‏الأتراك يحبون «أردوغان» رغم «سلطويته» .. والبعض يراه الأهم منذ «محمد الفاتح»

الجمعة 22 يوليو 2016 09:07 ص

وصفت صحيفة «واشنطن بوست» ردة فعل الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» على المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/يوليو الحالي بأنها «انقلاب سياسي» أو ما يشبهه. فمنذ أحداث الجمعة ردت الدولة على المتآمرين باعتقال أو عزل عشرات الألوف من العسكريين والتربويين والموظفين في سلك القضاء والتعليم الديني وأساتذة وعمداء الجامعات. 

وتم إغلاق مئات المدارس وسحب تراخيص عمل عشرات الصحافيين. وبحسب أتراك يرصدون عملية التطهير، فالعمليات لا تستهدف فقط من دعم الانقلاب أو رجل الدين فتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا بأمريكا بل ومن لا يتفق مع وجهة نظر الحكومة بمن فيهم أبناء الأقليات والنخبة العلمانية. 

وتعلق الصحيفة أن «أردوغان» الذي وصف المحاولة بأنها «منحة إلهية» لا يستخدمها لتقوية موقعه القوي فقط بل ويحاول دفع الولايات المتحدة لمساعدته في حملة القمع من خلال تسليم «فتح الله غولن»، المتهم بتنظيم العملية الانقلابية.

علينا الرفض

وتعتقد الصحيفة أنه يجب على الولايات المتحدة مقاومة المطالب التركية حتى لو استدعى هذا وقف التعاون في محاربة تنظيم «الدولة». 

ودافعت الصحيفة عن موقف المتهم الأول في العملية الانقلابية التي قتل فيها 290 شخصا معظمهم من المدنيين وقصف المتأمرون مبنى البرلمان مرات عدة، وقالت إن «السيد غولن يقود حركة سلمية تدير مدارس في تركيا والولايات المتحدة ومعظم أنحاء العالم، وتحالف أتباعه في الشرطة والقضاء ولسنوات طويلة مع «أردوغان» وحزبه الإسلامي. ومن المفارقة أن الطرفين تعاونا معا لتطهير الجيش من الضباط الذين اتهموا بالتآمر لقلب نظام الحكم، لكن العلاقة بين الزعيمين تدهورت عام 2013 عندما تحركت الحكومة لإغلاق المدارس الغولونية ومحاكمة أتباع غولن المشتبه بتورطهم بتسريب أشرطة عن حالات فساد كبيرة ضد الحكومة». 

ومنذئذ قام «أردوغان» بحملة تطهير للقضاء والشرطة والإعلام للقضاء على أتباع غولن «ولهذا فليس من الغريب أن يحمل (أردوغان) منافسه مسؤولية الانقلاب، وما لم يقدمه هو الدليل عن تورط رجل الدين البالغ من العمر 75 عاما المنعزل في مجمع بوكونوس (بنسلفانيا) بالانقلاب العسكري في تركيا». 

وقالت الصحيفة إن ما يثير الانتباه هو حديث «مولود جاويش أوغلو»، معها عندما قال يوم الثلاثاء «عليهم معرفة أن لا حاجة لدليل» في إشارة لإدارة الرئيس «أوباما»

وترد الصحيفة «في الحقيقة فهم بحاجة» فرغم وجود معاهدة ترحيل مطلوبين للعدالة بين البلدين «فلا يمكن اعتقال أو ترحيل غولين لوطنه إلا في حالة أقنعت تركيا وزارة العدل الأمريكية والمحاكم الفدرالية بأنه مذنب. مشيرة لنفي غولن أي تورط في المحاولة الانقلابية .. بعبارات أخرى لا يمكن معاملته مثل المعارضين لأردوغان في تركيا وجره للمحاكمة بدون إجراءات قانونية». 

