قال وزير الخارجية الإيطالي «باولو جينتيلوني»، أمس الأربعاء، إن بلاده ما زالت تطلب تعاونا كاملا من مصر للوصول إلى الحقيقة في قضية تعذيب ومقتل الطالب «جوليو ريجيني» التي وصفها بأنها مسألة كرامة وطنية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها «جنتيلوني» أمام البرلمان، أمس الأربعاء ونقلتها «وكالة أنسا» الإيطالية، مضيفا: «سوف نستمر في مطالبنا المتعلقة بتلك القضية»، وفسر ذلك قائلا: «لسنا مدينين فقط لعائلة ريجيني لكنها مسألة كرامة وطنية».

وأضاف الوزير الإيطالي: «نحن لم نشكك أبدا في أهمية التعاون مع مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومع ذلك يجب أن نستمر في مطالبتها بالتعاون في قضية ريجيني، فهذا ليس فقط واجبنا تجاه أسرته، بل لأن الأمر يتعلق بالكرامة الوطنية».

واعتبر «جينتيلوني» أن هذا هو الذي دفع البرلمان إلى قرار وقف توريد قطع غيار طائرات «إف-16» المقاتلة لمصر، والذي التزمت به الحكومة الإيطالية.

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الإيطالي (الغرفة الثانية) «فابريتسيو تشيكيتو» قال في بيان، أمس الأربعاء: «قرار البرلمان الإيطالي وقف توريد قطع غيار طائرات مقاتلة لمصر هو جرس إنذار لطلب الحقيقة حول هذه الواقعة المأساوية التي هزت الرأي العام الإيطالي».

وأيد مجلس النواب الإيطالي، الأربعاء الماضي، قرارا سابقا صادق عليه مجلس الشيوخ في 29 يونيو/حزيران الماضي، بوقف إمدادات قطع غيار طائرات «إف-16» المقاتلة لمصر.

وفي ذات السياق، قالت «ديبورا سيراكيانى»، محافظ مقاطعة «فيرولى-فينيسا جوليا، مسقط رأس «ريجيني»، إن قرارات الحكومة الإيطالية تحركها الإرادة القوية والإصرار على التوصل لحقيقة مقتل وتعذيب الشاب الإيطالي.

وأضافت «سيراكيانى»، في تصريحات لصحيفة «إيل بيكولو» الإيطالية: «الحوار مقصدنا الوحيد.. نحن لا نريد توسيع الفجوة مع القاهرة.. أثق أن القاهرة والبرلمان المصري تحديدا يتفهمان هذا الأمر جيدا».

وقررت لجنة خاصة في البرلمان المصري تم تشكيلها لدراسة تطورات أزمة مقتل «ريجيني»، عقد اجتماع، الاثنين المقبل، بحضور ممثلي وزارتي الداخلية والخارجية والنيابة العامة والمخابرات العامة، للاطلاع على المعلومات الخاصة بالحادث وما توصلت إليه التحقيقات.

وقال النائب «كمال عامر»، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، في تصريحات صحفية، عقب اجتماع اللجنة، أول أمس الثلاثاء، إنه كان اجتماعا تمهيديا للاجتماع الأساسي المقرر له الاثنين المقبل، وسيتم استدعاء ممثلي وزارتي الخارجية والداخلية والمخابرات العامة والنيابة العامة لاستجلاء كل حقائق الأزمة وما وصلت إليه التحقيقات، ثم يتم بعدها إعداد تقرير متكامل يتم تقديمه لرئيس البرلمان.

وتوترت العلاقات بشكل حاد بين مصر وإيطاليا، على خلفية مقتل «ريجيني» (28 عاما)، الذي كان موجودا في القاهرة منذ سبتمبر/أيلول 2015، وعثر عليه مقتولا على أحد الطرق غرب القاهرة، وعلى جثته أثار تعذيب، في فبراير/شباط الماضي، واتهمت الداخلية المصرية بقتله تحت التعذيب في أحد مراكز الاحتجاز التابعة لها، الأمر الذي تنفيه القاهرة بشدة.