«الدولة الإسلامية» يستعد لتجميع قواه في صحراء العراق لشن هجمات انتقامية

الجمعة 23 ديسمبر 2016 07:12 ص

رغم أن ميليشيات تنظيم «الدولة الإسلامية» عانت بشكل واضح من نكسات خلال الأشهر الأخيرة، حيث انسحبت من مدينة تدمر السورية لتتركها في أيدي القوات الحكومية السورية، والوقوع تحت الحصار في مدينة الرقة التي تعد عاصمتها في سوريا، إلا أنها من غير المرجح أن تنهزم تماما في المستقبل القريب.

ويعرب «حسن حسان» الخبير في شؤون الميليشيات الإسلامية بمعهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط، عن اعتقاده بأن التنظيم أجرى استعداداته منذ وقت طويل لاحتمال تعرضه للهزيمة.

وأشار «حسان» في تحليل له نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن محاولات القضاء على منظمة مسلحة سابقة على تأسيس «الدولة الإسلامية» منيت بالفشل، لأن المتطرفين فيها قلصوا معدلات خسائرهم واختفوا داخل مسارب الصحراء الواسعة الكائنة غربي العراق.

وبعيدا عن معالم الحضارة، انتظر مؤيدو تنظيم «الدولة الإسلامية» أن تتطور مجريات الأحداث لصالحهم، مع قيامهم في نفس الوقت بتأسيس خلايا في الموصل التي تسكنها غالبية من السنة.

وعندما حل صيف عام 2014 أصبحوا مستعدين، حيث استولوا على الموصل بميليشيات تضم بضع مئات من المقاتلين.

وتعليقا على التطورات المتوقعة يعرب «جويدي شتاينبرج» من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية ومقره برلين، عن اعتقاده بأن مقاتلي التنظيم قد يكونون هذه المرة بعد انسحابهم إلى الصحراء في وضع أفضل، حيث أن هناك مناطق متاحة لهم للتراجع إليها في كل من سوريا والعراق اللتين تمزقهما الحرب.

ويقول: »إنه ستكون هناك مناطق رمادية كافية متاحة لهم هناك لكي يعملوا فيها»، كما أن عملاء التنظيم تسللوا منذ فترة طويلة إلى داخل ليبيا وشبه جزيرة سيناء المصرية، حيث تضعف سيطرة الدولة في هذه المناطق.

كما يعتقد «شتاينبرج» أن الموصل التي تعد ثاني أكبر مدينة في العراق، ستستمر في كونها ميدان معركة بالنسبة لميليشيات التنظيم حتى بعد تعرضهم لهزيمة كبرى.

ومن المعتقد أن التنظيم سينتهج أساليب حرب العصابات ليهاجم أهدافا عسكرية وشرطية، كما اتضح ذلك من خلال الهجمات الأخيرة التي تنتمي لهذه النوعية ووقعت في مناطق من العراق طردت ميليشياته منها.

ويجمع المحللون على أن تنظيم «الدولة الإسلامية» لن يتعرض للتدمير بالوسائل العسكرية.

ويرى حسان أنه «لا يمكن الانتصار في الحرب على تنظيم الدولة بدون سد الفراغ السياسي والأمني الموجود حاليا في مناطق كثيرة من العراق».

ويمكن أن يؤدي الهجوم على الموصل في الحقيقة إلى توسيع شقة الانقسام بين السنة والشيعة، حيث تقوم الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران بعمليات قتالية داخل المناطق الشمالية من العراق التي تسكنها غالبية سنية، وفي حالة استمرار بقاء هذه الميليشيات في مناطق السنة رغما عن أنف سكانها بعد انتهاء مهمتها في قتال «الدولة الإسلامية»، فمن المتوقع اندلاع المقاومة السنية ضدها سريعا.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية الموصل العراق

2017.. لماذا لن تكون أفضل حـالا؟