وتضيف أن «الرئيس أوباما حاول على ما يبدو شرح هذا الوضع لأردوغان في مكالمة هاتفية حسب المتحدث جوش إرينست. وقال أوباما إن الولايات المتحدة «لا تدعم أفرادا تآمروا للإطاحة بحكومة منتخبة ديمقراطيا»، ولن نفاجأ لو لم يقبل أردوغان الإجابة أو حاول استخدام العلاقة العسكرية التركية مع الولايات المتحدة بما فيها استخدام قاعدة إنجرليك الجوية لضرب أهداف تنظيم الدولة كورقة ضغط». وليكن كما تقول الصحيفة لأن على أردوغان أن يفهم «أنه لا يمكن التصرف ببلطجة مع الولايات المتحدة كي تشجعه على المضي في ديكتاتوريته».

حليف مهم

ولكن «أوباما» دعم «أردوغان» باعتباره الرئيس المنتخب ديمقراطيا والتفسير الذي تقدمه صحيفة «نيويورك تايمز» هو أن لتركيا أهمية خاصة لدى الولايات المتحدة. 

ففي تقرير أعده «مارك لاندلر» بدأ فيه بالحديث عن موقف أوباما من الرئيس أردوغان الذي رأى فيه تجسيدا للزعيم الإسلامي المعتدل.

فبحسب توم دونيلون، مستشار «أوباما» السابق لشؤون الأمن القومي فقد نظر «أوباما» للرئيس التركي «كرجل مبدأ وفعل أيضا». ولكن العلاقة الحميمة بين الرجلين بدأت بالتراجع حسب الصحيفة عندما صعد «أردوغان» من رئاسة الوزراء للرئاسة وبدأ بمحاولات تحويل تركيا من ديمقراطية برلمانية إلى نظام الرجل الواحد. 

وتوقفت المكالمات الهاتفية المنتظمة بينهما ولاحظ «أردوغان» أنهما بالكاد يتحدثان الآن. إلا أن الخط الهاتفي بين واشنطن وانقرة عاد للعمل يوم الثلاثاء عندما اتصل أوباما بالرئيس التركي ليقدم ما وصفه مسؤول في الإدارة «صيحة تأييد» لتصميم الرئيس أمام المحاولة الانقلابية الفاشلة وليعبر عن ارتياحه لنجاته وعائلته. 

وتعلق الصحيفة أن كلمات التأييد من الرئيس أوباما والتي جاءت في وقت أعلن عن حالة الطوارئ يوم الأربعاء وحملة القمع التي طالت الأكاديميين تعبر عن الوضع القاسي الذي تواجهه الولايات المتحدة وهي تتعامل مع تركيا. 

وتضيف «قد يكون أردوغان يمثل خيبة مرة للرئيس ولكنه لا يزال أحسن من أي خيار، وأحببت أم كرهت فلا يزال أحد الركائز المهمة في الحرب ضد تنظيم الدولة وقضايا حيوية أخرى». 

وتشير الصحيفة إلى أن أوباما كغيره من الرؤساء السابقين يواجه المعضلة المعروفة للتعامل مع الشرق الأوسط ومشاكله الفوضوية والموازاة بين المصالح والقيم. ففي مصر تسامحت الإدارة مع حكومة قمعية هناك في محاولة للحفاظ على تحالف آخر مهم في المنطقة. ونقلت عن فيليب غوردون الذي نسق سياسات الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي عام 2015 «مهما كانت مظاهر قلقنا حول مسار حكومة أردوغان- وهناك مظاهر مشروعة- فلا أحد يعتقد أن الانقلاب العسكري أمر منطقي أو شرعي». 

ويرى المسؤول في الإدارة أن نجاح الانقلاب كان سيدخل تركيا في مرحلة طويلة من عدم الاستقرار وربما حربا أهلية. وهو ما كان سيحولها إلى حليف لا يوثق به في الحرب ضد تنظيم «الدولة». بعدما سمحت الحكومة التركية لأمريكا ودول التحالف الدولي باستخدام القاعدة الجوية في إنجرليك لشن غارات ضد الجهاديين في العراق وسوريا. 

