أزمة اختطاف «الجيراني» في القطيف تتواصل.. و«الداخلية»: التحقيقات مستمرة

الأربعاء 14 ديسمبر 2016 01:12 ص

تواصل الأجهزة الأمنية في محافظة القطيف، مهامها لإنهاء أزمة اختطاف قاضي دائرة الأوقاف والمواريث بمحكمة القطيف «محمد الجيراني»، التي دهخلت يومها الثاني.

وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء «منصور التركي»، إن الجهات الأمنية تواصل وبالتعاون مع المواطنين بمحافظة القطيف، في التحقيق بجريمة الاختطاف، لتحديد دوافعها وهوية المرتبطين بها، وتكثيف إجراءات البحث والتحري عنهم.

وبحسب صحيفة «الرياض»، عبرت العديد من الشخصيات والهيئات الاجتماعية عن رفضها لمثل هذه السلوكيات، وصدرت مجموعة كبيرة من البيانات المنددة بالجريمة التي وصفتها بالأولى من نوعها في المجتمع، منها بيان الشيخ «حسن الصفار» رجل الدين الشيعي، حيث قال: «لم يكن متوقعاً أن يواجه مجتمعنا مثل هذه الحوادث المرعبة، فالاعتداء على القاضي الجيراني واختطافه من أمام منزله، يعد تحولاً خطيراً في ممارسات عصابات الإجرام».

وأضاف: «نستنكر هذا العمل الإرهابي المشين»، مؤكداً أهمية أن يتعاون جميع الأهالي مع الجهات الأمنية في متابعة هذا الموضوع.

فيما قال الشيخ «عبدالعظيم المشيخص» رجل الدين الشيعي، إن «ما حدث للشيخ الجيراني يعد جريمة وسابقة خطيرة في مجتمعنا في القطيف الذي عرف عنه التدين والأخلاق ونشر الفضيلة والأمن والأمان».

وشدد رئيس نادي السلام بالعوامية «فاضل النمر»، على أن «هذه الحادثة تندرج ضمن الأفعال الإرهابية والعنف»، مضيفاً: «نحن ندين العنف من أي جهة صدر وفي أي مكان».

واستنكر 24 من مأذوني الأنكحة في دائرة الأوقاف والمواريث بالقطيف اختطاف «الجيراني»، مؤكدين في بيان له «حرمة الجريمة شرعاً، والتنديد بهذا العدوان والترويع واستنكاره أشد الاستنكار».

وقالوا في البيان: «تتحمل الجهة المختطفة كامل المسؤولية عن سلامة الشيخ»، داعين الله أن يحفظه، وأن يجنب بلدنا العزيز كيد الكائدين ومكر الماكرين.

تفاصيل الاختطاف

وفي وقت سابق اليوم، نفى عميد أسرة «الجيراني»، الشائعات المتداولة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، عن أنه تم العثور على القاضي، مقطوع الرجل وفي غيبوبة ومضروبا في الجمجمة، مؤكدا أن هذا كله غير صحيح وهدف هذه الشائعات «هو التعب النفسي لنا كأسرة الجيراني».

ووجّه عميد أسرة «الجيراني» رسالة لأبناء القطيف قائلا: «علينا أن نتحد ونتكاتف مع الجهات الأمنية لمواجهة أعداء الوطن ومهما حدث لن يثنينا عن مواصلة الدفاع عن وطننا وهذا واجب علينا ولن نترك لخفافيش الظلام وعملاء الشيطان أن يحولوا واحة القطيف لبلدة غير آمنة، ولا بد على كل مواطن أن يبلغ عن أي شخص حتى وإن كان أقرب قريب له، ابن أو شقيق أو أي شخص، الجهات الأمنية ليصلح حاله قبل أن يضيع، فهذا البلد بلدنا وسندافع عنه وسنحميه مهما كان الثمن».

وكانت أسرة الشيخ «الجيراني»، قالت إن 3 مجهولين ملثمين اختطفوه من أمام منزله في القطيف، أمس، وإنها أبلغت الأجهزة الأمنية عن اختطافه إلى جهة غير معلومة.

وبدأت الأجهزة الأمنية عمليات بحث واسعة عن «الجيراني»، الذي اختفى في ظروف قالت الأسرة إنها غامضة.

وأوضح مصدر مقرب للشيخ «الجيراني»، أن شرطة تاروت تلقت بلاغا من زوجته عن تعرضه للاختطاف من ثلاثة أشخاص تحت تهديد السلاح أثناء خروجه من منزله صباح أمس.

وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية باشرت الواقعة وبدأت البحث عن «الجيراني».

وقالت زوجة «الجيراني» للشرطة إن عملية الاختطاف تمت في الساعة التاسعة من صباح أمس، من أمام منزله في حي المزروع بالقطيف عندما كان ينتظرها في سيارته لإيصالها إلى ناد رياضي نسوي.

وأكدت أنها سمعت الشيخ يطلب العون والنجدة لإنقاذه من خاطفيه، وحين فتحت نافذة المنزل رأت ثلاثة أشخاص ملثمين يرتدون ملابس عمال يمسكون بزوجها ويدفعونه بقوة إلى داخل سيارة جيب بيضاء.

وأوضحت الزوجة، أن الأسرة لاحظت أن المنزل مراقب منذ شهر تقريبا وأن شخصا أوقف سيارة أمام المنزل قبل شهر، وتم إرسال بيانات المركبة إلى الأجهزة الأمنية.

يذكر أن مجهولين كانوا قد أضرموا النار في منزل وسيارة القاضي «الجيراني» في وقت سابق ببلدة الربيعية وحي الدخل المحدود بجزيرة تاروت.

وتسبّب الحادث وقتذاك في إصابة اثنين من أبناء القاضي واختناق عدد من أفراد عائلته، بعد أن حاصرتهم النيران قبل وصول فرقة الدفاع المدني إلى موقع الحادث التي سيطرت على النيران قبل امتدادها إلى بقية المنزل.

وعُرف عن الشيخ «الجيراني» شدته في تصريحاته الصحفية، التي دعا فيها بالأخذ على أيدي الفئة التي تحاول المساس بأمن البلاد، مشيرا إلى أن «منفذي أعمال الشغب بمحافظة القطيف هم قصر وغير راشدين ولا أحد من العقلاء والحكماء يوافقهم على أعمالهم، وهذا الأمر مرفوض من أهالي محافظة القطيف، ومن قام به هم فئة قليلة جدا ولا تمثل أهالي القطيف الشرفاء».

ويعمل الشيخ «الجيراني» قاضيا مكلفا في دائرة الأوقاف والمواريث في محافظة القطيف، ويتخذ من مكتبه مقراً لإمضاء عقود الزواج والطلاق وما يتعلق بأعمال الدائرة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجيراني اختطاف القطيف السعودية