ملك المغرب يرد على استقبال مصر لـ«البوليساريو» بزيارة إثيوبيا

الأحد 20 نوفمبر 2016 03:11 ص

اختتم الملك المغربي «محمد السادس»، اليوم، زيارة رسمية إلى إثيوبيا، استغرقت 3 أيام، جاءت بحسب مراقبين ردا على استقبال مصر الشهر الماضي، وفدا من جبهة «البوليساريو».

وأكدت إثيوبيا، السبت، بحسب وكالات، دعهما عودة المغرب للاتحاد الأفريقي، تزامنا مع توقيع البلدين بأديس أبابا أكثر من عشر اتفاقيات شراكة بينهما، وذلك في أعقاب جولة مباحثات بين رئيس الوزراء الإثيوبي «هيلي ماريام ديسالين» والعاهل المغربي «محمد السادس» الذي يقوم بجولة أفريقية تشمل دولا أخرى.

ووقع الطرفان 13 اتفاقية ومذكرة تعاون شملت جوانب ثقافية واقتصادية.

وتعتبر أهم اتفاقية جمعت البلدين، هي إنشاء محطة لإنتاج الأسمدة باستثمارات تبلغ 4 مليارات دولار، يتوقع لها أن تنتج نحو 3 ملايين طن من الأسمدة بحلول عام 2022.

وفي بيان مشترك مع العاهل المغربي، قال «ديسالين»: «نرحب بعودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، وندعمه بقوة في هذا الاتجاه، والعودة مدرجة على أجندة القمة الأفريقية القادمة بأديس أبابا في يناير/كانون الثاني».

أضاف «ديسالين»: «نحن مع العمل الجماعي في الاتحاد الأفريقي».

وقال المسؤول الإثيوبي في وقت سابق: «سنعمل مع المغرب على إقامة شراكة متكاملة، والاتفاقيات ستضع أسسا قوية للتعاون بيننا»، واصفا زيارة ملك المغرب بـ«التاريخية والمهمة».

وكان العاهل المغربي قد وصل فجر الجمعة إلى أديس أبابا، على رأس وفد يتكون من 63 شخصية، بينهم وزراء ومستشارون للملك وعدد من كبار المسؤولين وشخصيات شعبية ورسمية.

وهذه هي أول زيارة رسمية يجريها «محمد السادس» إلى إثيوبيا منذ تنصيبه ملكا عام 1999، ليستكمل جولة أفريقية تقوده إلى مدغشقر وكينيا ونيجيريا.

وبحسب موقع «نون بريس» المغربي، فإن المراقبين ربطوا بين الزيارة الملكية لإثيوبيا التي تنازع مصر على مياه النيل وتهددها، واستقبال القاهرة لوفد جبهة «البولساريو».

ويثير إنشاء سد الهضة الغثيوبي، مخاوف شديدة في مصر من حدوث جفاف مائي محتمل يؤثر سلبا على الزراعة والصناعة ومياه الشرب.

واعتبر المراقبون أن الزيارة ربما تكون ردا غير مباشر على استقبال القاهرة للوفد الصحراوي والاحتفاء به ومن ثم هجوم الإعلام المصري على المغرب.

والأسبوع الماضي، ألغى الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» زيارته التي كانت مرتقبة للمغرب نهاية الشهر الجاري.

ونقلت وكالة «هسبريس» المغربية عن مصادر قولها إن «السيسي»، ألغى زيارته التي كانت مقررة إلى المغرب، وتحديدا لحضور مؤتمر التغيرات المناخية (كوب 22) المقام بمدينة مراكش، والذي تستمر أعماله من 16 حتى 18 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، دون أن توضح سبب إلغاء زيارة «السيسي».

جاء ذلك فيما يرجح مراقبون تجدد التوتر بين الحكومة المغرببية والنظام المصري، خاصة بعد استقبال القاهرة وفد من جبهة «البوليساريو» التي تنازع المغرب على إقليم الصحراء، الشهر الماضي للمشاركة في الاجتماع المشترك بين برلمان عموم أفريقيا والبرلمان العربي في مدينة شرم الشيخ، والذي حظي باستقبال رسمي من السلطات المصرية.

