الله» في لبنان، و«الحشد الشعبي» في العراق، والحوثيين في اليمن! و«داعش» و«جيش الفتح» في سوريا والعراق!

وفي ظل كل هذه المعطيات، انعقدت الدورة الثانية والأربعون لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الأسبوع الماضي في دولة الكويت، تحت شعار «الرؤية المشتركة لتعزيز التعاون ومكافحة الإرهاب». وافتتح أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الدورة، حيث وضع النقاط على الحروف في كلمة سموه الافتتاحية، مشدداً على ثلاثة تحديات رئيسية تواجه العالم الإسلامي والمسلمين وهي إشكاليات: الإرهاب، والطائفية، وصورة الإسلام لدى الآخرين. وطالب بتضافر الجهود والتعاون لمواجهة هذه التحديات، وخاصة «الاحتقان الطائفي الذي يعصف بأمتنا». وأنه تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة لتصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام، وتعريف العالم بحقيقة ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه الإنسانية السامية. وأكد أنه «ينبغي علينا أن نواجه ما يتعرض له العالم الإسلامي من هجمات إرهابية.. وتقع علينا مسؤولية كبيرة للتصدي لظاهرة الإرهاب التي هددت أمن دولنا، ويجب علينا الوقوف صفاً واحداً للتصدي لهذه التحديات».

واضح أن العالم الإسلامي من البوسنة وكوسوفا وألبانيا في أوروبا، ومن موريتانيا إلى إندونيسيا، يواجه تهديدات وتحديات في الداخل، وإسلاموفوبيا وحملة شيطنة وعداء من الخارج. وواضح أن هناك حاجة ملحة اليوم للمصالحة داخل مكونات وطوائف الدين الإسلامي تحاصر وتعزل متطرفيه من جميع الطوائف السنية والشيعية وغيرها. وتقليص حدة الفرز والشحن المذهبي الذي يدفع المسلمين للتخندق داخل طوائفهم، بحيث يتراجع التسامح وتترسخ الطائفية والمذهبية التي سمحت للفتنة بأن تطل برأسها.

واليوم تكتسي الصراعات الدائرة في سوريا والعراق واليمن بُعداً مذهبياً تحركه أجندات وأهداف إقليمية ويقتات على حسابات وترتيبات وأخطاء وتقصير من بعض القوى الفاعلة في النظام العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة التي ساهمت سياساتها ومواقفها، إضافة إلى ضعف النظام العربي في التصدي لتلك المشاريع وعجز المنظمات الإقليمية والدولية، في تفاقم وتفجر تلك الصراعات التي تكتسي اليوم بعداً مذهبياً خطيراً! ولا أدل على ذلك من إطلاق ميليشيا «الحشد الشعبي» للمفارقة اسم عملية استعادة الأنبار في العراق من تنظيم «داعش»، تحت شعار للعملية العسكرية «لبيك يا حسين»! في استفزاز واضح للمكون الآخر في العراق. وقد انتقدت الولايات المتحدة هذا الشعار لبعده الطائفي، قبل أن تتراجع ميليشيا «الحشد الشعبي» وتغير اسم العملية العسكرية إلى «لبيك يا عراق».

وفي البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي ما عُرف بـ«إعلان الكويت»، وفيه كما ذكر وزير الخارجية الكويتي تجسيد لكافة: «أهداف منظمة التعاون الإسلامي وتطلعاتها متناولاً بالتشخيص المخاطر والتحديات التي تعصف بفضائنا الإسلامي المشترك»، معبراً عما يعترينا جميعاً من قلق تجاه تلك الأوضاع وضرورة التعاطي معها بما يحقق ما نصبو إليه من أمن واستقرار لشعوبنا أجمع. وقد تمت مناقشة القضايا الملحة من قضية القدس وسوريا والعراق وليبيا واليمن وملف إيران النووي. وسبل مكافحة التطرف والاقتتال المذهبي والخطاب الكاره للإسلام «الإسلاموفوبيا».

لم تعد هذه الاجتماعات وتلك البيانات، التي تصدر في ختام القمم العربية والإسلامية، تكفي وحدها لعلاج الحالة الصعبة التي تعيشها بعض دولنا ومجتمعاتنا. وإن كانت تضع النقاط على الحروف وترسم خريطة طريق، ولكن تبقى العبرة في توحيد الرؤى والتوجهات والنوايا والخطاب.. فدول داخل منظمة التعاون الإسلامي تساهم بسياساتها ومشاريعها في شق الصف وتسعير التطرف والاحتراب المذهبي. وهذه الدول يجب أن تواجه وتتحمل مسؤوليتها. لأن وضع العالم الإسلامي داخلياً صعب ومأزوم وتتهدده الفتنة المذهبية. وخارجياً هو متهم ومعرض للتحامل والتشويه. ولذلك لم يعد يجدي نفعاً التعامل مع هذا الواقع الصعب بمقاربة الماضي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم! فالمطلوب أكثر وأعمق مما نرى، ولابد من العمل قبل فوات الأوان!

  كلمات مفتاحية

العالم الإسلامي الإسلام الطائفية الصراع الإرهاب التشهير

الصراع بين الأمة والطائفة

تراث الأمة مستهدف بالحروب والجهل

رفض التعددية يؤسس لتقسيم الأمة

الأمة قادرة على دحر المشروع المذهبي

«أردوغان»: نريد جيلا يسير علي هدي النبوة .. وانكسار العالم الإسلامي لن يستمر طويلا

سباق التسلح في العالم العربي .. لماذا؟