قررت الولايات المتحدة الأمريكية خفض دعمها العسكري لـ«التحالف العربي» الذي تقوده السعودية في اليمن بسبب ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في الحرب الدائرة هناك.

وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، أمس الثلاثاء، إن واشنطن وستعلق أيضا صفقة تتضمن أسلحة دقيقة الأهداف كان من المخطط تسلميها إلى الرياض.

وأوضح المسؤولون أن واشنطن ستعيد هيكلة التدريبات المستقبلية لأفراد سلاح الطيران السعودي للتركيز على تحسين دقة الاستهداف، والذي كان مصدر قلق للولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.

ويعكس القرار عدم رضا إدارة الرئيس «باراك أوباما» عن ضحايا الحرب التي تقودها السعودية في اليمن منذ مارس/آذار 2015، والتي قتل فيها 10 آلاف شخص حتى الآن وتسببت بأزمة إنسانية.

وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن عملية مراجعة فورية لدعمها للتحالف الذي تقوده السعودية حتى يتلاءم مع ما أسمته أهداف سياساتها الخارجية وقيمها، وذلك في أعقاب تنفيذ غارة في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استهدفت مجلس عزاء في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها «الحوثيون»، موقعة 140 قتيلا و525 جريحا.

وأكدت مجموعة خبراء دوليين لاحقا، في تقرير إلى «مجلس الأمن الدولي»، أن «التحالف العربي» نفذ ضربة مزدوجة ما شكل خطرا على المسعفين، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي.

وسعى المسؤولون الأمريكيون للتوضيح بأن الالتزام الأمريكي بات اليوم محدودا، وقال المتحدث باسم «البنتاغون» الكابتن «جيف ديفيس»: «إنه اعتبارا من اليوم تستمر مساعدتنا، لكنها محدودة للغاية، وتتضمن تزويد الطائرات بالوقود في الجو وتقديم مشورة محدودة حول كيفية توجيه الضربات.

وصرح المتحدث باسم «البيت الأبيض»، «جوش إرنست» أن الولايات المتحدة لن تعيد تركيز جهودها لدعم السعوديين حين يتعلق الأمر بتعزيز أمن الحدود وسلامة أراضيهم.

وقال: «سنتخذ خطوات أيضا لإعادة ترتيب تقاسم المعلومات فيما بيننا».

وأفاد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، أن مساعدة إضافية يمكن أن تركز الآن على تدريب القوات الجوية السعودية على كيفية الاستهداف.

ولم يصدر تعليق في الوقت الحاضر عن الحكومة السعودية على الموقف الأمريكي، لكن اللواء «أحمد عسيري» المتحدث باسم قوات التحالف التي تقودها السعودية في اليمن قال: «لا نعلق على تصريحات مجهولة».

وأدى النزاع في اليمن إلى مقتل أكثر من 700 آلاف شخص وإصابة زهاء 37 ألفا منذ آذار/مارس 2015، بحسب أرقام «الأمم المتحدة».