مسؤول مصري في طهران من أجل النفط.. ووزارة البترول تنفي

الأحد 6 نوفمبر 2016 07:11 ص

تضاربت الأنباء، حول لجوء مصر إلى إيران، لسد الاحتياجات النفطية، عقب الإعلان أن شركة «أرامكو» السعودية لم ترسل شحنات الوقود، للشهر الثاني على التوالي.

ففي الوقت الذي قالت مصادر مطلعة أن وزير البترول، سافر إلى أبوظبي، الأحد، في طريقه إلى طهران، قال المتحدث باسم الوزارة إن زيارة الوزير لأبوظبي بهدف لحضور «المؤتمر الدولي للطاقة» هناك.

ونقلت صحيفة «بوابة القاهرة»، عن مصادر مطلعة قولها إن «طارق الملا» وزير البترول المصري، غادر القاهرة، مساء الأحد، متجها على رأس وفد إلى أبوظبي في طريقه إلى إيران، في أول زيارة لمسؤول مصري كبير، يبحث خلالها دعم علاقات التعاون بين مصر وإيران في مجال النفط.

وأضافت المصادر التي شاركت في وداع «الملا» بصالة كبار الزوار: «سيلتقي وزير البترول الذي يصطحب 3 من كبار مساعديه خلال زيارته لإيران مع عدد من كبار المسؤولين لبحث إمكانيات التعاون بين مصر وإيران، وإمكانية تزويد القاهرة باحتياجاتها من مشتقات البترول عقب وقف شركة أرامكو السعودية لإمداداتها النفطية لمصر قبل أكثر من شهر».

وكان «المُلا» قام بزيارة مماثلة للعراق تم خلالها الاتفاق على تزويد بغداد لمصر بكميات كبيرة من النفط الخام، قيل إن إيران هى من ستقوم بتوريده، لكن مصر ترغب في بترول مكرر ومشتقات نفطية ربما قد تسطيع إيران توفيرها، بدلا من المشتقات البترولية السعودية التي توقفت إثر أزمة غير محددة المعالم والتفاصيل بين البلدين.

وكانت مصادر دبلوماسية، قالت صحيفة «رأي اليوم»، أمس إن زيارة «الملا» إلى العراق كانت تهدف إلى فتح قنوات اتصال مع إيران.

وأكدت المصادر أن الزيارة جاءت لتحقيق هدفين رئيسيين، «الأول البحث عن مصادر بديلة للبترول السعودي بعد قرار المملكة وقف مساعداتها النفطية الشهرية إلى مصر، وتقدر بحوالي 700 ألف طن بعد التقارب المصري مع إيران وسوريا».

وتابعت «الهدف الثاني يكمن في فتح قنوات حوار مع ايران عبر البوابة العراقية، بحكم العلاقة الوثيقة بين بغداد وطهران في الوقت الراهن».

وأشارت إلى أن هذه الزيارة لبغداد تمهد لزيارات وشيكة لمسؤولين مصريين إلى طهران، ولم تستبعد نقل وزير النفط المصري رسالة في هذا الخصوص إلى طهران عبر الحكومة العراقية.

والعلاقات المصرية الإيرانية مقطوعة منذ اكثر من أربعين عاما، ولا توجد سفارة مصرية في طهران أسوة بسفارات دول خليجية وعربية أخرى في الوقت الراهن.

نفي رسمي

في المقابل، نفي «حمدي عبدالعزيز» المتحدث الرسمي لوزارة البترول، صحة ما نشر بخصوص توجه «الملا»، إلى طهران لبحث مجالات التعاون في مجال البترول.

وقال «عبدالعزيز»، في تصريح لصحيفة «المصري اليوم»، إن الوزير توجه إلى أبوظبي لحضور «المؤتمر الدولي للطاقة» هناك.

وأشار إلى أن المؤتمر والذي يعقد على مدار يومين، سيناقش كافة الملفات المتعلقة بالطاقة والأسعار والتكنولوجيا الحديثة لتخفيض تكلفة الإنتاج.

وأوضح «عبدالعزيز» أن الوزير سيعرض الفرص الاستثمارية الخاصة بقطاع البترول في مصر ما بعد فرصة لجذب استثمارات جديدة القطاع في ظل مزايا الاستثمار المتاحة في مصر والفرص الواعدة في القطاع.

وأشار إلى أنه سيتم عقد لقاءات على هامش المؤتمر مع كبار الشخصيات في قطاع الطاقة والبترول على مستوي العالم.

وكانت وزارة البترول المصرية، كشفت أن شركة «أرامكو» السعودية لم ترسل شحنات الوقود الخاصة بشهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ولم تبلغ مصر بموقف تلك الشحنات البالغة 700 ألف طن شهريا لسد احتياجات السوق المحلية من الوقود، وذلك للشهر الثاني على التوالي.

ونقلت صحيفة «الوطن» المصرية المقربة من الحكومة، عن المتحدث قوله إن الشركة السعودية دأبت خلال الشهور الماضية على إبلاغ مصر بموعد إرسال الشحنات، التي كانت ترسلها بحد أقصى في الأسبوع الأول من كل شهر، لكنها لم تفعل هذه المرة، تماما مثلما حدث خلال الشهر الماضي.

وأضاف «عبدالعزيز» أن «هيئة البترول» بادرت بطرح مناقصة عاجلة لشراء 700 ألف طن من البنزين والسولار والمازوت بديلا للشحنات السعودية، لسد احتياجات المواطنين، مشيرا إلى أن العقد التجاري بين «أرامكو» و«هيئة البترول» لم يتم إلغاؤه بعد.

وتستورد مصر المنتجات البترولية من الشركة السعودية، بموجب اتفاق مدته 5 سنوات بتسهيلات كبيرة في السداد، تزامن توقيعها من زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» لمصر في أبريل/نيسان الماضي.

وبموجب الاتفاق المصري السعودي، تشتري مصر شهريا منذ مايو/أيار الماضي من «أرامكو»، 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار) و200 ألف طن من البنزين و100 ألف طن من زيت الوقود (المازوت).

وشهدت الأيام الماضية حالة من الارتباك للحكومة المصرية، بسبب توقف الإمدادات النفطية من السعودية ما دفع حكومة مصر للإعلان عن استقدام شحنات نفطية من السوق الدولية.

وذهبت التكهنات بشأن ما حصلت عليه مصر من منتجات نفطية بديلة إلى إيران، بسبب التماهي الذي اتسم به الموقف المصري مع محور إيران روسيا بشأن الأزمة السورية.

كما ذكرت أنباء أن القاهرة تسلمت شحنات من ليبيا بعد سيطرة قوات الجنرال «خليفة حفتر» على موانئ النفط أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.

وأثار توجه النظام المصري إلى بغداد للحصول على المشتقات البترولية جدلا واسعا، حيث رأى فيه خبراء ومراقبون تسارعا من مصر في توجيه بوصلتها السياسية والاقتصادية ناحية المعسكر الإيراني الروسي، خاصة في ظل ما نقلته وسائل إعلام عن مسؤول عراقي أن تزويد العراق لمصر بالنفط سيكون مقابل سلاح وذخيرة.

وكانت العلاقات الخليجية المصرية توترت مؤخرا على صعيد العديد من ملفات المنطقة، وكان آخرها تصويت القاهرة في «مجلس الأمن» لصالح مشروعي القرار الروسي والفرنسي بشأن سوريا في وقت واحد.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

النفط البترول طارق الملا السعودية أرامكو إيران مصر