وحظي وفد «البوليساريو» باستقبال رسمي من السلطات المصرية، بعد أن منحت أعضاء الجبهة الانفصالية تأشيرات لدخول أرضيها، بمناسبة مرور 150 عاما على انطلاق البرلمان المصري.

واعتبر المحلل السياسي المغربي، «منار اسليمي»، أن استقبال مصر لوفد «البوليساريو» يؤشر على عودة القاهرة مرة أخرى للعب بهذه الورقة في علاقتها مع المغرب، بعد أن حدث توتر سابق بين البلدين عقب زيارة وفد مصري لمخيمات تندوف، مشيرا إلى أن مصر تلعب بهذه الورقة بعد التقارب المغربي الخليجي.

وأكد أن «البوليساريو في هذه المرحلة تبحث عن كل النوافذ والمفرات بعد عودة المغرب للاتحاد الأفريقي»، مشيرا إلى أن المغرب يراقب ما يجري ومتوقع أن يكون له رد بأسلوب دبلوماسي، لأن المغرب له قضية ضمن ثوابته ومن داخل سيادته، والكل يعرف قيمتها بالنسبة للمغرب.

والعام الماضي، توترت العلاقات المغربية المصرية، وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية المغربية إن تنسيقا مصريا جزائريا لدعم جبهة البوليساريو.

وسبق أن تسبب الإعلام المصري في أزمات مع المغرب آخرها وصف مذيعة مصرية للشعب المغربي بشعب العاهرات وانتشار الإيدز بينهم لهذا السبب، وهو ما أدى الى غضب مغربي عارم قامت مصر على إثره بتقديم اعتذار رسمي للمغرب وإبعاد المذيعة المتسببة بالأزمة عن العمل لكنها عادت للعمل بعد فترة قصيرة.

ويقوم المغرب بحملة دبلوماسية حاليا في القارة الافريقية، بعدما طلب رسميا في سبتمبر/ أيلول الماضي، العودة إلى الاتحاد الأفريقي.

وفي الرسالة التي بعثها إلى القمة الـ27 للاتحاد الأفريقي المنعقدة بالعاصمة الرواندية كيغالي، أوضح الملك المغربي «محمد السادس» أن المغرب الذي انسحب من منظمة الوحدة الأفريقية في ظروف خاصة، لم يغادر أفريقيا أبدا.

وانسحب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية في سبتمبر/ أيلول 1984، احتجاجا على قبول المنظمة عضوية «الجمهورية الصحراوية» التي شكلتها جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «بوليساريو».

وبقيت عضوية الرباط معلقة في المنظمة ثم في الاتحاد الأفريقي الذي تأسس في يوليو/ تموز 2001، ويضم حاليا 54 دولة.

ويأتي طلب المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي بفعل قناعة جديدة بأن سياسة المقعد الفارغ لم تعد تصبّ في صالح دفاعه عن وحدته الترابية وفق محللين، في وقت يرى البعض أن جدية مشروع الحكم الذاتي وسحب دول أعضاء في الاتحاد اعترافها بـ«البوليساريو» وراء هذا القرار.

وقضية الصحراء الغربية هي الملف المركزي في السياسة الخارجية للمملكة. ويعتبر المغرب هذه المنطقة «جزءاً لا يتجزأ» من أراضيه.

ويسيطر المغرب على معظم مناطق الصحراء الغربية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 1975، أي بعد خروج الاستعمار الأسباني، ما أدى الى اندلاع نزاع مسلح مع جبهة «بوليساريو» استمر حتى سبتمبر/ أيلول 1991، حين أعلنت الجبهة وقفا لإطلاق النار تشرف على تطبيقه بعثة الأمم المتحدة.

وتقترح الرباط منح حكم ذاتي للصحراء الغربية تحت سيادتها، إلا أن «بوليساريو» تطالب باستفتاء يحدد عبره سكان المنطقة مصيرهم.

ولا تزال جهود الأمم المتحدة في الوساطة بين أطراف النزاع متعثرة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر المغرب إثيوبيا خلافات البوليساريو محمد السادس ديسالين السيسي سد النهضة