استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

استعراضات بشار وتحليلاته وغياب «إسرائيل»

الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 02:11 ص

في حواراته الأخيرة قال بشار إنه باق في موقعه حتى 2021، طبعا باعتباره رئيسا منتخبا!! كما تحدث عن وقوف الشعب معه، الأمر الذي مكّنه من الصمود كل هذا الوقت، وإفشال المؤامرة!!

وفي أحد حواراته الأخيرة (صارت كثيرة مثل خطابات نصر الله!!) خرج بتحليل مهم أيضا يقول إن الأزمة السورية هي صراع بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين روسيا، وبين السعودية وبين إيران، معتبرا أن أمريكا تسعى لتقويض موقع روسيا (قد يغيّر بعد ترامب!!)، فيما تسعى السعودية لتدمير إيران!!

نتوقف مع هراء بشار، لا لشيء إلا لأن هناك من يفضلون العيش بلا ذاكرة، بينما يفضل آخرون العيش في الأوهام، أما غالبية الأمة، فتراقب ما يجري بكثير من القهر، وتحتاج إلى بعض الكلام الذي ينفّس شيئا مما في داخلها ضد القتلة، ولأجل الأمل بالمستقبل بعد هذا المسلسل الطويل من الموت والمعاناة والدمار.

ربما كان بوسع بشار أن يتحدث عن بقائه في منصبه حتى عام 2021، إذ لا يُستبعد ذلك في واقع الحال، ليس لأنه سينتصر كما يوهم نفسه، وربما يوهمه خامنئي وسليماني أيضا، ولكن لأن الحرب قد تستمر حتى ذلك الحين.

لكن الأمر لا صلة له بالشعب من قريب أو بعيد، وهنا تحديدا علينا أن نذكّره وسائر شبيحته إلى أنه كان يترنح قبل عامين، وكان على وشك السقوط، قبل أن تلقي إيران بكل ثقلها عبر مليشيات منها، ومن كل الأرض، الأمر الذي أوقف الانهيار، والنتيجة أن هذا الشق من المعركة كان بتوقيع إيران، ولا صلة له البتة بالشعب السوري، ولا حتى بالجيش المنهار، رغم أن الجزء العلوي منه لا زال يقاتل بعد أن لم يعد له خيار آخر، ورغم المقتلة الرهيبة في أوساط الطائفة.

كل ذلك لم يسفر عن نتيجة، وبقي الثوار السوريون قادرين على الصمود، وتحقيق بعض الإنجازات، وهنا تنازل خامنئي عن كبريائه، واستدعى روسيا إلى سوريا، والنتيجة أن هذه الجماعات المحاصرة وضعيفة التسليح واجهت قوة إقليمية كبيرة، وحين عجزت الأخيرة، تم استدعاء قوة دولية عظمى ترى نفسها منافسا لأكبر الكبار، لكن ذلك أيضا لم يسفر عن انتصار، فقد وعد بوتين بمهمة سريعة لأسابيع، أو لشهور قليلة في أسوأ تقدير، وها هو في العام الثاني دون نتيجة، رغم أن سياسته هي الأرض المحروقة، وليس القتال الحقيقي.

أما توصيف بشار الآخر للمعركة بأنها صراع بين أمريكا وروسيا، وبين السعودية وإيران، فهو وجه للصورة يتجاهل أصل القضية ممثلا في أن ثورة الشعب السوري كانت سلمية، وجزءا من ربيع العرب الذي كانت السعودية ضده، كما أكثر الدول العربية، لكن تطورات المعركة جعلت من الأزمة صراعا مع النفوذ الإيراني. أما أمريكا، فهو يعلم أنها هي من ضغط طوال الوقت لحرمان الثوار من السلاح النوعي، وهي التي تقتل اليوم من يسميهم إرهابيين. صحيح أنها تستمتع بورطة روسيا، لكن ذلك جزء لاحق من القصة، وليس الأصل.

اللافت في كل الحوارات الصحفية واللقاءات السياسية الأخيرة لبشار، أن الكيان الصهيوني يغيب تماما عن مضمون كلامه، بينما يواصل ذلك شبيحة خامنئي الآخرين، وقبل أيام كان مثيرا للسخرية أنه بعد خطاب لنائب لنصر الله قال فيه إن "قتال التكفيريين هو قتال لإسرائيل"، أعلن البنتاغون قتل قيادي في "فتح الشام"، فكان لزاما علينا أن نتساءل عما إذا كان البنتاغون يحارب "إسرائيل" أيضا!!

في سوريا ملحمة كبيرة، مع جنون إيران، وضد طاغية قاتل، وبعد هذه التضحيات الهائلة، لا يمكن أن يعود الوضع إلى سابق عهده أبدا، وسيدرك خامنئي ذلك عاجلا أم آجلا.

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

بشار إسرائيل حسن نصر الله الأزمة السورية الولايات المتحدة روسيا السعودية إيران خامنئي سليماني