‏أزمة خطيرة تعصف بالجيش الإسرائيلي: جنود وضباط أهم وحدة استخبارات «يهربون»

الأحد 25 سبتمبر 2016 08:09 ص

كشف موقع مجلة «إسرائيل ديفنس»، المختص بالشؤون العسكرية، عن أن الجيش الإسرائيلي يواجه أكبر أزمة في تاريخه تتمثل في صعوبة العثور على ضباط برتبة نقيب يتولون مناصب كثيرة لا تزال شاغرة.

أما الأسباب المباشرة للأزمة، فأوضح الموقع أن أحدها في المنظومات التكنولوجية والعروض المغرية التي تأتي من القطاع المدني، إضافة إلى تقديمات مثل سيارة والازدهار الكبير الذي يشهده سوق التكنولوجيا المتطورة. وسلط الضوء على عملية التبادل والمزاوجة بين شركات التقنية الإسرائيلية ووحدة التجسس الأهم في إسرائيل «الوحدة 8200»، حيث تزود الوحدة الشركات الإسرائيلية بأهم خبراء التقنية والسايبر فيما تقدم الشركات للوحدة أحدث الأجهزة والتقنيات التكنولوجية. وأنشأت شعبة الاستخبارات بجيش الاحتلال (أمان) الوحدة 8200 قبل ثلاثة عقود لتكون ذراع إسرائيل في التجسس والتنصت الإلكتروني وتساهم مع معلومات العملاء في تقديم رؤية استخبارية متكاملة.

وتعتمد الوحدة في ذلك على: الرصد، والتصنت، والتصوير، والتشويش، مستخدمة طائرات الاستطلاع والمناطيد وقاعدة تجسس كبيرة في النقب والشمال وغيرها. وتعد هذه الوحدة من أخطر الوحدات على الشعب الفلسطيني ومقاومته، كما كان لها دور بارز في محاربة المشروع النووي الإيراني. لكن أكثر ما يلفت الانتباه تجاه هذه الوحدة السرية هو طبيعة أفرادها ومساهمتهم في بناء الاقتصاد الإسرائيلي بعد تخرجهم منها بشكل خاص

وفي هذا السياق نشر الملحق الاقتصادي لصحيفة «هآرتس» (ذي ماركر) تقريرا مفصلا حول طبيعة مساهمة خريجي هذه الوحدة في بناء مستقبل (إسرائيل) التكنولوجي، فقد تحول خريجوها إلى أرباب الهايتك في (إسرائيل) منذ زمن، وقلما تجد اقتصاديا ناجحا في (إسرائيل) لم يتخرج منها، كما قالت الصحيفة. وتبين أيضا أن مساهمة خريجي هذه الوحدة لم تقتصر على الاقتصاد بل تعدتها إلى الثقافة والعلوم الأكاديمية والإعلام وصناعة رجال الأعمال بالإضافة لرجالات السياسة في (إسرائيل).

وتابعت الصحيفة إنه يتم بداية اختيار أعضاء هذه الوحدة من الطلبة المتفوقين في المدارس الثانوية الإسرائيلية حيث يتم تدريبهم بشكل خاص عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة وبعد مسيرة عمل مطولة تقوم شركات الهايتك في (إسرائيل) باستقطاب الكثيرين من رجالات هذه الوحدة بعد أن اكتسبوا خبرة عملية لا يستهان بها. ومن بين خريجي هذه الوحدة كبير العلماء في وزارة الاقتصاد الإسرائيلية أفي حسون، الذي عبر عن مدى مساهمة هذه الوحدة في تطوير أدائه قائلا: «يعود الفضل لما أنا فيه اليوم من هذا المستوى العلمي المرموق إلى الخمس سنوات التي خدمتها في الوحدة حيث صقلت شخصيتي المهنية من جميع الجوانب»، على حد تعبيره.

