«الفلوجة تقتل جوعا».. فهل من مجيب؟

الخميس 24 مارس 2016 08:03 ص

لم يعد الدمار والعنف هما القاسم المشترك الوحيد بين سوريا والعراق، فأضحى الجوع والحصار الذي ضرب مضايا وغيرها من البلدات في سوريا حلقة في سلسة من القيود التي امتدت تشابكاتها لتطوق مدينة الفلوجة العراقية.

ومع دخول الحصار عامه الثاني تقدر أعداد المدنيين العالقين في الفلوجة بنحو مئة ألف، جلهم من الأطفال والنساء والعجزة، حيث لم يجد الكثير منهم فرصة للنزوح من المدينة، فيما يخشى البعض الآخر أن تنتهي رحلة الخروج بالقتل أو الاختطاف على أيدي الميليشيات، فضلا عن أن الوصول إلى بغداد يتطلب إيجاد كفيل بحسب شروط السلطات.

فمؤخرا، انتشل أهالي الفلوجة جثث امرأة وأطفالها الثلاثة من نهر الفرات بعد أن ألقت بنفسها وأطفالها في النهر قبل نحو أسبوع، وأظهرت الصور أن المرأة -فيما يبدو- ربطت أطفالها الثلاثة حول خصرها.

ففي ظل المعارك الدائرة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» تفرض قوات الأمن حصارا خانقا على المدينة والمناطق المحيطة بها منذ أكثر من سنتين، وهو ما أدى إلى افتقاد المدينة كافة مقومات الحياة ومعاناتها من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية وتفشي الجوع والأمراض.

وفي خطوة لتسليط الضوء على ما يحدث في الفلوجة أطلق ناشطون وصحفيون عراقيون، حملة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي لإغاثة آلاف المدنيين المحاصرين في المدينة، تحت وسم «#الفلوجة_تقتل_جوعا».

وتسعى الحملة لإيصال معاناة أهل الفلوجة إلى «الأمم المتحدة» ومنظمات حقوق الإنسان حول العالم مع اشتداد الحصار والقصف وتعرض المستشفى الرئيسي في المدينة إلى الدمار جراء قصفه المتكرر من قبل القوات العراقية والميليشيات.

ويقدر ناشطون في الحملة أعداد الضحايا بالمدينة منذ بدء الحصار بأكثر من 3400 قتيل، 500 منهم من الأطفال، إضافة إلى 6000 جريح.

واتهم المشاركون في الوسم المجتمع الدولي والحكومات الغربية والعربية بالازدواجية في المواقف، حيث لم يجد المحاصرون في الفلوجة أي تعاطف رسمي معهم، على غرار اهتمام المجتمع الدولي بتفجيرات بروكسل، الأسبوع الجاري.

وقال ناشطون إن الدول العربية، لا سيما دول الخليج، يجب أن تأخذ على عاتقها مهمة فك الحصار عن الفلوجة المحاصرة من قبل ميليشيات «الحشد الشعبي».

المفكر الكويتي «عبدالله النفيسي»، غرد: «الفلوجة تتعرض لحصار وإبادة لأطفالها ونسائها من طرف الحشد الموالي لإيران، الفلوجة تستنجد، فهل من مجيب؟».

وتابع مواطنه «حاكم المطيري» أمين عام «حزب الأمة» فغرد: «الفلوجة تدفع ثمن ثورتها على حكومة المحتل، الطائفية المدعومة بفرق الموت الإيرانية، وبالحملة الجوية الأمريكية، ومشاركة الدول الخليجية».

بدوره، قال الداعية العراقي «طه حامد الدليمي»: «يقول أحد أقاربي المحاصرين في الفلوجة متهكما: لقد تعودنا أكل الطعام العفن حتى صار غيره يضر بأمعائنا..!، اللهم رحمتك بهم وبكل المظلومين، يا رب».

وتابع الإعلامي «حامد حديد» محرر الشؤون العراقية في قناة «الجزيرة»: «وسم أظهر خبايا النفوس، بدلا من إدانة المجرم الكافر الصائل، راح البعض يبحث في الزوايا عن حكايات وقصص يبرر فيها تذبذبه».

«محمد الجميلي» مدير قناة «الرافدين» الفضائية، قال: «إن مسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية في منع المدنيين من مغادرة الفلوجة معروفة معلومة، ولكن من يحاصرها ويمنع الغذاء والدواء عنها هي الحكومة وميليشياتها».

وتابع: «يجب أن يعلو صوت الأحرار؛ للضغط على الحكومة وميليشياتها لرفع حصارها الظالم الذي أحكمت طوقه على الفلوجة؛ لأنها جريمة إبادة».

الإعلامي العراقي الآخر، «عثمان المختار»، غرد قائلا: «في فقه الحنابلة، إذا مات المسلم جوعا فإن القادرين حوله يعدون قتلة، ويلزمون بدفع الدية عنه».

وتابع: «رفض كفار قريش أن يموت أبناء عمومتهم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم جوعا بشعب أبي طالب، بعض كفار قريش أرحم على المسلمين من بعض المسلمين».

الإعلامي البحريني «محمد العرب»، غرد: «تذكروها، الفلوجة حرمت المالكي من ولاية ثالثة، وستكون سببا في عدم إكمال العبادي فترته الرئاسية».

رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الدكتور «يوسف القرضاوي» قال في تغريدة له: «حصار المدنيين العزل وقتلهم جوعا ومرضا في #الفلوجة بحجة محاربة الإرهاب هو الإرهاب بعينه!».

وقال الأمين العام لـ«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين»، «علي القرة داغي»: «تدفع الفلوجة ثمن صمودها في وجه الاحتلال الأمريكي للعراق، فقد كانت عصية عليهم حتى أمطروها بكل أنواع الصواريخ حقدا عليها».

وتابع: «تعيش الفلوجة ظروفا إنسانية رهيبة، ويستغل الحشد الشعبي وجود داعش فيها ليقصفوها،
داعش متخصصة في مدن السنة؛ ليفتك بتلك المدن».

الصحفي اللبناني «فخر الأيوبي» غرد: «الفلوجة تقتل جوعا، وجامعة الدول العربية مشغولة بصياغة بيان تنديد حول تفجيرات بروكسل».

بدوره، قال الكاتب الفلسطيني «ساري عرابي»: «ما أكثر الذين يكرهون الفلوجة! يكرهها الأمريكان الذين طردتهم، والخونة الذين عرتهم، والأدعياء الذين كشفت زيفهم».

المعارض السعودي السابق، «كساب العتيبي» غرد: «مستنكرة ومرفوضة، نحذر كتاب الغرب والشرق وصحفييهم وسياسييهم من التعرض للإسلام، وربط الحادثة به، واستغلالها للهجوم عليه».

يشار إلى أن الحكومة العراقية مدعمة بميليشيات «الحشد الشعبي» تفرض حصارا مطبقا على مدينة الفلوجة التي يقطن فيها قرابة مئة ألف شخص.

ونقلت وسائل إعلام عراقية محلية أن عائلة من مدينة الفلوجة انتحرت بكاملها بسبب الحصار الخانق الذي فرضته القوات الأمنية مدعومة بميليشيا «الحشد الشعبي»، حيث تحاصر المدينة من جهاتها الأربع، وتمنع دخول الدواء والغذاء لأهلها.

وتقول القوات العراقية إنها تفتح ممرات آمنة لخروج العوائل لكن تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يسمح لهم بالخروج.

ويحكم تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطرته الكاملة على مدينة «أم المآذن» وتحاصرها الميليشيات التي تحيط بالمدينة من جهاتها الأربع منذ بداية عام 2014.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق الفلوجة الدولة الإسلامية الحشد الشعبي الحكومة العراقية الجوع الحصار

توقف الاشتباكات في الفلوجة بعد اعتقال «الدولة الإسلامية» للعشرات من أبناء العشائر

لئلا ننسى.. في ذكرى الفلوجة المقاومة

مصادر عراقية: قوة قتالية أمريكية تتمركز في معسكر شرق الفلوجة

مقتل 14 من الجيش العراقي والحشد الشعبي في هجوم للدولة الإسلامية بالفلوجة

سكان الفلوجة يدعمون تنظيم «الدولة الإسلامية» للتصدي للقوات الحكومية

القوات العراقية تعلق قصف الفلوجة والرمادي و«ديمبسي» يحذر «العبادي» من الدور الإيراني

«استعادة الفلوجة» .. صيد ثمين شرط ألا تصبح «معركة استنزاف»

السفير السعودي لدى العراق: ما يحدث في الفلوجة نتيجة التهميش والتشرذم

العراق: ائتلاف «المالكي» يسب السفير السعودي ويطالب بطرده

«كبار العلماء» في السعودية تناشد المسلمين إنقاذ المدنيين بالفلوجة من الموت جوعا

الفلوجة تستغيث بزعماء الخليج: «أم المساجد» تموت جوعا

كان الباشا واثقا من النصر في الفلوجة!

‏«رايتس ووتش»: سكان الفلوجة المحاصرة يتضورون جوعا

«ن.تايمز»: الميليشيات المدعومة من إيران تستهدف أهل الفلوجة بالقتل والتجويع

مليون دولار إغاثة قطرية للفلوجة المحاصرة

سفير السعودية: تحرير الفلوجة ينفذه جيش العراق .. والحشد يرد: نتحمل المسؤولية الأكبر

«السيستاني» يدعو إلى حماية المدنيين خلال معركة الفلوجة

«المالكي» يلتقي «قاسم سليماني» على أطراف الفلوجة

فارون من الفلوجة: الجدران مفخخة ولا طعام أو شراب أو دواء

سفير السعودية: أوامر ملكية بإرسال مساعدات طبية عاجلة إلى العراق

زعيم فيلق بدر الشيعي: المعركة النهائية للسيطرة على الفلوجة تبدأ خلال أيام

سفير السعودية لدى العراق: 12 شاحنة مساعدات إلى الأنبار وكفالة ألف يتيم

خبير عسكري أمريكي محذرا من ردة فعل سكان الفلوجة: بغداد ستخسر إذا استمر إقصاء السنة

«علاوي»: ⁧‫الفلوجة‬⁩ تتعرض لتطهير طائفي وظهور «سليماني» بالمعركة يؤدي لإرهاب أخطر

«العبادي» يعلن استعادة الفلوجة.. و«كارتر»: جزء فقط والأمر يتطلب مزيدا من القتال