قال الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، اليوم الجمعة، إنه «في حال فشل جميع المحاولات الرامية لتشكيل حكومة ائتلافية، فسيتم العودة لأخذ رأي الإرادة الوطنية (انتخابات مبكرة)»، وفق «وكالة الأناضول للأنباء» التركية الرسمية.
جاء ذلك خلال تصريح صحفي أدلى به، عقب أدائه صلاة العيد في جامع «معمار سنان»، بولاية إسطنبول، حيث هنأ «أردوغان»، الشعب التركي، والعالم الإسلامي بحلول عيد الفطر، متمنيا أن يكون العيد وسيلة لإحلال السلام، والاستقرار بين البشر جميعا.
وأضاف «أردوغان»، أن «أحمد داود أوغلو»، رئيس الوزراء المكلف، أبلغه أنه سيجري لقاءات وتقييمات مع منظمات المجتمع المدني، خلال الجولة الثانية من المحادثات المزمع أن تبدأ بعد العيد؛ للاطلاع على وجهات نظرهم بخصوص تشكيل حكومة ائتلافية.
وأوضح الرئيس التركي قائلا: «أعتقد أن الأحزاب السياسية الثلاثة الممثلة في البرلمان (الشعب الجمهوري والحركة القومية والشعوب الديمقراطي)، ستقيّم نتائج مشاورات الجولة الأولى، التي جرت خلال الأسبوع الحالي مع رئيس الحكومة المكلف، زعيم حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، حول عملية تشكيل حكومة ائتلافية ، وسيتم على خلفيتها معرفة الأحزاب التي ستنخرط في مشاورات الجولة الثانية».
واستدرك: «نحن في وضع، نسعى فيه لإنشاء تركيا، تتعاضد فيها روابط الأخوة بين مواطنينا الأتراك، والأكراد، والألبان، واللاز، والجورجيين، والأبخاز وغيرها من مكونات الشعب التركي».
تقدم في المفاوضات مع «الشعب الجمهوري»
ومساء أمس الأول الأربعاء، أعلن «داود أوغلو» عن تحقيق «تقدم» في مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي بين حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحزب «الشعب الجمهوري» أكبر أحزاب المعارضة.
وقال لتلفزيون «إن تي في»: «نحن الآن في مرحلة أكثر تقدما مع حزب الشعب الجمهوري. وبما أننا اتفقنا على المنهج فستسير العملية قدما مع حزب الشعب الجمهوري»، في إشارة إلى «إطار» لائتلاف محتمل اتفق عليه الحزبان.
واجتمع رئيس الحكومة المكلف خلال الأسبوع الجاري مع زعماء الشراكة المحتملين الثلاثة في الائتلاف وهم: حزب «الشعب الجمهوري»، وحزب «الحركة القومية» اليميني، وحزب « الشعوب الديمقراطي» اليساري المؤيد للأكراد.
وطلب «داود أوغلو» من أحزاب المعارضة خلال هذه الجولة من المفاوضات ألا تطرح تساؤلات بشأن دور الرئيس «رجب طيب أردوغان» في العملية السياسية، وهو أمر من المرجح أن يكون نقطة خلاف.
ولمح ساسة معارضون إلى أنهم يريدون أن يبقى «أردوغان» - مؤسس حزب «العدالة والتنمية» - بعيدا عن الحياة السياسية اليومية، إذا انضموا إلى أي ائتلاف حكومي.
ورغم التقارب الأيديولوجي بين حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية»، قال «داود أوغلو» بعد اجتماع مع قيادة الحزب إن «الحزب لا يريد أن يقتسم السلطة ضمن حكومة يقودها العدالة والتنمية».
وقد يلقى تحالف مع حزب «الشعب الجمهوري» العلماني ترحيبا غربيا.
لكن ربما يختار حزب «العدالة والتنمية» مسار انتخابات جديدة بعد أن أشار استطلاع رأي إلى أن 5% من الناخبين لن يدعموا أحزاب المعارضة مجددا في الانتخابات، الأمر الذي قد يمنح الحزب ما يكفي من المقاعد لتشكيل حكومة بمفرده.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن تركيا تعيش من دون حكومة منذ 7 يونيو/حزيران الماضي؛ عندما خسر حزب «العدالة والتنمية»، الذي ينتمي لتيار يمين الوسط، أغلبيته للمرة الأولى منذ صعوده للسلطة في عام 2002.
ويحتاج الحزب الآن إلى شريك أصغر كي يشكل حكومة ائتلافية وإلا ستعاد الانتخابات.
وقلص الضباب الذي يغلف المشهد السياسي ثقة المستثمرين، وحذر وزير المالية «محمد شيمشك» من أن إجراء انتخابات أخرى سيعرض الاقتصاد للخطر.