علاوة على ذلك، لفت التقرير إلى مدى تجذر الاستخبارات الإسرائيلية في شتى مرافق الحياة العامة في (إسرائيل)، وبخاصة الاقتصادية منها حيث تستثمر هذه الوحدة أرقى الطاقات العلمية في إسرائيل وتؤهلها وتضخها فيما بعد للمجتمع دون أن ينقطع ذلك التواصل بين تلك الطاقات والفقاسة الأصلية. بدوره، تحدث الإعلامي الإسرائيلي المعروف ورجل الأعمال «غلعاد عدين» عن مدى تأثير خدمته في الوحدة على مستقبله المهني قائلا: «إن الخدمة في هذه الوحدة تفتح الأبواب، فلم يكن يخطر ببالي أنني سأصبح مديرا عاما لشركة إخبارية وإعلامية كالقناة العاشرة».

وتابع قائلا إن العمل في الوحدة أهله وبصورة ممتازة للانخراط في إدارة تلك الشركة الإعلامية وقال: هنالك تشابه كبير في ما كنا نقوم به في إطار عملنا في الوحدة وعملنا اليوم فقد كنا نجمع المعلومات السرية والعلنية وهذا ما نقوم به أيضا في إطار عملنا الإعلامي. ونوه عدين إلى قيام شركته أيضا بالتحقيقات السرية وتشغيل العامل البشري والتكنولوجي من أجل الحصول عليها، وقال إن من يبدأ مسيرة حيات بالعمل في سلك الاستخبارات ينكشف أمامه الكثير جدا من المعلومات حيث يقوم باتخاذ القرارات المهنية المتعلقة بحياة الناس، على حد وصفه. ويتبين من خلال التقرير مدى ارتباط العمل في تلك الوحدة بصناعة التكنولوجيا الفائقة (الهايتك) في (إسرائيل)، ذلك أنه بدا واضحا أن هذا الترابط آخذ في التطور والازدياد.

وتجري شركات الهايتك لقاءات دورية مع أفراد الوحدة لاستقطاب المتفوقين منهم ودمجهم في العمل التكنولوجي، في حين يتم النظر إلى من خدموا في هذه الوحدة ككنوز علمية واستخباري عظيمة، ويتم يتم فتح فرص العمل أمامهم أكثر من نظرائهم في باقي المؤسسات الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، بدا واضحا من من التقرير أن أكثر الإسرائيليين حظا في الالتحاق بهذه الوحدة هم من سكان وسط الدولة العبرية، أي منطقة غوش دان، التي تشمل مدينة تل أبيب وضواحيها، إلا أن هنالك مساعي لدمج أكبر لسكان الضواحي في صفوف هذه الوحدة الثمينة في الجيش الإسرائيلي، كما أكدت الصحيفة العبرية.

هذا وتعتبر الوحدة 8200، من أكثر الوحدات تطورا من الناحية التقنية والتكنولوجية ولها نشاطات واسعة في حروب الإنترنت والشبكات، وقد انضم إليها الآلاف من العقول الإسرائيلية منذ إنشائها نظرا لشهرتها الواسعة حيث تعمل على ضمان التفوق النوعي لـ(إسرائيل) من خلال عمليات دفاعية أو هجومية في الفضاء الإلكتروني. وبحسب موقع (Defense News) فإن إسرائيل قامت منذ العام 2003 بتجنيد آلاف الشباب من طلاب الثانوية في هذه الوحدة.

  كلمات مفتاحية

(إسرائيل) الجيش الإسرائيلي التجسس الاستخبارات ضباط التنصت الإلكتروني الاحتلال جيش الاحتلال

قائد البحرية الإسرائيلي: «القسام» أحبطت توغلا للجيش خلال حرب 2014

(إسرائيل) تطلق قمرا اصطناعيا لأغراض التجسس على منطقة الشرق الأوسط

قطر أنفقت 3.3 مليون دولار على لوبيات ضغط أمريكية لمواجهة حملات خليجية وإسرائيلية

الإمارات تواصل التجسس إلكترونيا على مواطنيها بمساعدة شركة إسرائيلية