استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

المواطن العربي المغلوب على أمره

الأحد 2 أكتوبر 2016 05:10 ص

خلال الأيام القليلة الماضية انشغلت الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية باجتماعات كبار منتجي النفط سواء الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أو من خارجها والتي استضافتها الجزائر أمس الأربعاء.

وكان السؤال الأبرز الذي حاول الإعلام الإجابة عنه هو: هل ستنجح أوبك هذه المرة فيما فشلت فيه في اجتماعات سابقة جرت بعواصم عدة منها الدوحة وفيينا وموسكو، وهل ستنجح المنظمة الدولية في اتخاذ موقف حاسم يوقف الانهيار المتواصل لأسعار النفط منذ منتصف عام 2014، ويوقف معها الخسائر الاقتصادية والمالية الفادحة والمتواصلة التي تتكبدها الدول الكبرى المنتجة للنفط ومنها السعودية وروسيا وفنزويلا ونيجيريا والجزائر؟

وكيف ستتعامل الدول المنتجة للنفط مع أزمة تهاوي الأسعار على مدى أكثر من عامين؟ هل ستخفض الإنتاج لتقليص المعروض النفطي في الأسواق العالمية؟ أم ستكتفي بتثبيت الإنتاج؟

وكان السؤال الصادم الذي طرحه الإعلام: هل سيفشل اجتماع الجزائر كسابقيه في الدوحة وموسكو وفينا وغيرها، وبالتالي يضع منظمة أوبك في فوهة بركان ربما تهدد مستقبلها بالكامل وتحولها لمجرد ذاكرة في التاريخ؟

ولم تترك وسائل الإعلام صغيرة ولا كبيرة عن اجتماع أوبك أمس وتصريحات رؤساء الوفود المشاركة إلا ورصدتها وحللتها، رصدت خلافات السعودية وإيران حول أسلوب التعامل مع أزمة الأسعار الحالية، وتهديد طهران المستمر لاجتماع الجزائر عبر إصرارها على زيادة الإنتاج، ورفض إيران العرض السعودي خفض الإنتاج مقابل تثبيت طهران الإنتاج، وفي وقت لاحق قرار أوبك خفض الإنتاج ما بين 700 و800 ألف برميل يوميا دون تحديد ألية التنفيذ.

ورصدت كذلك رفض بغداد خفض إنتاجها النفطي بحجة الأزمة المالية العنيفة التي تمر بها وحاجتها الملحة للنقد الأجنبي لمواجهة داعش والانفاق العام، وتدخل حكومة العبادي بعد ذلك في تقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران.

وكذا تناولت بالتفصيل تدهور الاقتصاد الفنزويلي، صاحب أكبر احتياطي نفطي في العالم، وكيف أن الضغوط تتزايد على حكومة، نيكولاس مادورو، بسبب تهاوي أسعار النفط وخروج المحتجين للشوارع لنهب المحال التجارية والأسواق.

وعلى وقع ما كانت تتناقله وسائل الإعلام كانت تتراقص أسعار النفط ما بين الارتفاع والانخفاض الحاد.

لكن ما لم يرصده الإعلام هو حال المستهلك العربي الذي لم يستفد شيئاً من النفط سواء خلال فترة الطفرة المالية التي حدثت وقت أن قفز سعر البرميل إلى حاجز الـ 140 دولاراً ولمدة سنوات، أو خلال فترة تهاوي أسعار النفط وفقدانه 60% من قيمته.

لم يتحدث الإعلام عن المعاناه اليومية التي يعيشها هذا المستهلك مع المشتقات البترولية سواء على مستوى الزيادات المتواصلة لأسعار البنزين والسولار والغاز، أو بسبب اختفاء هذه المشتقات من الأسواق أصلا.

لم تتحدث وسائل الإعلام عن عدم استفادة المواطن من مليارات الدولارات التي أودعتها الحكومات العربية في الخارج وقت طفرة أسعار النفط في فترة ما قبل 2014 وترفض إعادتها واستغلالها في كبح جماح الأسعار.

كل ما يعرفه المواطن العربي هو الارتفاع المتواصل في الأسعار، بما فيها المشتقات البترولية، وضعف قدرة هذا الموطن الشرائية ومواصلة الحكومات علاج عجز الموازنات العامة على حساب محدودي الدخل والفقراء.

الموطن العربي لا يهمه مصير منظمة "أوبك" ولا يعنيه الأمر من أساسه، وغير مكترث باتجاهات أسعار النفط، ولا يسعد كثيراً بارتفاع سعر النفط عالميا، لأن زيادة إيرادات الدول والحكومات من تحسن أسعار النفط لا تنعكس إيجابياً على حياته، ولا يسعد كذلك بتهاوي أسعار البنزين والسولار في الأسواق العالمية، لأنه لا يجد صدى لهذا التراجع في الأسواق المحلية، بل يجد العكس هو الحاصل.

كل ما يهم الموطن العربي هو لقمة عيش وبنزين وسولار رخيص ومتوافر وفرصة عمل وحياة كريمة.

* مصطفى عبد السلام كاتب صحفي ومحرر اقتصادي مصري.

المصدر | العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

أوبك التقشف الخليج البنزين السولار أسعار النفط إيران المواطن العربي النفط ترشيد الإنفاق