هل تنجح مساعي إيران في تقسيم إقليم كردستان العراق؟

الثلاثاء 22 نوفمبر 2016 04:11 ص

للأسبوع الثاني على التوالي تتواصل الأزمة السياسية داخل إقليم كردستان العراق من دون أي بوادر تشي بقرب انفراجها، فيما تقول مصادر إن إيران تسعى لتقسيم الإقليم.

ويتجه الوضع نحو التصعيد بعد عرض تقدمت به أطراف في السليمانية، معروفة بقربها من إيران، بالانفصال عن أربيل وإعلان إقليم كردي آخر يضم السليمانية وحلبجة وكركوك وخانقين.

وتتلخص أزمة كردستان الداخلية بأزمة رئاسة الإقليم، حيث يصر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة «جلال طالباني»، وحزب التغيير بزعامة «نشيروان مصطفى»، على عدم التمديد للرئيس الحالي للإقليم، «مسعود بارزاني»، كما يطالبان بحل حكومة الإقليم.

في المقابل، تطالب أحزاب أخرى في أربيل ودهوك، أبرزها الحزب الديمقراطي الكردستاني، باعتماد قرار اللجنة الدستورية بالتمديد لـ«مسعود بارزاني» عامين إضافيين، وفقاً للدستور الداخلي في الإقليم.

وأدى هذا الخلاف إلى تعطيل عمل البرلمان منذ نحو ستة أشهر، فضلاً عن خلافات أخرى أبرزها تصرف السليمانية في معزل عن أربيل عاصمة الإقليم، لا سيما في ما يتعلق بنشاطها الخارجي من دون العودة لحكومة الإقليم، إضافة إلى قيام حزب «الاتحاد» بتهريب النفط إلى إيران.

ويأتي الكشف عن مساعٍ حثيثة تجري في السليمانية وبغداد لتقسيم إقليم كردستان إلى إقليمين بالتزامن مع تصريحات محافظ كركوك، القيادي في حزب الاتحاد، «نجم الدين كريم»، والتي أكد فيها استكمال إجراءات إعلان الإقليم الثاني في كردستان العراق عقب الانتهاء من المعركة مع تنظيم «الدولة الإسلامية».

ونقلت وسائل إعلام كردية عن «كريم» قوله إن الإقليم الثاني سيضم السليمانية وحلبجة وكركوك وخانقين، مخيّراً الحزب الديمقراطي بزعامة «بارزاني» بين «القبول بالأمر الواقع أو عودة الصراع بين الحزبين»، في إشارة إلى المعارك الداخلية في الإقليم منتصف تسعينيات القرن الماضي.

وينص الدستور العراقي المعدل في عام 2005، على أنه يمكن لمحافظة أو اثنتين، أن تطلب التحول لإقليم بعد تقديم طلب من قبل الحكومة المحلية في تلك المحافظة إلى الحكومة الاتحادية، وبعد ذلك تلتزم الأخيرة بتكليف مفوضية الانتخابات العليا بإجراء استفتاء شعبي حيال الطلب الذي يتطلب نيل 51% من الأصوات، من أجل تحول المحافظة دستورياً إلى إقليم.

وفي هذا السياق، أكد عضوان بارزان في الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الدعوة الإسلامية، وجود حراك قوي لمشروع تقسيم إقليم كردستان إلى إقليمين بدعم من كتل سياسية شيعية في بغداد ومن النظام الإيراني.

عضو حزب «الاتحاد»، «محمود علي آغا»، لـ«العربي الجديد»، عبر اتصال هاتفي من السليمانية، إن «هناك داعمين للمشروع»، معربا عن اعتقاده أن سيناريو كهذا سيكون بمثابة «حل مرّ للوضع في الإقليم ولمنع عودة أي اقتتال» داخلي. ويلفت إلى أن «أبرز الداعمين له كتل في بغداد وكذلك إيران».

من جهته، يشير قيادي في حزب الدعوة الإسلامية بزعامة «نوري المالكي»، إلى أن «المشروع صعب لكنه قابل للتحقيق بعد موافقة الإيرانيين».

ويوضح في حديث مع «العربي الجديد» أن «البرزاني أقام قواعد عسكرية أميركية وبريطانية في الإقليم وانفتح على دول الخليج وأسس مع الأتراك تحالفاً خفياً هو الأول من نوعه في التاريخ، وهذا كله بالتأكيد أزعج الإيرانيين»، مضيفا أنه بات من الضروري تحجيمه.

ووفقاً للقيادي نفسه فإن «فصل السليمانية وحلبجة وكركوك سيجعل (البرزاني) أميراً على مقاطعة صغيرة بلا تأثير».

ولفت إلى أن «السليمانية في حال فشلت في تحقيق ذلك ستتجه إلى طلب رسمي بإعادة ربطها مع بغداد كمحافظة مستقلة عن الإقليم وهذا ما يمكن وصفه بالخطة باء»، وفقاً لقول المصدر نفسه.

  كلمات مفتاحية

إيران كردستان تقسيم العراق السليمانية

كردستان يرفض اتهامات إيرانية بدعم معارضين لها بالتنسيق مع السعودية

إيران: استقلال كردستان مشروع "صهيوني" لن نسمح به ودور السعودية غير بناء