3 رسائل من «السيسي» في «شرم الشيخ» تكشف عن تزايد قلقه

الأربعاء 26 أكتوبر 2016 02:10 ص

مع اقتراب العد التنازلي لتظاهرات 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والمعروفة إعلاميا في مصر بـ«ثورة الغلابة»، يبدو الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» أكثر قلقا، من سيناريو خروج المصريين للتظاهر ضد نظامه بعد مرور عامين من فترة رئاسته الأولى التي تنتهي عام 2018.

أصداء رسائل القلق تتوالى في مستويات عليا من السلطة، مع تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد، وانهيار قيمة الجنيه المصري، وندرة العملة الصعبة، واختفاء سلع أساسية مثل السكر، والارتفاع الجنوني في الأسعار، وسط تقارير أمنية واستخباراتية تحذر من اندلاع «ثورة جياع» في الشارع المصري.

رسائل القلق ظهرت بشكل علني في تصريحات «السيسي»، خلال جلسات المؤتمر الوطني الأول للشباب بمدينة «شرم الشيخ»، والذي تنتهي فعالياته غدا الأربعاء، وسط تغطية إعلامية مكثفة، وتشديدات أمنية، وجدل صاخب على مواقع التواصل الاجتماعي داخل وخارج مصر.

الرسالة الأولى

«أنا مش قلقان على نفسي».. كانت الرسالة الأهم التي صدرت اليوم خلال جلسات المؤتمر، وسط علامات استفهام حول دلالات الرسالة، وما إذا كان الرئيس المصري يشعر بخطر ما على مستقبله السياسي، بعد تقارير تؤكد تدني شعبيته، وتعالى دعوات المطالبة بالرحيل وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

«السيسى» وجه حديثه للمصريين، قائلا: «أنا مش قلقان على نفسي.. أنا قلقان عليها»، في إِشارة إلى مصر، على حد قوله.

وكان إعلاميون مقربون من أجهزة أمنية في البلاد، روجوا خلال الأيام الماضية وجود مخطط لاغتيال «السيسي»، وهو الأمر الذي دفع النائب العام المصري المستشار «نبيل صادق» إلى التحقيق في تلك الادعاءات، دون أن تسفر التحقيقات حتى الآن عن حقائق واضحة بشأن مخطط الاغتيال المتداول.

الرسالة الثانية

لكن الرسالة الأخطر، صدرت مساء أمس الثلاثاء، خلال الجلسة الاقتصادية للمؤتمر الوطني للشباب، حيث تحدث الرئيس المصري عن ملف الإصلاح الاقتصادي، محذرا من تعقد الأمور، وداعيا في ذات الوقت إلى الوقوف بجانبه.

«السيسي» كان أكثر صراحة في التعبير عن قلقه، قائلا للحضور «لما كلفتوني أقف جنبكم ما ترددتش ثانية، ولم أفكر في نفسي ولا في أولادي.. وجه دوركم إنكم تقفوا جنبى».

وفي مؤشر على تنامي القلق من الغضب الشعبي، كرر «السيسي» مطلبه، قائلا «دوري معاكم عملته.. وجه دوركم الآن.. لما طلبتونى لقيتونى ولم أبخل عليكم بحياتى».

لكن وفي محاولة لإقناع الشارع المصري بالصبر عليه وتحمل الأوضاع الاقتصادية المتردية، عاد «السيسي» للعب على وتر «أهل الشر»، في إشارة إلى جماعة الإخوان التي أطاح بها من الحكم في انقلاب عسكري في 3 يوليو/تموز 2013، قائلا «أطلب منكم إن إحنا نبقى أمة ذات شأن .. نصبر ونتحمل ولا نتكلم.. علشان نقول لأهل الشر محاولتكم لتركيعنا فشلت»، حسب قوله.

الرسالة الثالثة

«ما تخلوش المطالب بتاعتكم تاخد الشكل الاحتجاجي علشان خاطر البلد، لأن حجم الضرر سيكون كبيرًا جدًا إذا لم نضع هذا الأمر نصب أعيننا»، كان ذلك مضمون الرسالة الثالثة، في إشارة تحذيرية من «السيسي» للداعين للخروج في تظاهرات 11/11 ضد الغلاء والفقر، والتي يتزايد حجم تداول منشوراتها يوما بعد الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكرر «السيسي» خلال اللقاء الذي بثه التليفزيون المصري، مساء أمس الثلاثاء، تحذيراته، قائلا «نحذر من أي تحركات لهدم البلد»، مضيفا أن «قانون التظاهر صدر في فترة صعبة على مصر في ظل ظروف كنا نعيش في مؤامرة وحروب الجيل الرابع والخامس»، حسب قوله.

في ذات السياق، جاء التساؤل الذي طرحه «السيسي» على الشعب المصري في الجلسة الأولى للمؤتمر، مؤكدا تصاعد حالة القلق الرئاسي من غضب رجل الشارع، «السيسي» تساءل «هل كان المصريين سيتحملون تأجيل كل شيء والاهتمام فقط بالتعليم، المصريون هيستنونا، ولا هيخرجوا علينا عشان عايزين يعيشوا؟».

رسائل قلق، وتحذيرات، بدا للجميع، أنها لا تخاطب حضور المؤتمر، كون أغلبهم من مؤيدي «السيسي»، ومن المشاركين في أحداث 30 يونيو التي مهدت للانقلاب العسكري، بل في الأساس تخاطب الداعين إلى تظاهرات «ثورة الغلابة»، والشرائح الدنيا والوسطى من الشعب المصري الذين لم ينالوا شيئا من وعود دولة الجنرالات بأن تكون مصر «أد الدنيا».

  كلمات مفتاحية

عبدالفتاح السيسي شرم الشيخ المؤتمر الوطني للشباب تظاهرات 11 نوفمبر ثورة الغلابة