مغردون يكذبون وسم «مصر تطرد السفير السعودي»: لا يمكن أن يحدث

الأربعاء 16 نوفمبر 2016 08:11 ص

شن مغردون مصريون وسعوديون، هجوما واسعا على مؤسس ومشاركين في وسم ادعى طرد مصر للسفير السعودي بالقاهرة «أحمد بن عبد العزيز قطان».

وكان وسما انتشر في مصر والمملكة، بعنوان «مصر تطرد السفير السعودي»، حصد مراتب متقدمة بين الوسوم الأكثر تداولا في البلدين، لاقى استهجان المغردين، واعتبوه أداة للوقيعة بين البلدين.

وسم مجهول

أسس الوسم، حساب يحمل اسم «ديفيد يسوع»، يضع في خلفيته شعار الأمم المتحدة، يقول إنه يقيم في فرنسا.

وكتب «يسوع»، عبر حسابه: «مصر تطرد السفير السعودي بعد تصريح وزير خارجيتها (عادل) الجبير بأن جزيرتي تيران وصنافير سعودية»، مضيفا: «الخروج المفاجأ للسفير السعودي من مصر في هذه اللحظة لا يمكن أن يكون بطلب من السعودية خاصة وأنها بحاجه إلى مصر».

وتابع: «وساطة إماراتية حاولت الصلح بين مصر والسعودية لكن (عبد الفتاح) السيسي طلب اعتذار رسمي من سلمان (بن عبد العزيز) شخصيا، وإلا يسحبوا سفيرهم.. إذا عاد السفير السعودي إلى مصر فأعلموا أن سلمان أعتذر للسيسي شخصياً».

وشن «يسوع» هجوما بعد ذلك على السعودية، قائلا: «لست بحاقد خاصة على مصر أنا أنشر الحقيقة التي غابت عن عيون الجميع»، وأضاف: «الشعب السعودي بعد أن كان يستحقر الشعوب العربية بنظره دونية خسيسة.. اليوم يطلب رضى مصر ويظهر ذلك في تغريداتهم بالهاشتاق».

نفي رسمي

وكان «قطان»، غادر القاهرة أمس، إلى الرياض، على ذات الطائرة التي استقلها «أحمد أبو الغيط» الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذي سافر إلى المملكة لتقديم واجب العزاء، في الأمير «تركي بن عبد العزيز آل سعود».

كما شارك «قطان» في استقبال الملك «سلمان»، لـ«أبو الغيط» والوفد المرافق له، حيث تباحثا في أهمية دور الجامعة العربية، وجهودها في الدفاع عن القضايا التي تهم العالم العربي، بحسب «واس».

واليوم، نقل حساب سفارة المملكة في مصر، بيانا قال إن «سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة أحمد بن عبد العزيز قطان، ينفي صحة ما تم تداوله، بشأن زيارة وفد سعودي رفيع المستوى لمصر لبحث ملف العلاقات السعودية المصرية».

وأهاب السفير بجميع وسائل الإعلام، توخي الدقة والحذر عند تناقل مثل تلك الأخبار، والتواصل مع القسم الإعلامي بالسفارة للتأكد قبل نشر أي خبر يخص السفارة أو المملكة العربية السعودية.

كما أن أحد الموظفين في السفارة، ويدعى «عبد الكريم العتيبي»، كتب عبر الوسم قائلا: «أنا موظف بالسفارة.. هذا كذب وفتنة».

مشاركة واسعة

المشاركون في الوسم، استنكروا ترديد مثل هذه الشائعات، فكتب المصري «وائل القناص»: «صاحب الهاشتاج نصاب».

وأضاف «عصام عبد المنعم»: «إشاعات بين شعبين محبين لبعض لاحداث وقيعة بينهما وكسر شوكة العرب، الاتحاد قوة وسنظل أقوياء بتعاونا وحبنا لبعض».

بينما تابع «محمد عبد الحميد»: «مصر والسعودية أيد واحدة وستُقطع أى أيدي للنيل من كلاهما».

وغرد «عبده مغربي»، بالقول: «القطان بعيداً عن توتر العلاقات بين القاهرة والرياض له مكانة خاصة جداً في قلوب المصريين والسيسي وعليه فمستحيل أن مصر تطرد السفير السعودي».

بينما كتبت «تيما»: «لأشاعه يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدقها ويرددها الغبي».

السعوديون، أيضا شاركوا في الوسم، فكتب «بدر صفوق»: «هذه أحدى أنواع الجيل الرابع من الحروب.. بث الإشاعات لضرب العمق الإستراتيجي العربي.. فقط لتعرفوا إننا مستهدفون».

واتفق معه «علي الشهري»، حين كتب: «بعض الحسابات لا تمت بصلة لشعب المصري والسعودي.. حسابات خارجية هدفها نشر الفتنه بين الشعوب العربية».

بينما أشار «فرحان الشمري»، إلى أن «المشكلة اللي مسوي الهاشتاق حاقد على السعودية.. كل تغريداته فتنة بين السعودية وحلفائها».

وأضاف «صالح المبعوث»: «في يقيني لا تفعل مصر هذا أبدا».

وتابعت «عمادة»: «هاشتاق لأذناب ولي السفيه ومن سار في ركبهم.. يعبرون فيه عن آمالهم وأحلامهم.. فتجد فيه ينهقون وينعقون وينبحون.. قبحهم الله».

