تركيا تعلن الحداد على ضحايا تفجيري إسطنبول.. و«أردوغان»: سنهزم الإرهاب

الأحد 11 ديسمبر 2016 03:12 ص

أعلنت تركيا الحداد الوطني لمدة يوم واحد، على ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا مساء السبت بمدينة إسطنبول، وأسفرا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وبحسب مرسوم عُمم على الوزرات التركية، أُعلن اليوم الأحد، حدادًا وطنيًا رسميًا في كافة أنحاء البلاد.

وبموجب التعليمات الواردة في تعميم رئيس الوزراء، سيتم تنكيس كافة الأعلام لمنتصف السارية.

وورد في التعميم المذكور أنه «بسبب خسائرنا البشرية في الهجوم الإرهابي الغاشم الذي استهدف مدينة إسطنبول في 10 ديسمبر/ كانون أول 2016، رأينا أنه سيكون من المناسب إعلان الحداد ليوم واحد في البلاد، مع تنكيس كافة الأعلام برفعها لمنتصف السارية».

ووقع التفجيران قرب ملعب «أرينا فودافون» بمنطقة بشيكطاش في مدينة إسطنبول التركية، عقب انتهاء مباراة لكرة القدم في مسابقة الدوري المحلي بين فريقي «بشيكطاش» و«بورصة سبور».

وضرب الاعتداء المزدوج منطقة سياحية في اسطنبول، تقع بين ميدان تقسيم الشهير وقصر دولمبهس الإمبراطوري السابق على الجانب الأوروبي من هذه المدينة.

وعلى إثر التفجيرين، سارعت السلطات إلى إغلاق كل المداخل المؤدية إلى الملعب، الذي انتشر بالقرب منه عشرات من رجال الشرطة مزودين بمدافع رشاشة وأسلحة ومانعين حركة المرور، بينما حلقت طائرة هليكوبتر فوق المنطقة.

من جانبه، قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إنه «كلما خطت تركيا خطوة إيجابية نحو المستقبل، يأتي الرد أمامنا مباشرة بأيدي المنظمات الإرهابية على شكل دماء ووحشية وفوضى».

وأضاف «أردوغان»: «شهدنا هذا المساء (السبت) في إسطنبول مجددًا الوجه القبيح للإرهاب المخالف لكل القيم والأخلاق، استهدف قوات الأمن والمواطنين، ومع الأسف هناك شهداء وجرحى».

كما اعتبر أن «اسم المنظمة التي نفذت الاعتداءين ليس له أي أهمية»، مضيفاً «يجب ألا يشكك أحد في أننا سنتوصل إلى هزيمة هذه المنظمات الإرهابية وأولئك الذين يقفون وراءها».

أما رئيس الوزراء «بن علي يلدريم»، فقال حول الهجوم ذاته: «لن يتمكن القتلة، من إيقاع خلل في وحدة الدولة والشعب، ولن يبعدوا تركيا عن طريق الديمقراطية والقانون».

وشدد على أن الحكومة والوزراء في حالة تأهب كاملة من أجل كشف ملابسات «الهجوم الخسيس».

تفاصيل التفجيرين 

وكان أعلن وزير الداخلية التركي «سليمان صويلو»، أعلن فجر اليوم الأحد، ارتفاع عدد قتلى تفجيري إسطنبول، إلى 29 شخصًا، مشيرا إلى أنه تم توقيف 10 أشخاص للاشتباه في صلتهم بالاعتداء.

ونقلت «الأناضول» عن الوزير التركي، في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي عقده من مدينة إسطنبول التي وصلها من أنقرة عقب الحادث، قوله إن هناك 166 شخصًا أُصيبوا جرّاء الاعتداء.

وأضاف: «لدينا 29 شهيدًا، و166 مصابًا حتى الآن جرّاء تفجيري إسطنبول الإرهابيين».

وتابع: «عاد من المصابين 20 إلى منازلهم، وحاليًا يخضع 17 شخصًا لعمليات جراحية، بينما 6 آخرون يرقدون بالعناية المركزة بينهم 3 في حالة حرجة».

وعن طبيعة الهجوم، كشف «صويلو»: «عقب انتهاء المباراة بين بشيكطاش وبورصة سبور مباشرة، وقع التفجير الأول في تمام الساعة 22.29 (19.29 تغ) عند نقطة انتظار خاصة بفرق مكافحة الشغب التابعة للشرطة، بعد أن انتهت من إخراج المشجعين من الملعب».

وتابع: «التفجير تم بواسطة سيارة مفخخة تم تفجيرها بواسطة آلية يدوية، وسقط على إثر ذلك عدد من الشهداء والجرحى في مكان الحادث».