وتم تعليق العمليات لفترة قصيرة عندما كشف عن تورط بعض الضباط وقائدها بالمحاولة الانقلابية. 

ولم تستبعد الصحيفة تركيز العلاقات التركية ـ الأمريكية في المرحلة المقبلة على تداعيات المحاولة الفاشلة. فقد اتصل رئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد بنظريه التركي خلوصي أكار واتفقا على استمرار الشراكة العسكرية بين البلدين. 

وفي مكالمته حث الرئيس أوباما أردوغان التركيز على مواجهة تنظيم «الدولة». وفي تصريحات للمبعوث الخاص لدول التحالف بريت ماكغيرك «لا أعتقد أننا في حاجة لتذكير تركيا بهذا» مشيرا للهجمات التي تعرضت لها تركيا في الأسابيع الماضية. 

وتعلق «نيويورك تايمز» أن أردوغان سينشغل أكثر بمحاربة الانفصاليين الأكراد وأتباع غولن.

وحث الرئيس التركي نظيره الأمريكي على تسليمه غولن، وقدمت حكومته الأوراق للبدء في الإجراءات الرسمية لترحيله. 

وفي الوقت الذي رفض البيت الأبيض التعليق على قيمة النقاش التركي إلا أن المسؤولين يقولون إن عملية الترحيل تحتاج لوقت طويل وتقييم من وزارة العدل وقاض فدرالي وهي أمور لا علاقة لأوباما بها.

حارة ثم باردة

ورغم التوتر الذي ساد العلاقة بين الرئيسين والحوار الحاد الذي جرى بينهما على هامش مؤتمر تورنتو في عام 2010 عندما قررت تركيا التصويت ضد فرض عقوبات على إيران في مجلس الأمن. 

ولا يزال أردوغان متأثرا بقرار البيت الأبيض تجاوز المبادرة الدبلوماسية التي تقدمت بها تركيا والبرازيل من أجل حل الملف النووي الإيراني. وكانت أول هزة في علاقات بدأت واعدة عام 2009 عندما اختار أوباما تركيا كأول بلد إسلامي ليلقي خطابا فيه، وحاول أوباما أن يقدم «بيانا حول أهمية تركيا» وتحدث عن إمكانية بناء «نموذج شراكة» بين البلدين. 

وفي السنوات الأولى كان أوباما يتحدث مع أردوغان أكثر من أي زعيم أجنبي آخر باستثناء ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني. 

ورأى «أوباما» في «أردوغان» شخصا مصلحا برز في السياسة ولا يرى تعارضا بين الإسلام والديمقراطية. 

ويقول غوردون إن الرئيس أوباما استثمر كثيرا في العلاقة. وبالطريقة نفسها آمن أردوغان بالرئيس أوباما واعتقد أنه مختلف عن بقية الزعماء الأمريكيين، زعيم لا يقدم العلاقة مع (إسرائيل) والسعودية على البقية في المنطقة. وظلت العلاقة بينهما جيدة حتى الربيع العربي حيث كانا في البداية متناغمين. وعندما اندلعت الثورة في سوريا، تردد أردوغان في البداية بوضع ضغط على الرئيس السوري بشار الأسد ولكنه خاف من آثار تمزق سوريا واستفادة الأكراد منها أكثر مما قلق حول تنظيم «الدولة». 

ويرى معلقون أن نقد أوباما لأردوغان عادة ما يتم في الأحاديث الخاصة بينهما. وفي هذه المرة سيفعل مثلما فعل بعد تظاهرات حديقة غيزي. ويقول ستيف كوك من مجلس العلاقات الخارجية أن خيارات أمريكية محدودة في تركيا وعليها أن تتعامل مع الموجود. 

