«نصرالله» في خطاب عاشوراء: حرب السعودية باليمن «حقد وهابي»

الأربعاء 12 أكتوبر 2016 09:10 ص

وصف الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني «حسن نصرالله»، الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، بأنها حرب الحقد الوهابي.

جاء ذلك خلال خطابه في مراسم إحياء ذكرى «عاشوراء»، حيث حضر شخصياً، بين الحشود المشاركة في مسيرة العاشر من محرّم، بالساحة العاشورائية المركزية في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي امتلأت بمسيرات حاشدة رفع فيها إلى جانب الرايات الحسينية أعلام اليمن وشعارات الدعم للحوثيين.

وأعلن «نصر الله»، الأربعاء، التضامن مع الشعب اليمني، وقال إن الحرب السعودية على اليمن تعبر عن مستوى الحقد والانتقام، بحسب «الألمانية».

وأضاف: «مسيراتنا العشورائية لهذا العام هي لإعلان التضامن مع الشعب اليمني وقادته وجيشه ولجانه الشعبية»، في إشارة إلى «الحوثيين».

وتابع: «الحرب من قبل السعودية على الشعب اليمني لا تبدو أنها تخاض على قاعدة تحقيق أهداف سياسية، وإنما تعبر عن مستوى الحقد والضغينة والانتقام، هذا الشكل من القتل حيث يطحن البشر والحجر والأطفال والكبار، ويُستهدف كل شيء في اليمن هو حرب الحقد الوهابي السعودي».

وكان «نصرالله» أمس، دعا أنصاره لتحويل مسيرة عاشوراء لهذا العام، إلى مناسبة للتضامن مع من وصفهم بـ«المقاومة اليمنية» في إشارة إلى «الحوثيين».

وقال «نصرالله»، إن ما «حصل من استهداف لموقع عزاء في صنعاء أودى بحياة عشرات القتلى هو مجزرة مروعة ارتكبها النظام السعودي في صنعاء، وما بات يعرف اليوم بمجزرة صنعاء، والتي هزت العالم»، وفقا لـ«CNN».

وأضاف «الإخوة في المناطق معنيون بأن يرتبوا المادة الإعلامية المناسبة، وسوف نحمل الأعلام اليمينة إلى جانب أعلام العزاء، وكما سنهتف للحسين عليه السلام وللمقاومة، سنهتف لهذا الشعب المقاوم والمجاهد والمظلوم والأبي».

ويوم «عاشوراء» هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري، وفيه قتل «الحسين بن علي» حفيد النبي «محمد» في معركة كربلاء، لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن ويقومون بضرب الصدور، ولطم الخدود، وضرب السلاسل على الأكتاف، وشج الرؤوس بالسيوف وإراقة الدماء، باعتبار أن ذلك يعبر عن حبهم للحسين عليه السلام.

و«حزب الله» الشيعي حليف قوي لإيران التي يتم اتهمها بدعم وامداد الحوثيين بالأسلحة للقتال في اليمن.

واستهدف قصف تضاربت التهم بشأن مصدره مجلس عزاء في صنعاء، وأسفر عن مقتل العشرات.

ونفى التحالف العربي في البداية قيامه بغارة على مجلس عزاء في العاصمة اليمنية، مشيرا إلى أنه لم يقم بأي عمليات في موقع الحادث، وأن أسبابا أخرى للحادث يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار.

ومنذ أواخر مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عربيا في اليمن يهدف إلى إعادة سيطرة الحكومة الشرعية والرئيس اليمني، «عبد ربه منصور هادي»، على مقاليد الحكم في البلاد، وإنهاء انقلاب نفذته ميلشيات موالية لجماعة الحوثي والرئيس اليمني المخلوع، «علي عبد الله صالح».

وتمكن التحالف في تحقيق بعض الانتصارات على الأرض من خلال مساندة قوات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، لكنه يواجه انتقادات حقوقية متزايدة بشأن هجمات طالت مدنيين، كما مني بخسائر كبيرة في قواته.

سوريا والعراق

وعن الأوضاع في سوريا، قال «نصر الله»: «سوف نستمر في تحمل المسؤوليات الجهادية الجسام هناك، وهناك ندافع عن المقاومة ومحور المقاومة وعن فلسطين وعن التاريخ والعز والكرامة والمستقبل».

