«الغارديان»: توقعات باعتقال ضابط برتبة صغيرة في قضية «ريجيني»

الثلاثاء 27 سبتمبر 2016 06:09 ص

صرح «رافائيل مارتشيتي» أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لويس بروما، والذي يتابع قضية الطالب الإيطالي «جوليو ريجيني» الذي عثر عليه مقتولا في القاهرة أوائل فبراير/شباط الماضي وعلى جثته آثار تعذيب، أن إيطاليا كانت قد لاحظت تطورا طفيفا في تعاون المسؤولين المصريين في التحقيقات الجارية بشأن مقتل «ريجيني».

وأوضح أنه كان هناك اعتقاد بأن مصر ستقوم باعتقال أحد المسؤولين، وسيكون غالبا أحد الضباط منخفضي الرتبة، مما سيعد اعترافا بتحمل أجهزة الدولة لبعض المسؤولية عن الجريمة.

وقال «مارتشيتي»: «ليس الأمر رسميا بعد بالطبع، ولكن إن قمت بتجميع كل المعلومات والأحداث التي جرت في الفترة الأخيرة، ستجد أن الأمور تشير إلى أن السلطات المصرية على وشك الاعتراف بالمسؤولية الرسمية عما حدث»، حسبما نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وقالت الصحيفة إن السلطات المصرية تعتبر الآن أن الأدلة ضعيفة ضد 5 أشخاص قتلتهم الشرطة بإطلاق الرصاص على حافلة صغيرة كانوا يستقلونها في منطقة التجمع الخامس قبل 6 أشهر، واتهمتهم السلطات بالتورط في قتل «ريجيني».

وصرحت حينها وزارة الداخلية المصرية بأن الرجال قد قتلوا في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وذلك مع أن الصور التي تم نشرها لا تحتوي على أسلحة أو بنادق بداخل الحافلة أو حولها، وهو التصريح الذي جاء مخالفا أيضا لشهادات شهود العيان الذين قالوا إن الرجال حاولوا الهرب عندما أطلقت عليهم الشرطة النيران، حيث كان إطلاق النيران كثيفا لدرجة أن الرصاصات قد شوهت وجه أحدهم، مما صعب على خطيبته التعرف عليه في البداية.

وبعد ذلك بقليل، أعلنت وزارة الداخلية أن ممتلكات «ريجيني» –ومن ضمنها جواز سفره ومحفظته– قد تم العثور عليها بمنزل أحد المتهمين، والذي لم يتمكن من الدفاع عن نفسه بسبب موته.

من جانبها، شككت إيطاليا منذ البداية في تورط عناصر من أجهزة الدولة المصرية في تنفيذ جريمة قتل «ريجيني»، رغم الإنكار الشديد للحكومة المصرية لذلك الأمر، ما تسبب في أزمة دبلوماسية كبيرة بين البلدين، واضطر المسؤولون المصريون للاعتراف بأن المجموعة التي قتلت في الحافلة في الغالب ليست متورطة بمقتل «ريجيني».

وتوترت العلاقات بشكل حاد بين مصر وإيطاليا، على خلفية مقتل «ريجيني» (28 عاما)، الذي كان موجودا في القاهرة منذ سبتمبر/أيلول 2015، وعثر عليه مقتولا على أحد الطرق غرب القاهرة، وعلى جثته آثار تعذيب، في فبراير/شباط الماضي.

وفي 8 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت روما استدعاء سفيرها في مصر، للتشاور معه بشأن القضية التي شهدت اتهامات من وسائل إعلام إيطالية للأمن المصري بالتورط في قتله وتعذيبه، بينما تنفي السلطات المصرية صحة هذه الاتهامات.

وأيد مجلس النواب الإيطالي، في يوليو/تموز الماضي، قرارا سابقا صادق عليه مجلس الشيوخ في 29 يونيو/حزيران الماضي، بوقف إمدادات قطع غيار طائرات «إف-16» المقاتلة لمصر.

ورفضت السلطات المصرية في أبريل/نيسان الماضي، تسليم روما سجلات لمكالمات هاتفية، مبينة أن الطلب الإيطالي مخالف للدستور المصري.

وفي 11 مايو/أيار الماضي، أصدر رئيس الوزراء الإيطالي «ماتيو رينزي» قرارا بتعيين «جامباولو كانتيني» سفيرا جديدا لدى مصر، إثر زيارة أجراها وفد برلماني مصري إلى روما، ومؤشرات على تعاون السلطات المصرية في تحقيقات مقتل «ريجيني»، لكن وزير الخارجية الإيطالي «باولو جينتيلوني» قال في 16 يونيو/حزيران الماضي، إن سفير بلاده الجديد لن يتوجه إلى مصر حتى صدور تقييم النيابة العامة في روما حول التحقيقات في مصرع «ريجيني».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر إيطاليا جوليو ريجيني ضابط الشرطة اعتقال العلاقات المصرية الإيطالية