وهو «أردوغان» الآن الذي يتساءل باتريك كينغزلي في صحيفة «الغارديان» عن سبب حب الأتراك له رغم ما يراه الغرب من نزعات سلطوية لديه.

إعجاب

وحضر «كينغزلي» تجمعا في مبنى البلدية في مدينة اسطنبول حيث احتشد الناس هناك بناء على دعوة من الحكومة التركية لحماية الديمقراطية. 

والتقى الكاتب «بإرسين كوركماز» الموظف المدني الذي جاء مع ابنتيه ولف نفسه بالعلم التركي. وقال «نحب رئيسنا بشكل كبير». وهو «أفضل رئيس منذ محمد الفاتح» السلطان العثماني، فاتح القسطنطينة عام 1453.

ويعلق «كينغزلي» أن شعبية أردوغان المستمرة تحير بعض المراقبين الغربيين الذين يعرفونه من خلاله تصرفاته السلطوية، خاصة في الأيام التي تبعت الانقلاب الفاشل وعمليات التطهير.

فمنذ يوم السبت تم اعتقال أو عزل وتعليق عضوية أكثر من 35.000 ضابط وجندي ورجل أمن وقضاة ومعلمين وأساتذة وعمداء جامعات من الذين ينظر إليهم كتهديد للحكومة. 

ورغم كل هذا فقد اعتبرت الحشود خارج مبنى البلدية الرئيس أردوغان «منقذا». 

وينقل عن «آدم تشانكايا»، الذي يعمل سائق تاكسي،«هناك البعض ممن يقولون إنه ديكتاتور، ومن عرف منا القادة الذين سبقوه يرون أنه ليس كذلك» و«لهذا صوتوا له، وحتى أخر نفس فسنظل هنا من أجل أردوغان». 

ويقول «كينغزلي» أن داعمي الرئيس عادة ما يذكرون ثلاثة أسباب لشعبيته وحزبه العدالة والتنمية. الأول، اجتماعي حيث ينظر للرئيس بأنه ابن الشعب وممثل الطبقات الدنيا والمتوسطة التي أهملها الحكام قبله. 

وقال رجل اسمه إسماعيل كان يرفع علم حزب العدالة «قبل أردوغان لم يكن الرئيس يقيم وزنا للشعب» إلا أن «أردوغان يهتم بهم ولهذا نراه واحدا منا». 

وبحسب أصلي أيدين طاشباش، المحللة في المعهد الأوروبي للشؤون الخارجية «تقوم رواية حزب العدالة والتنمية على فكرة استعادة هامش السلطة من النخبة التي كانت تسيء استخدام السلطة ويرى داعمو أردوغان فيه تجسيدا لهذه الرواية. 

وفي الماضي كان هناك شعور بأن مؤسسات الدولة هي معادية للشعب ولكن المؤسسات الآن هي مؤسساتهم». أما العامل الثاني فهو ديني حيث يمثل حزب العدالة والتنمية القطاعات المحافظة في المجتمع التركي، وهي التي شعرت بالتهميش منذ وصول كمال أتاتورك للحكم بداية القرن الماضي. ويقول كوركماز «قبل أردوغان كان الناس فاسدون ومنحرفون» «ونحمد الله أننا نصحح الأمور للأجيال المقبلة». 

ويدور العامل الثالث حول الاقتصاد، فقد تحسنت حياة الناس منذ وصول أردوغان إلى السلطة عام 2003. وقامت حكومته بتطوير البنية التحتية، وأنشأت عددا كبيرا من الجسور وعبدت الطرق وافتتحت خطوط للمترو وحسنت من الخدمات الصحية. 

ويرى السايق آدم إن النظام الصحي الذي طوره أردوغان أسهم بعلاج أمه المريضة التي كانت تعاني من فشل كلوي. فقبل أردوغان لم تحصل على علاج جيد وبعد وصوله للحكم صارت تحصل على 3 جلسات غسيل أسبوعيا وبالمجان. 

