«الأزهر» يتبرأ من مؤتمر «أهل السنة» ومفكرون يعتبرونه مؤامرة إماراتية روسية

الأربعاء 31 أغسطس 2016 11:08 ص

أثار البيان الختامي لمؤتمر «أهل السنة والجماعة» في عاصمة الشيشانية جروزني هذا الأسبوع، الذي شهد حضور عدد من كبار أئمة المسلمين على رأسهم الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، ردود أفعال غاضبة بين السلفيين في السعودية، بسبب قصر البيان الختامي  للمؤتمر على أهل «السنة والجماعة» على «الصوفية»، و«الأشعرية»، والماتريدية»، مستبعدا السلفية، وفرقا إسلامية أخرى.

وأوصى المؤتمر، الذي رعاه الرئيس الشيشاني «رمضان قاديروف»، بـ«حصر أهل السنة والجماعة» في الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية، وإخراج كل من خالفهم من دائرة السنة والجماعة.

واعترض عدد من شيوخ السلفية على المؤتمر، وأصدر أستاذ الفقه وعلومه في جامعة أم القرى «محمد السعيدي» بيانا بعنوان «مهرجان جروزني بين المؤتمر والمؤامرة»، حمل فيه على ما وصل إليه توصيات المؤتمر بعد استبعاد المنهج السلفي من مذاهب أهل السنة والجماعة.

وقال «السعيدي»: «الحقيقة أن المؤشرات عديدة ومتضافرة على أن الهدف من هذا المؤتمر عكس ما ذهب إليه بالسعي لتوحيد أهل السنة، بل هو مؤتمر تآمري على العالم الإسلامي وعلى المملكة العربية السعودية بشكل خاص، يقع ضمن العديد من التحركات الغربية لقتل كل مظاهر يقظة الشعوب الإسلامية إلى حقيقة دينها، وإعادة العقل المسلم إلى حظيرة الخرافة وتسلط الأولياء (المزعومين) وسدنة القبور وعقيدة الجبر على حياة الناس وعباداتهم».

وأضاف «السعيدي» أن المؤشرات تدل على فقدان هذا المؤتمر للنزاهة، أو إرادة تحقيق ما أعلنوا عنه من أهداف وعبر عن ذلك عدم دعوة أي من المؤسسات العلمية الشرعية في المملكة العربية السعودية للمشاركة في هذا المؤتمر، الأمر الذي ينبئ بطريقة غير مباشرة  بأن من أهداف المؤتمر الحقيقية عزل السلفية عن أهل السنة، أو بمعنى أوضح إخراج السلفية من دائرة أهل السنة والجماعة، وهو مطلب سعت إليه الدعاية الصفوية التي طالما رددت أنها ليس لها موقف من أهل السنة والجماعة، وإنما خلافها مع السلفية التي تسميها الدعاية المعادية لمنهج السلف «الوهابية».

واعتبر أن المؤتمر جاء سعيا وراء عزل السلفية عن أهل السنة، مضيفا: «للأسف فإن ما فشلت فيه إيران يحاول أن ينجح فيه الآن عشرات من أبناء الفرق المنتسبة إلى أهل السنة الذين جاء البيان المنسوب إليهم في المؤتمر والمتداول في مواقع التواصل بحصر أهل السنة في العقيدة بأتباع أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي صريحا في استبعاد أتباع السلف رضي الله عنهم من دائرة أهل السنة والجماعة».

وفي سياق متصل، علق الكاتب والمفكر السعودي الدكتور «فهد العجلان» على تلك التوصيات، قائلا: «اللافت أن المؤتمر مفتقد لأدنى أساليب السياسة والحنكة، فأصبح وضعه منكشفا للجميع بأنه مجرد أداة يوظفها العدو لتحقيق مصالحه».

من جهته، قال الكاتب السعودي «محمد عبدالله الهويمل»: «الصوفية يدافعون عن بقائهم بعد أن تفوقت السلفية وانتشرت العقيدة الصحيحة بين المسلمين».