وتابع «نصرالله»: «هناك من يراهن على تعبنا وأعداد شهدائنا وعلى محاصرتنا مالياً واقتصادياً، وعلى تشويه صورتنا، لذلك أقول إننا لن نتعب ولن نكل ولن نمل ولن ننهزم ولن ننكسر، لأن من كان ناصراً وعاشقاً للحسين وزينب لن تنكسر له راية».

وكان «حسن نصرالله»، أنكر في بداية الحرب في سوريا، تدخل حزبه في الشأن السوري.

وفي عام 2013، عندما انكشف تورط عناصر الحزب في دعم نظام «بشار الأسد»، عندها ادعى «نصرالله» أن مشاركته القتال في سوريا، هو مسعى حماية للبنان، «الشيعة في لبنان»، والأماكن المقدسة الشيعية في سورية من الإرهابيين، إلا أن الحزب ارتكب مجازر وصفتها منظمات حقوقية بأنها إبادة جماعية بحق الشعب السوري.

وتوغل الحزب في المستنقع السوري، وسيطرته على القرار السيادي في الحكومة اللبنانية أدى إلى ارتفاع حدة التنافر الطائفي بين السنة والشيعة في البلاد، وهذا لم يكن موجوداً بتلك الحدة من قبل.

وبحسب معهد «واشنطن لسياسات الشرق الأوسط»، إن خسائر «حزب الله» البشرية كبدت ضررا كبيرا ببنية الحزب العسكرية، مشيرا إلى أن «حزب الله»  فقد أكثر من 1600 مقاتل، وما يزيد على 500 جريح، في سوريا.

وفي الشأن العراقي، قال الأمين العام لحزب الله، إن «العراقيين يتجهون الى حسم معركتهم المصيرية مع تنظيم الدولةالغسلامية، وانتقلوا من نصر إلى نصر صنعته قواتهم المسلحة وحشدهم الشعبي وقبائلهم».

وأشار الى أن «القوات العراقية تتجه نحو الموصل، والأمريكان يريدون فتح الطريق من الموصل إلى المنطقة الشرقية في سوريا»، بحسب قوله.

وقال إن «الانتصار الحقيقي هو أن تضرب تنظيم الدولة الغسلامية، ويعتقل قادتها ويزج بهم في السجون لا أن تفتح لهم الطريق إلى سوريا لأن في ذلك خطر على العراق».

فلسطين ولبنان

وحول القضية الفلسطينية، أشار «نصرالله» إلى أن «خيار شعب فلسطين الحقيقي هو الخيار الصائب بالانتفاضة والجهاد والمقاومة ومواجهة المحتلين»، لافتاً الى أن «الكثيرين راهنوا على أن انتفاضة القدس في بداية عامها الثاني ستنتهي لكن الأيام الماضية أثبتت أن هذه الانتفاضة موجودة في عمق ووجدان شبان فلسطين».

وقال إن «مجاملة الإسرائيليين في مناسبة عزاء أو فرح لن تقدم شيئاً للشعب الفلسطيني أو للقضية الفلسطينية»، مؤكداً «أننا في لبنان مع شعب فلسطين في معركة واحدة ومصير واحد».

وأعلن أن «المقاومة ستبقى عينها على (إسرائيل) وما تحضره وما يحصل فيها، وأن المقاومة لن تخلي الساحة لها، وأن قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته هي التي تردع (إسرائيل)».

وعن الوضع في لبنان، تحدّث «نصرالله» عما أسماه «المسار السياسي الإيجابي في البلد»، مشدداً على الموقف الحاسم عند «حزب الله» في الملف الرئاسي، كما دعا الحكومة الى «العمل في الملفات الضاغطة على اللبنانيين، لأنه لا يجوز بأي شكل أن تتوقف الحكومة عن القيام بواجباتها».

وتشهد العلاقات بين لبنان ودول الخليج تأزما متصاعدا منذ أن اتخذت السعودية قراراً في فبراير/شباط الماضي، بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني؛ بسبب ما اعتبرته هيمنة «حزب الله» على القرار السياسي في لبنان.

وتوالت القرارات التصعيدية من دول الخليج ضد لبنان، والتي شملت منع مواطنيها من السفر إلى لبنان، وطرد لبنانيين يعملون لديها، والتهديد بسحب ودائع مصرفية، وصولا إلى تصنيف «حزب الله» من قبل مجلس التعاون الخليجي على أنه منظمة إرهابية في مارس/آذار الماضي.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

حسن نصرالله لبنان السعودية الحوثيين المقاومة فلسطين العراق