وعلق قائلا «شاهدنا تطورا اقتصاديا منذ أن أصبح أردوغان رئيسا». وأشار لمظاهر التطور في الخدمة الصحية والنقل والعناية بالكبار ومواجهة التضخم، وأكثر من هذا معاملة الناس باحترام. 

وينقل الكاتب عن سونير تشاغباتاي مؤلف كتاب «صعود تركيا» أن الناس هضموا سلطوية أردوغان لأنها مبررة في جزء منها. 

فكل محاولة قمع يتم تصويرها على أنها محاولة للتخلص من المعارضة التي تآمرت ضده، ولهذا يصبح القمع مبررا في عيون أتباعه. ويرى أن أتباع أردوغان يعبرون عن هذا الموقف. 

ويرى إسماعيل من حزب العدالة أن القمع ضد الإعلام مبرر لأن هناك صحافي يخدم بلده وآخر خائن. ورغم اتهامات الفساد التي اتهمت بها حكومة أردوغان إلا أن اتباعه عبروا عن استعداد لرفضها نظرا للمنافع التي يحصلون عليها من الحكومة. 

وتقول أيدين طاشباش إن «قاعدة العدالة والتنمية تشعر بأن الحكومة ربما أخذت أموالا لكنها تقوم بتحسين ظروف حياتهم». 

وأضافت أن هناك عنصرا ثقافيا يخفى على المراقب الخارجي ولا يمكنه فهمه وهو أن أردوغان يمثل تركيا السنية، وهي الهوية التي تم تهميشها من السلطة لسنوات طويلة. ويتساءل فيما إن كان أردوغان سيفقد شعبيته على المدى القصير.

يرى «تشاغباتاي» أنه من الصعب تصور حدوث هذا إلا إذا انهار الاقتصاد أو وجدت المعارضة بديلا أحسن من «أردوغان»

ويتوقع أن يزيد انقسام المجتمع التركي ما بين من يصوت للعدالة والتنمية ومن لا يصوت له. وستؤدي حملات التطهير إلى استقطاب داخل المجتمع التركي «فالذين أحبوا أردوغان وكرهوه سيواجهون من يعشقونه أو يكرهونه».

رؤية اللاجئين

وكتب كينغزلي في «الغارديان» عن مخاوف اللاجئين السوريين في تركيا الذين قالوا إنهم «توقعوا الأسوأ». 

وأضاف أنه عندما بدأت الدبابات بالتحرك في شوارع اسطنبول وأنقرة يوم الجمعة، بداية المحاولة الانقلابية الفاشلة، شعر الكثيرون في البلد بالخوف ولكن هناك قلة كان لديها الأسباب لتخشى من نتيجة الانقلاب أكثر من 2.7 مليون لاجئ سوري، وهم أكبر تجمع سوري في الشتات على مستوى العالم. 

ونقل عن حسين قسوم، مدير خدمات لوجيستية سوري يعيش في اسطنبول «عندما سمعنا أول مرة عن الانقلاب، شعرنا بخوف لا مثيل له» وأضاف «بدأ معظم أصدقائي يتحدثون: ما هو البلد الذي سننتقل إليه الآن». 

ومثل بقية الأتراك شعر السوريون من تطور العنف الذي اندلع صباح السبت بطريقة لا يمكن السيطرة عليه. 

وكان لدى السوريين ما يخشونه أكثر في حال أطيح بالرئيس أردوغان مع أن الحياة صعبة لهم في تركيا أردوغان حيث لا يتمتعون بحقوق كاملة.

ورغم التشريعات الأخيرة فلا يسمح للكثير منهم بالعمل، ولا يدرس مئات الألوف من الأطفال في المدارس حيث يعمل عدد كبير منهم أعمال السخرة. 

ولم يعط للسوريين وضعية اللاجئ الكاملة نظرا لعدم اعتراف تركيا ببعض أجزاء ميثاق الأمم المتحدة للاجئين. 