وعلق الباحث بـ«مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف»، الدكتور «جمال السيد»، على المؤتمر قائلا: «يمضي المخطط المشبوه، قتل لأهل السنة وتشريدهم من بلادهم، والآن محاولة مفضوحة لجعل أهل السنة هم أهل الخرافة والبدع».

«الأزهر» يتبرأ

إلى ذلك، أصدر المركز الإعلامي بالأزهر بيانا نفى فيه أن يكون الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، قصر مفهوم أهل السنة على «الأشاعرة» والماتريدية»، وذلك ردا على الجدل المثار حول توصيات مؤتمر «من هم أهل السنة؟»، الذي انعقد مؤخرا في العاصمة الشيشانية جروزني.

وكان البيان الختامي للمؤتمر، أثار ردود فعل غاضبة بعد أن استبعد «السلفية» من وصف «أهل السنة»، وهو ما نفاه المركز الإعلامي، قائلا: «إن شيخ الأزهر نص خلال كلمته للأمة على أن مفهوم أهل السنة والجماعة يطلق على الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث (السلفية)».

وأضاف البيان أن «الطيب» ساق بين يدي محاضرته نصوصا تؤكد استقرار «جمهرة الأمة» والسواد الأعظم منها على معنى هذا المفهوم حين نقل عن العلامة «السفاريني» قوله: «وأهل السنة ثلاث فرق الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي».

وأشار إلى قول العلامة «مرتضى الزبيدي»: «والمراد بأهل السنة هم أهل الفرق الأربعة: المحدثون والصوفية والأشاعرة والماتريدية، معبرا بذلك عن مذهب الأزهر الواضح في هذه القضية».

ولفت إلى أن شيخ الأزهر حث في كلمته، ويحث دائما في كل خطبه ومقالاته على ضرورة لم شمل أهل السنة دون إقصاء أو تهميش لأحد، بل دائما ما يدعو إلى وحدة المسلمين على اختلاف مذاهبهم.

مؤامرة إماراتية روسية

وتفاعل المغردون العرب مع التوصيات التي أصدرها البيان الختامي لمؤتمر أهل السنة والجماعة الذي عقد في مدينة جروزني الشيشانية.

وظهر على «تويتر» نحو 106 آلاف تغريدة منذ أولى ساعات أول أمس الاثنين وحتى منتصف نهار الثلاثاء، واستخدم المغردون وسوما عدة أبرزها «#مؤتمر_أهل_السنة» و«#مؤتمر_الشيشان» و«#موتمر_الشيشان».

وتلقى المؤتمر ردود فعل خلال انعقاده لكن البيان الختامي أشعل مواقع التواصل وزاد وتيرة الانتقاد، حيث أثار البيان الختامي للمؤتمر ردود فعل غاضبة من المغردين العرب بعد أن استبعد السلفية من وصف أهل السنة.

وربط المغردون نتائج المؤتمر بملفات سياسية معتبرين أن مقررات البيان الختامي مسيسة من قبل روسيا التي استضافت المؤتمر.

وشارك في المؤتمر أكثر من 200 عالم ومفت من مختلف الدول العربية والإسلامية في الفترة من 25 إلى 27 أغسطس/آب الجاري.

ولكن التوصيات جرت الكثير من الانتقادات من التيار السلفي، فقال الشيخ «علوي السقاف»، إن المؤتمر لم يشر إلى قصف روسيا للسوريين وعقد تحت رعاية الرئيس الشيشاني، «رمضان قاديروف»، الذي قال بأنه معروف بولائه التام للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، متهما الرئيس الشيشاني بمعاداة «الوهابية» والتعهد بقتالهم.

وسخر «السقاف» من توصيات المؤتمر بتحديد طوائف السنة قائلا: «إن ذلك يخرج من الإسلام من عاشوا قبل الأشعري والماتريدي، كما اتهم المؤتمر بتعمد تجاهل التواصل مع العلماء السلفيين».