ولفت إلى أنه «بعد 45 ثانية فقط من التفجير الأول، اشتبه رجال الشرطة في انتحاري في حديقة (ماجقة) المطلة على الملعب الذي شهد المباراة، فاتخذوا الترتيبات اللازمة للتعامل معه لكنه فجر نفسه بينهم بعد أن تم تفجير السيارة المفخخة».

وأكد «صويلو» أن «العملية الأمنية التي انطلقت عقب وقوع التفجيرين ومازالت مستمرة حتى الآن، أسفرت عن توقيف 10 أشخاص للاشتباه في صلتهم بالاعتداء».

وذكر أن عملية التوصل للموقوفين جاءت من خلال تتبع السيرة الذاتية للسيارة المفخخة بعد التحقق من هويتها.

وأوضح أن التحقيقات التي تشرف عليها الجهات المعنية جارية على قدم وساق لكشف ملابسات الاعتداء، والتوصل إلى الجهات المنفذة له في أسرع وقت ممكن.

وتعهد الوزير التركي، بمواصلة بلاده مكافحة التنظيمات الإرهابية بشكل كامل حتى القضاء عليها نهائيًا، على حد تعبيره.

وختم تصريحاته بالتأكيد أن «تركيا قادرة على تخطي الصعاب بصبر شعبها وأصالته وبسالته»، معربًا عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين، والرحمة للشهداء.

تضامن

وفي رد فعل على الحادث، أعرب أمين عام الأمم المتحدة «بان كي مون»، عن إدانته للتفجيرين.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب «ستيفان دوغريك»، المتحدث باسم الأمين العام، حيث تقدم «كي مون» بـ«التعازي لذوي ضحايا العمل الإرهابي، ولتركيا شعبًا وحكومة».

وبحسب البيان، أعرب الأمين العام عن أمله في ضبط الجناة بأسرع وقت، وتقديمهم للعدالة.

وأعرب أيضا البيت الأبيض، عن إدانته «الشديدة» للتفجيرين، وقال بيان صادر عن «نيد برايس» المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض.

وقال المتحدث في بيانه: «ندين بشكل بالغ الشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة إسطنبول، وتسبب في سقوط عدد من الأشخاص بين قتيل وجريح».  

ولفت المسؤول الأمريكي، أن الهجوم استهدف رجال الشرطة، مضيفًا: «نتقدم بتعازينا لأهالي الضحايا وللشعب التركي».

وشدد على أن بلاده «في حالة تضامن تامة مع تركيا شريكنا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ضد كافة أشكال الإرهاب الذي بات يهدد أنقرة وواشنطن والاستقرار والسلم الدوليين».

وشجبت سفارة الولايات المتحدة في أنقرة على «تويتر» ما وصفته بـ«الاعتداء الجبان» في إسطنبول، مؤكدة وقوفها «جنبا إلى جنب مع الشعب التركي ضد الإرهاب».

كما أعرب رئيس البرلمان الأوروبي «مارتن شولتز» عن «تضامنه مع المواطنين الأتراك، ومع عائلات ضحايا اعتداء إسطنبول».

كما أدان «مجلس أوروبا» الانفجار، وقال متحدث الأمين العام للمجلس «دانييل هولتاغ» في تصريح صحفي: «إننا مع كل الحكومات الأوروبية، ندين الهجوم الإرهابي الذي وقع في إسطنبول وتسبب في مقتل مدنيين أبرياء».

وأعرب «هولتاغ» عن تضامن ودعم الحكومات الأوروبية ومجلس أوروبا لتركيا، بعد الهجوم الإرهابي في إسطنبول.

بينما ندد وزير الخارجية البريطاني «بوريس جونسون»، بالتفجيرين، وقال في تغريدة نشرها الوزير، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أُدين بشدة التفجير الإرهابي بمدينة إسطنبول، وأُعلن تضامني مع المتضررين من الحادث».

وشدد على أن «المملكة المتحدة منوطة بالعمل مع تركيا في مجال مكافحة الإرهاب».

فيما أعرب وزير الخارجية الكندي «ستيفين ديون»، عن إدانته للتفجيرين الإرهابيين، وقال في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «كندا تدين الهجوم الإرهابي الدموي الذي استهدف مدينة إسطنبول».

وتابع: «قلوبنا مع ذوي الضحايا والمصابين، ومع الشعب التركي عامة».

وشهدت تركيا عددا من التفجيرات في الأشهر القليلة الماضية ألقي باللائمة في بعضها على «حزب العمال الكردستاني» وفي البعض الآخر على تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

  كلمات مفتاحية

تركيا تفجير إسطنبول الإرهاب البيت الأبيض الأمم المتحدة أردوغان

مصر تدين بشدة تفجيري إسطنبول وتدعو لتكاتف دولي لمحاصرة الإرهاب‎

ارتفاع عدد ضحايا تفجيري إسطنبول إلى 44 قتيلا بينهم 8 مدنيين