قال مصدر أمنى مصري إن إجراءات تأمين الكنائس ودور العبادة وأماكن احتفالات عيد الميلاد المجيد هذا العام ستكون استثنائية وغير مسبوقة بسبب الحادث الإرهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية الأسبوع الماضي، موضحا أن القوات المسلحة المصرية ستتولى تأمين المنشآت المهمة والحيوية إلى جانب الشرطة.
وأضاف المصدر الأمني في حديث لصحيفة «الشروق» المصرية، الأحد أن عملية التأمين ستعتمد على تمشيط الشوارع ومحيط الكنائس بالكلاب البوليسية وأجهزة كشف المفرقعات، إضافة إلى رفع السيارات المركونة، وفحص بعض الأماكن والشقق السكنية لضمان عدم وجود مندسين في البنايات القريبة من دور العبادة، ملمحا إلى أن قوات من العمليات الخاصة ستعتلي أسطح المنازل المحيطة بالكنائس والأديرة، وأنه سيتم تعيين الخدمات السرية والنظامية.
وأوضح المصدر أنه سيتم تزويد عدد الكاميرات في بعض الشوارع ومحيط كمائن التأمين بالتعاون مع الكنائس والأديرة، والدفع بتشكيلات أمنية كبيرة بداية من 25 ديسمبر/كانون أول الحالي، ووضع البوابات الإلكترونية خصوصا أمام الكنائس الكبرى وفحص كل من يشتبه بهم، والقبض على العناصر الخارجة عن القانون.
وتابع: «وزير الداخلية اللواء «مجدي عبدالغفار» أصدر تعليمات مشددة لكل مديريات الأمن على مستوى الجمهورية بضرورة تشديد الإجراءات الأمنية وعدم السماح بحدوث أي خلل أمنى، وتفويض كل مدير أمن والسماح له بالاستعانة بالضباط والأفراد من أي إدارة، وإلغاء الراحة والإجازات في يوم الاحتفالات لضمان خروجه بشكل مشرف للأمن المصري، وعدم تعكير صفو المحتفلين».
وذكر مصدر أمنى آخر للصحيفة ذاتها، أن جميع الأجهزة المعنية ستشارك في عملية التأمين، منها «الأمن الوطني والعام والجنائي والمرور والحماية المدنية والأمن المركزي»، مطالبا المواطنين بضرورة التعاون مع أجهزة الأمن والإبلاغ الفوري عن أي حالة اشتباه لجسم غريب أو شخص يشتبه فيه للتعامل معه.
رفع درجة الاستعداد القصوى
وفى السياق ذاته، أعلنت الإدارة العامة للحماية المدنية برئاسة اللواء «مجدي الشلقاني» رفع درجة الاستعداد القصوى، وتوفير أكثر من 80 نقطة إطفاء في القاهرة والجيزة للتحرك الفوري في حال حدوث أي شيء، فضلا عن اصطفاف عدد من سيارات الإدارة بكامل طواقمها بمحيط الأديرة والكنائس، فيما أمر مساعد وزير الداخلية للنقل والمواصلات اللواء محمد يوسف، باليقظة المستمرة في المحطات.
ونوه مساعد أول وزير الداخلية لشرطة البيئة والمسطحات اللواء «صبري الجمال» إلى أن الإدارة جاهزة بكل قوامها لتأمين احتفالات الكريسماس، حال توجه المحتفلين لأي مكان في مجرى النيل على مستوى الجمهورية، ملمحا إلى أن ضباط وأفراد الإدارة متواجدون في قلب المياه لتأمين المواطنين والحفاظ على أمن المجرى المائي 24 ساعة.
من ناحية أخرى، قالت مصادر قريبة الصلة برعاة كنائس الإسكندرية من الآباء والكهنة، أنه يدرس حاليا قرارا بإلغاء احتفالات أعياد الميلاد المجيد تقديرا للظرف الراهن الخاص بحادث تفجير الكنيسة البطرسية، مشيرين إلى أن قرار إلغاء الاحتفالات يعنى إقامة قداسات الصلاة في موعدها دون تغيير، على أن تقتصر على الصلاة فقط.
وأكدت المصادر، أن الكنيسة في انتظار التواصل مع الكنيسة الأم في القاهرة، لاتخاذ ما تراه من قرار حول العيد، خاصة أن كنائس الإسكندرية لا تريد أن تبدو منفصلة أو غير منسجمة أو مستقلة عن قرارات الكاتدرائية التي تدرس هي الأخرى نفس القرار.
وقتل يوم الأحد الماضي 25 شخصا وأصيب آخرون عندما فجر انتحاري نفسه بداخل الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وأدى الحادث إلى تدمير الكنيسة.
وأعلن «تنظيم الدولة» تبنيه العملية، وقال إن منفذ الهجوم يدعى «أبو عبدالله المصري».
