من «ريجيني» إلى «صن داونز».. «الإخوان» شماعة النظام في مصر

الخميس 20 أكتوبر 2016 02:10 ص

«الإخوان» وراء هزيمة نادي «الزمالك» المصري، أمام «صن داونز» الجنوب أفريقي، في نهائي دوري أبطال أفريقيا، آخر ما كان يتوقعه المصريون، من مبررات يسوقها نظام الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، ومؤيدوه، لإلصاق الأزمات المعيشية والهزائم الكروية، بجماعة الإخوان، التي أطيح بها من الحكم في انقلاب عسكري، نفذه الجيش المصري في 3 يوليو/تموز 2013.

الملفت أن العديد من أزمات الشارع المصري، تتجاوز قدرات جماعة الإخوان، في تأليب المواطن المصري ضد حكم «السيسي»، وبعضها يرتبط بعوامل طبيعية، لا دخل للعنصر البشري في التسبب فيها، مثل أزمة «أسماك القرش» التي غزت الشواطئ المصرية، وتم نسبها إلى عناصر الإخوان.

ففي يونيو/حزيران الماضي، قال الإعلامى المصري «عزمى مجاهد»، إن «أهل الشر وراء أزمة السياحة، حيث يحضرون أسماك القرش فى صناديق، ويتركونها على الشواطئ ليؤذوا الآخرين ويهددوا الموسم السياحى»، على حد قوله.

وأضاف «مجاهد» الذي يعد أحد أبرز المؤيدين للانقلاب العسكري، فى برنامجه «الملف» المذاع عبر فضائية «العاصمة» المصرية، أن «أهل الشر بيجيبوا سمك القرش فى صناديق على الشواطئ ليضربوا موسم السياحة»، في إشارة إلى جماعة الإخوان.

  أزمة الدولار

تفاقم أزمة الدولار في مصر، وبلوغ سعره في السوق الموازية 16 جنيها، متجاوزا السعر الرسمي بأكثر من 7 جنيهات، دفع وزارة «الداخلية» إلى اتهام «الإخوان» بالوقوف وراء ندرة العملة الصعبة، لإحداث أزمة اقتصادية في البلاد.

وقال اللواء «عصام سعد»، مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة في مصر، إن «جماعة الإخوان لها علاقة بأزمة الدولار الدائرة في مصر حاليًا، وأنه جرى غلق العديد من شركات الصرافة التي تورطت معهم»، على حد قوله.

وأضاف «سعد»، في حواره مع الإعلامي حمدي رزق، في برنامج «نظرة» على قناة «صدى البلد» المصرية، أغسطس /آب الماضي، أن «هناك تجار يسافرون للخليج يجمعون العملة الأجنبية من المصريين في الخارج، وتسليم أهاليهم الأموال في مصر».

  سد البالوعات

لكن التهمة الأغرب التي وجهها نظام «السيسي» لجماعة الإخوان، كانت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، حيث اتهمت وزارة «الداخلية»-في بيان رسمي- قيادات تنظيم «الإخوان» بإصدار تكليفات لعناصرها، بـ«سد المصارف ومواسير الصرف الصحى بإلقاء خلطة أسمنتية بداخلها لعدم تصريف المياه».

وبثت «الداخلية» المصرية، صورا قالت إنها لـ«عناصر إخوانية، وهي تقوم بسد بالوعات الصرف الصحي، لمنع تصريف مياه الأمطار، ما تسبب في غرق محافظة الإسكندرية شمال البلاد، العام الماضي»، وفق البيان.

وإلى جانب تهمة «سد البالوعات»، ألصق البيان بالجماعة، تهم تعطيل القطارات، وحرق محولات الكهرباء، وإتلاف صناديق القمامة؛ لإحداث أزمات بالشارع المصري وإيجاد حالة من السخط الجماهيرى ضد النظام الحاكم.

  تسريب الامتحانات

ولم يجد النظام المصري أمام فوضى تسريب امتحانات الثانوية العامة، والأزهرية، وشهادت التعليم الأساسية، سوى اتهام جماعة الإخوان بالوقوف وراء عمليات التسريب التي سببت حرجا كبيرا لوزارة التعليم أمام الرأي العام المصري.