وقال الكاتب السياسي السعودي المعروف «جمال خاشقجي»، مدير عام قناة «العرب» الإخبارية، قال معلقا في تغريدات له: «متشائم أن مؤتمر جروزني سيكون بداية انقسام وجدل، كأن هناك أصابع شر تلعب خلف الستار والله أعلم، كأنه ناقصنا تشطير وتصنيف وخلاف، فتنة الحنابلة والأشاعرة تطل علينا من القرن الخامس الهجري مرة أخرى، والسبب إقصاء جر إقصاء».

وانتقد القيادي الجهادي ومحامي الجماعات الإسلامية «ممدوح إسماعيل» المؤتمر، مؤكدا أن هذا المؤتمر لا يعبر عن أهل السنة من قريب أو بعيد ولا يزيد كونه مؤامرة روسية إماراتية ضد الإسلام.

وقال «إسماعيل» في تدوينة له علي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «انعقد مؤتمر روسي في الشيشان بتمويل إماراتي لتحديد أهل السنة فجمعوا له شواذ الصوفية والمبتدعة واللاهثين للشهرة بأي طريقة وأخرجوا قرارا لقيطا سفاح بتحديد أهل السنة وأخرجوا منهج السلف من أهل السنة».

ووصف «إسماعيل» ما حدث من إخراج منهج السلف من أهل السنة بأنه  أخرج القلب من جسد الإنسان، وقال: «هو حي، متابعا السلفيون قاموا بلطمية وصراخ ومقاﻻت وتويتات وبوستات نقد ولهم حق».

وتابع قائلا: «رغم أنهم أي السلفيون يملكون أن يعقدوا مؤتمرا كبيرا يردون على مؤامرة بوتين وهرطقة أوﻻد زايد وعيالهم من الصوفية بكل أريحية».

من جهته، قال الكاتب الصحفي «جمال سلطان»، إن الكاتب السعودي «منصور النقيدان»، يحمل جنسية السعودية ولكنه ضمن ما أسماه بـ«خلية الإمارات».

وأضاف «سلطان» في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «يحمل جنسية السعودية ولكنه ضمن خلية الإمارات وكتب يحتفل مع الجفري بنجاح مؤتمر الشيشان في محاصرة وعزل مذهب بلده؟!»، مرفقا بالتغريدة تغريدات لـ«النقيدان» في هذا الشأن.

وكان بيان مؤتمر العالمي لعلماء المسلمين في مدينة جروزني عاصمة جمهورية الشيشان واستمر لثلاثة أيام من 25 إلى 27 أغسطس/آب الجاري، تحت عنوان «من هم أهل السنة والجماعة».

وانتهى العلماء المجتمعون إلى عدد من النتائج والتوصيات وجاء أبرزها أن أهل السنة والجماعة هم «الأشاعرة» و«الماتريدية» في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علما وأخلاقا وتزكية.

وأعلن المشاركون أن هذا المؤتمر نقطة تحول هامة وضرورية لتصويب الانحراف الحاد والخطير الذي طال مفهوم «أهل السنة والجماعة» إثر محاولات اختطاف المتطرفين لهذا اللقب الشريف وقصره على أنفسهم وإخراج أهله منه.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات روسيا الشيشان أهل السنة والجماعة السلفية الوهابية الأزهر

مؤتمر إسلامي لتقسيم المسلمين!

علماء ومفكرون ينددون بمؤتمر «أهل السنة» الشيشاني: مشايخ برعاية «بوتين» و«قاديروف»

بعد مشاركة الأزهر بمؤتمر الشيشان.. كاتب سعودي: فلتذهب «مصر السيسى» للخراب

فتنة جديدة فى الطريق

الأزهر يتودد للسعودية بعد مؤتمر الشيشان برفضه تدويل إدارة مناسك الحج

«خالد الدخيل»: مؤتمر الشيشان محاولة للضغط على السعودية من مصر أم روسيا؟

إيران تدافع عن مؤتمر «أهل السنة» الشيشاني وتكرر تصريحات عدائية ضد السعودية