ومع كل هذا فقد وفرت حكومة أردوغان ملجأ آمنا نوعا ما لـ 2.7 مليون لاجئ. ولم يعد أي من منافسيه السياسية بوعود لاستيعاب السوريين وبدون أردوغان فالحياة قد تصبح أشد قسوة في تركيا. 

فعندما ألمح الرئيس قبل فترة بتجنيس الأثرياء السوريين بدأت حملة على «تويتر» «لا أريد السوريين في بلدي». 

ووصفت صحيفة تركية اللاجئين السوريين بـ«الحشرات»، وهناك نظريات مؤامرة تربط منح المواطنة بالانقلاب الفاشل. 

وقال قسوم «لم يعلن أي حزب باستثناء حزب أردوغان أي تعاطف مع السوريين» و»لهذا شعرت بالخوف». ويقول سوري آخر في اسطنبول إن نجاح الانقلاب كان يعني طرد السوريين من تركيا. وتخيل أحمد الذي يدير ورشة صغيرة في اسطنبول سيناريو يقوم فيه الانقلابيون باستئناف العلاقات مع النظام السوري والقيام بعملية طرد منظمة للاجئين السوريين. 

وواجه هؤلاء ردة فعل سلبية عندما قام «عبد الفتاح السيسي» بانقلاب ضد «محمد مرسي» الذي كان متعاطفا مع السوريين وسمح لهم بدخول مصر. 

ولهذا اعتبرهم مؤيدو الانقلاب مؤيدين لحركة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. 

ولهذا كان اللاجئون السوريون في مصر من ضحايا الانقلاب عام 2013 وخشي اللاجئون في تركيا من تكرار السيناريو نفسه. وتساءل آخرون عما سيحدث للمعارضة في شمال سوريا. 

فرغم إغلاق تركيا لحدودها إلا أنها استمرت بتقديم الدعم للمقاتلين والمجتمعات التي تعاني على الجانب الآخر من الحدود. 

ولهذا شعر اللاجئون بالأمان عندما أشرقت شمس السبت وتأكد أن موقع أردوغان قوي. بل وقام الكثيرون منهم بالمشاركة بالتظاهرات المؤيدة للحزب الحاكم. 

وعبر آخرون عن قلقهم من الوضع، ففي الوقت الذي يريد البعض إظهار دعمهم لأردوغان إلا أنهم يعون مخاطر الإرتباط بجماعة سياسية معينة. 

ولهذا أدت رسالة وضعتها جمعية خيرية «دوبارة» نصحت فيها السوريين بالابتعاد عن السياسة لجدل حاد وكتب أحدهم «لو ذهب أردوغان لوقعنا في ورطة» وواصل «دعوهم يذهبون إلى الساحة ويدعمونه للحفاظ على الديمقراطية». 

ورد آخر «التزم بيتك مهما حدث فهو أمر لا يهمك وإلا فما حدث في مصر سيحدث مرة أخرى».

 

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان الرئيس التركي الجيش التركي الانقلاب محاولة الانقلاب التركي محمد الفاتح اسطنبول

«أردوغان» لـ«رويترز»: الانقلاب كشف قصورا في عمل المخابرات ونضع هيكلا جديدا للجيش

مستشار «أردوغان» العسكري كشف مكان أجازة الرئيس.. فحبسه المدعي العام

«أردوغان» يروي تفاصيل ليلة الانقلاب ويؤكد: العالم ليس هو الاتحاد الأوروبي

«نبوءة أردوغان»: كيف يجعل الانقلاب الفاشل الرئيس التركي أكثر قوة؟

«صاندي تلغراف»: كيف صعد نجم «أردوغان» وتمكن من تحييد الجيش؟

«أردوغان»: طلبنا تقديم الانقلابيين للعدالة لا قتلهم ورفض ذلك «وقاحة»

مسلسل «الفاتح» يبدأ عرضه 20 مارس على الشاشات التركية