وخرج «بشير حسن»، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم، في يوليو/تموز الماضي، معلنا أن تسريب امتحان التربية الدينية للثانوية العامة تم من داخل الوزارة، وأن «جماعة الإخوان وراء الأمر لتشوية صورة الدولة»، وفق تصريحاته لبرنامج «يوم بيوم» عبر فضائية «النهار اليوم».

نفس الادعاء، كرره «أسامة شرشر» النائب في البرلمان المصري، وصهر وزير الداخلية الأسبق «حبيب العادلي»، قائلا أمام جلسة برلمانية، إن «هناك عددا من الكتائب الإخوانية الإلكترونية اخترقت مواقع وزارة التربية والتعليم واستغلت المنتسبين إلى العملية التعليمية وسربت الامتحانات وافتعلت الأزمة الأخيرة»، على حد قوله.

  خلية السكر

مع تصاعد أزمة اختفاء السكر في مصر، وسط انتقادات حادة لوزير التموين المصري الجديد اللواء «محمد علي مصيلحي»، الذى نفى وجود أي مشكلة في السلع والمواد التموينية، وارتفاع سعر كيلو السكر في محلات وسط القاهرة إلى 13 جنيها فأكثر، أمرت النيابة العامة المصرية، الأحد 16 أكتوبر/تشرين أول الجاري، بضبط وإحضار معارضين، في اتهامهم بجمع السكر وسلع استراتيجية أخرى من الأسواق فيما سمى بـ«خلية السكر».

واتهم النائب العام المصري «نبيل صادق»، المطلوبين، بـ«تأسيس خلية السكر تابعة لتنظيم الإخوان، مهمتها التخطيط لجمع السكر وبعض السلع الاستراتيجية من الأسواق؛ بهدف إثارة الرأي العام»، وفق بيان النائب العام.

وكانت وزارة الداخلية أصدرت بيانا في سبتمبر/آيلول الماضي، قالت فيه إن «جهاز الأمن الوطني أحبط مخططا لجماعة الإخوان الإرهابية، استهدف اختلاق وإثارة الأزمات من خلال كوادره داخل البلاد وتنفيذ مخطط يستهدف الإضرار بمقدرات الدولة الاقتصادية والسعى لإيجاد «مناخ تشاؤمى» من خلال اصطناع الأزمات بدعوى فشل الدولة فى تنفيذ خطط التنمية، وتصعيد أزمة ارتفاع سعر الدولار، ترويج ونشر الشائعات»، بحسب البيان.

وتشهد مصر أزمة اقتصادية، ونقصا في سلع أساسية كالسكر والأرز، وتخطى مؤخرًا سعر الدولار الأمريكي 15 جنيهاً في السوق السوداء (غير الرسمية)، مقابل أقل من 9 جنيهات في السوق الرسمي، وسط ارتفاع في أسعار السلع.

  تنظيم «التوك توك»

الجديد في معترك شماعات الإخفاق، ما طرحه أحد أبرز المؤيدين لنظام الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، الإعلامي مظهر شاهين، الذي حمل «الإخوان المسلمين» المسئولية عن بث اليأس بين المصريين من خلال تدريب المنتمين لهم من سائقي «التوك توك» على استغلال الأزمات لإشاعة «مناخ تشاؤمي» بين الناس، على حد قوله.

وألمح «شاهين» إلى دور الإخوان في تأسيس تنظيم «التوك توك»، والذي يضم سائقي سائقي التاكسي و«التوك توك» وأي وسيلة مواصلات أخرى، بهدف استغلال الأزمات وبث اليأس وإحباط الناس بهذه الطريقة.

وكتب «شاهين» عبر صفحته على موقع التواصل «فيسبوك»، يقول «بحساب بسيط جدا لو المنتسبين للإخوان بيملكوا 2000 توك توك وتاكسي وافترضنا ان كل توك توك وتاكسي بيركبه كل يوم 50 شخص في المتوسط يبقي 2000 × 50= 100000شخص يوميا. و بالتالي في الشهر 100000 × 30= 3000000 ثلاثة ملايين شخص شهريا ممكن تغير رأيهم»، بحسب تدوينته.

