قال الرئيس السوداني «عمر البشير»، إن مثلث حلايب «أرض سودانية» احتلتها مصر في عام 1995.

وأضاف «البشير»، في لقائه ببرنامج «مقابلة خاصة» على قناة «العربية»، مساء اليوم السبت، أن «الحدود بين مصر والسودان رسمها الحكم الثنائي لبريطانيا ومصر قبل فترة الاستقلال، وخلال ذلك ظل مثلث حلايب جزء من السودان، وفي ظل الحكم الثنائي جرت أول انتخابات للحكم الذاتي في السودان، وجرت انتخابات في مثلث حلايب تحت الحكم السوداني، وكان قرار الاستقلال ينص على أن تستقل السودان بحدوده الإدارية، التي تعد حلايب منها».

وتابع: «وفي سنة 1958، في عهد جمال عبدالناصر، دخلت قوات مصرية إلى مثلث حلايب، والسودان دفع بقواته إلى المثلث وقدم شكوى إلى مجلس الأمن، والمصريين سحبوا قواتهم، وظلت حلايب سودانية إلى 1995 حتى دخلت القوات المصرية واحتلت حلايب، يعني قرن كامل حلايب جزء من السودان حتى عام 1995».

واعتبر «البشير» أن مشكلات سد النهضة ومثلث حلايب تراكمت، وأن الإعلام المصري ركز عند إجراء الانتخابات تركيزا كبير جدا على حلايب، كأنه لم تجر الانتخابات إلا في حلايب، وهذا أدى لرد فعل داخلي، مضيفا أن الشعب السوداني قال لابد أن نتصدى، مؤكدا أن حلايب سودانية، وأن بلاده رفعت شكوى لـ«مجلس الأمن» بعد حدوث انتخابات مصرية في أرض سودانية.

من جهة أخرى، أكد شيخ قبائل حلايب وشلاتين، «محمد طاهر سدو»، أن القبائل العربية أعلنت ولاءها لـمصر، مشيرا إلى نسبة المشاركة التي وصفها بالعالية في الانتخابات البرلمانية.

وقال «سدو»، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «حضرة المواطن»، عبر قناة «العاصمة» المصرية: «البشير ينتهز فرصة انشغال مصر بعدد من المشكلات الداخلية والخارجية ليتحدث عن أن حلايب سودانية 100%».

وأضاف: «حكومة السودان تابعة لجماعة الإخوان هي التي تفتعل المشاكل مع مصر، قبائل حلايب وشلاتين تعلن مصريتها وولاءها للدولة المصرية».

بدوره، قال السفير «رخا أحمد حسن»، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: «إن حديث الرئيس السوداني عمر البشير عن حلايب وشلاتين، مجرد كلام للاستهلاك المحلي، بهدف التغطية على بعض المشاكل في الداخل»، على حد تعبيره.

وأوضح «رخا» أن مسألة حلايب وشلاتين منتهية ومحسومة، فهي أرض مصرية، ولا يمكن النقاش حولها، فخط الحدود 22 هو الفاصل بين الأراضي المصرية والسودانية.

وكان الرئيس السوداني «عمر البشير»، قد طلب من المملكة العربية السعودية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي التدخل لحل النزاع القائم بين القاهرة والخرطوم حول مثلث «حلايب وشلاتين» الحدودي.

وقال «البشير» إن حلايب وشلاتين «سودانية ولا تنازل عنها مطلقا»، معربا عن أمله «في حل ودي دون تصعيد لا يرغب السودان فيه».

وأكد «البشير» أن السودان «متمسك بشكواه التي قدمها لمجلس الأمن منذ سنوات، ويجددها سنويا تأكيدا لحقه التاريخي في حلايب وشلاتين».

هذا وتتمتع منطقة «حلايب وشلاتين» بأهمية استراتيجية؛ حيث تعتبرها مصر عمقا استراتيجيا مهما لها كونها تجعل حدودها الجنوبية على ساحل البحر الأحمر مكشوفة ومعرضة للخطر، وهو الأمر الذي يهدد أمنها القومي.

ويعود النزاع بين البلدين حول هذه المنطقة إلى عام 1958 عقب استقلال السودان عن الحكم المصري البريطاني.

وتقع المنطقة تحت سيطرة مصرية كاملة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي بعد محاولة اغتيال الرئيس المخلوع «حسنى مبارك» في أديس أبابا؛ حيث اتهمت الحكومة المصرية نظيرتها السودانية بالتخطيط لعملية الاغتيال؛ وأمر «مبارك» آنذاك بمحاصرة وطرد القوات السودانية من «حلايب وشلاتين».