واشنطن طلبت من جنودها بسوريا نزع شارات الوحدات الكردية

الجمعة 27 مايو 2016 07:05 ص

قالت واشنطن إنها طلبت من جنودها في سوريا، الذين ظهروا في صور، وهم يضعون شارات «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية على أكتافهم، نزع هذه الشارات، بعدما أغضب هذا التصرف أنقرة، التي تعتبر هذا الوحدات «منظمة إرهابية».

وكانت فضائية «الجزيرة» الإخبارية، وهي إحدى وسائل الإعلام التي بثت هذه الصور، نقلت عن مصادر (لم تكشف هويتها) إن قوة أمريكية مؤلفة من نحو خمسين عنصرا وصلت إلى منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، شمالي سوريا؛ للمشاركة بوصفهم مستشارين عسكريين إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية»، في معاركها ضد التنظيم في المنطقة.

وعناصر من هذه القوة الأمريكية هي من ظهرت في الصور، وهي تضع شعار «وحدات حماية الشعب» الكردية على أكتافها؛ حيث تمثل قوات الوحدات العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، التي تضم، أيضا، ميليشيات عربية وسريانية وأرمنية وتركمانية، والتي تشكلت رسميا في أكتوبر/تشرين الأول 2015؛ لمواجهة تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة».

لكن متحدثا باسم الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، قال إن وضع الشعارات تم دون إذن، ووصفه بـ«الأمر غير الملائم»، حسب ما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف الكولونيل بالجيش الأمريكي، «ستيف وارين»، للصحفيين، أن الجنود طُلب منهم نزع تلك الشعارات.

وتابع: «اتخذنا إجراء تصحيحيا، وتواصلنا قدر المستطاع مع شركائنا العسكريين وحلفائنا العسكريين في المنطقة».

وكان وزير الخارجية التركي، «مولود تشاووش أوغلو» هاجم، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة، واتهمها بـ «الكيل بمكيالين» لرفضها اعتبار «وحدات حماية الشعب» «منظمة إرهابية» في تعليق يعكس تزايد غضب أنقرة من مساندة واشنطن لهذه الجماعة.

«تشاووش أوغلو» أضاف، خلال مؤتمر صحفي، إنه «من غير المقبول» أن يضع جنود أمريكيون شعار الوحدات على ملابسهم، وذلك بعد أن انتشرت صور يبدو فيها جنود من القوات الخاصة الأمريكية يضعون شعار الوحدات على أكتافهم، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وتعتبر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي «وحدات حماية الشعب» امتدادا لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور الذي شن تمردا مسلحا استمر ثلاثة عقود من أجل الحصول على الحكم الذاتي للأكراد في جنوب شرق تركيا، الذي تسكنه غالبية كردية.

وتصنف واشنطن «حزب العمال الكردستاني» «منظمة إرهابية»، لكنها تدعم «وحدات حماية الشعب» في معركتها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

و«وحدات حماية الشعب» هي الطرف الأكثر قوة في تحالف سوري تدعمه الولايات المتحدة يشارك في هجوم قرب مدينة الرقة، عاصمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

وبمساعدة الضربات الجوية التي تقودها واشنطن، استطاعت الوحدات طرد «الدولة الإسلامية» من مناطق واسعة في شمال سوريا على مدى العام الماضي.

وقال «تشاووش أوغلو»، خلال قمة للأمم المتحدة في منتجع أنطاليا بتركيا: «إذا قالوا (أي الأمريكان): (نحن لا نرى أن وحدات حماية الشعب وهذه الجماعات الإرهابية هي الشيء ذاته)، فإن جوابي هو: هذه معايير مزدوجة وكيل بمكيالين».

وتابع قوله: «من غير المقبول أن يستخدم جنود أمريكيون شعار وحدات حماية الشعب، وهي جماعة إرهابية».

وأثارت أنقرة المسألة مع وزارة الخارجية الأمريكية.

ورفض «مارك تونر»، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، مناقشة أمر الصور، وقال إنه لا يرغب في الحديث عن المكان الذي التقطت به في سوريا.

وأضاف «تونر»: «نتفهم مخاوف تركيا ودعوني أقول هذا بكل وضوح:  نحن مستمرون في مناقشة هذا الأمر، وكذلك بواعث القلق الأخرى لدى تركيا فيما يتعلق بالدولة الإسلامية».

وعندما سئل خلال مؤتمر صحفي، أمس الخميس، إذا كان من المناسب وضع هذا الشعار، رفض «بيتر كوك»، السكرتير الصحفي بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التعقيب على الصور، لكنه قال إنه «عندما تعمل القوات الخاصة في منطقة ما، فإنها تبذل كل ما في وسعها للاندماج مع المجتمع لتعزيز أمنها».

 

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

أمريكا سوريا تركيا وحدات حماية الشعب

أنقرة تعتبر نشر جنود أمريكيين لمساندة أكراد سوريا «نفاقا» وواشنطن تنفي

«كارتر» يقر بوجود علاقة بين«ب ي د» و«بي كا كا»

تركيا تطالب الأمم المتحدة بإدراج «بي كا كا» و«ب ي د» على قائمة «الإرهاب»

«أردوغان» لأمريكا: حولتم المنطقة لـ«بركة دم» بدعمكم الأكراد

«أوباما» و«أردوغان» يؤكدان التعاون ضد مقاتلي «الدولة» و«العمال الكردستاني»

تركيا تدعو الدول المعنية بالملف السوري لـ«فتح صفحة جديدة»