  حرائق مصر

في مايو/آيار الماضي، قال الدكتور «ثروت الخرباوي»، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان وأحد أبرز الداعمين لحكم «السيسي»، إن «تنظيم الإخوان هو الذي يشعل الحرائق في مصر الآن».

وأضاف «الخرباوي» خلال لقائه ببرنامج «هنا العاصمة» على قناة «سي بي سي» المصرية، أن «الحرائق تأتي في إطار خطة الإخوان قبل ذكرى 30 يونيو/حزيران»، مشيرا إلى أن «جماعة الإخوان هي التي نفذت حريق القاهرة الكبرى عام 1952، وما يحدث حاليا هو محاولة لاستنساخ هذه الواقعة»، حسب قوله.

  مقتل ريجيني

 إزاء تفاقم تداعيات مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، وتورط القاهرة في أزمة دبلوماسية وسياسية مع روما، اتهم الرئيس «عبد الفتاح السيسى»، وسائل التواصل الاجتماعي بالوقوف وراء أزمة «ريجيني».

واعتبر «السيسى» أن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، السبب في تفاقم الأزمات بسبب ما يتم نشره دون التأكد من صحة المعلومة، في محاولة منه لإلقاء اللوم على الإعلام.

لكن صحيفة مقربة من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في البلاد، زعمت أن «عملية تعذيب ريجينى قام بها عملاء سريين، وفى الأغلب تابعين لجماعة الإخوان الإرهابية»، بحسب صحيفة «اليوم السابع».

وحاول السياسي المصري المناوئ للإخوان «رفعت السعيد»، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، تعزيز تلك الرواية في مداخلة هاتفية مع برنامج «حضرة المواطن» المُذاع على قناة «العاصمة»، قائلا «توجد عدة سيناريوهات أيضا، فربما يكون اختراق لبعض الأجهزة المصرية من جانب الإخوان لمحاولة وضع مصر في هذا المأزق»، على حد قوله.

  هزيمة الزمالك أمام صن داونز

عادت ذات الصحيفة، في تقرير زعمت أنه «انفراد»، يقول إن «ملعب لوكاس موريبي بمدينة بريتوريا احتوى على المئات من أنصار الإخوان والذين تعالوا بالهتافات والشعارات المناهضة للدولة في الوقت الذي أثر سلبا على لاعبى الزمالك الذين حاولوا الرد على تلك الحماقات من الجماعة الإرهابية والدفاع عن الدولة»، بحسب صحيفة «اليوم السابع».

وأضافت الصحيفة، أن حارس المرمى لفريق الزمالك «أحمد الشناوي»، لم يسلم هو الأخر من محاولات التشتيت والسباب والتهديد بالقتل، طوال مدة المباراة، الأمر الذي أفقده القدرة عن الذود عن مرماه، في ذهاب النهائي الإفريقي، فتلقت شباكه 3 أهداف.

واتهم المستشار «مرتضى منصور»، رئيس نادى الزمالك، خلال برنامج «على مسئوليتى» على قناة «صدى البلد»، الاثنين الماضي، جماعة الاخوان بأنها السبب وراء هزيمة نادى «الزمالك» من «صن داونز» الأفريقى، خلال المبارة النهائية لدوري أبطال أفريقيا.

وتستخدم «الشماعة» كأداة من الخشب أو الحديد أو البلاستيك؛ لتسهيل عملية تعليق المعاطف، والسراويل والتنانير، والملابس بشكل عام، لكن يجري استخدامها في مصر كمصطلح سياسي، من شأنه إيجاد مخرج يبرر فشل النظام السياسي الحاكم، ويلقي بالمسئولية على المعارضة في افتعال الأزمات المعيشية، والكوارث الاقتصادية.

  كلمات مفتاحية

جماعة الإخوان الزمالك أزمة الدولار خلية السكر جوليو ريجيني الثانوية العامة الإعلام المصري

مصر.. تعليمات رئاسية لـ«وزير الداخلية» بقمع تظاهرات 11 نوفمبر