بينما تساءل «محمد العطوي»: «متى يفهم الايرانيين اننا لسنا بجهل شعوبهم واتباعهم.. مصر والسعودية عينين في راس واحد ولا عزاء للحاقدين».

مغردون آخرون، اعتبروا أن مثل هذه الشائعات لن تؤثر على العلاقة بين الشعبين، فكتب «محمد الثقفي»: «أثبت التاق بأن السعوديين والمصريين إخوة.. وأن من يثير الأكاذيب ماهو إلا حمار يحمل أسفارا».

وأضاف «اعتز بالطيب»: «نبتعد عن السياسة ونركز على إننا عرب مسلمون متحابون بالله».

وتابع «الوسيمي»: «أنا مواطن كويتي وأقول مصر والسعودية عينين في رأس واحدة.. ولا يمكن لعاقل يعرف العلاقة بين الشعبين أن يصدق هذه الترهات!».

وغرد «جبر بن فلاح»، قائلا: «لا تشيل هم  يا حاقد ستموت غيظا.. نحن بلد وشعب واحد.. كل السعوديين سفراء في مصر وكل المصريين سفراء في السعودية».

وحول سبب الخلاف الحاد في المواقف بين مصر والسعودية بشأن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، والأزمة السورية،  قال «عشقي»: «الخلاف مرتبط بتخوف مصر من أن يؤدى رحيل الرئيس (النظام) السوري بشار الأسد إلى وصول المعارضة السورية للسلطة، والتي تعتقد مصر أن لجماعة الإخوان، السيطرة عليها، والتي سيؤدى وصولها للسلطة في سوريا لمنح إخوان مصر قبلة الحياة من جديد مما يشكل مزيداً من الضغط على الحكومة المصرية في ظروفها الحالية».

توتر علاقات

وشهدت العلاقات السعودية المصرية، توترا خلال الفترة الأخيرة، إثر خلافات حول الأوضاع والرؤى في سوريا واليمن، والتقارب المصري الإيراني.

وكانت وسائل إعلام عربية ذكرت، قبل أيام، أن القاهرة طلبت وساطة كل من البحرين والإمارات لدى السعودية، قبل ان يجري الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» اتصالا هاتفيا بأمير الكويت، لمطالبته بالتدخل لإنهاء خلافه مع الرياض، والذي قامت على أثره المملكة بوقف إمداداتها من المشتقات البترولية لمصر، وهو ما أكدته مصادر مطلعة لـ«الخليج الجديد».

ووفقا لصحيفة «ميدل إيست مونيتور»، فقد التقي الشيخ «محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي و«السيسي» في قصر الاتحادية بالقاهرة، يوم الخميس الماضي، لبحث الخلافات بين مصر والمملكة العربية السعودية والتي اندلعت قبل بضعة أسابيع. ووفقا لمصادر مطلعة، انتهى الاجتماع بمطالب «السيسي» بـ«اعتذار سعودي واضح بشأن الانتهاكات التي قامت بها المملكة العربية السعودية ضد مصر».

ولفتت إلى أن المعاناة الاقتصادية التي يعيشها النظام المصري في الوقت الراهن في ظل تصاعد دعوات الغضب، دفعته لتوسيط أطراف خليجية لسرعة إنهاء الخلاف مع المملكة، وعودة الإمدادات البترولية، التي تكلف القاهرة مليار دولار شهرياً في حال قامت بشرائها من خارج الاتفاق المبرم مع شركة «أرامكو» السعودية الحكومية.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، وافقت السعودية على تزويد مصر بـ700 ألف طن من الوقود شهريا على مدة 5 سنوات عبر شروط دفع ميسرة، لكن القاهرة قالت إن شركة «أرامكو» أبلغتها بالتوقف عن إمدادها بالمواد النفطية «لحين إشعار آخر».

وقدمت السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى غنية بالنفط مليارات الدولارات لمصر بعد انقلاب قيادات الجيش المصري، في 3 يوليو/ تموز 2013، بالرئيس «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديموقراطيا في تاريخ مصر.

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صوت مجلس الأمن على مشروع قرار فرنسي يطالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية.

واستخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضد هذه المشروع، وقدمت مشروع بديل يعتبر في الواقع المشروع الفرنسي مع تعديلات روسية؛ حيث يستبعد المطالبة بنهاية للضربات الجوية على حلب، وأعاد التركيز على الاتفاق الامريكي الروسي لوقف إطلاق النار الذي انهار بعد أسبوع من سريانه.

والغريب أن مصر، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن حاليا، صوتت لصالح المشروع الفرنسي والروسي في الوقت ذاته؛ الأمر الذي أغضب القيادة السعودية؛ خاصة مع ظهور المندوب المصري في الأمم المتحدة في مشاهد ودية مع مندوب نظام بشار الأسد، «بشار الجعفري».

وعلى خلفية ذلك، ولأول مرة، في عهد الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، خرج انتقاد رسمي سعودي لمصر إلى العلن، إذ وصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة، «عبد الله المُعلمي»، تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بـ«المؤلم».

وبخلاف تعارض موقفي القاهرة والرياض الرسمي من الأزمة السورية، تبدو المملكة غير راضية عن التقارب الذي يبديه النظام المصري الحالي مع إيران.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر السعودية قطان تويتر طرد سفير وساطة خلافات