تقرير طبي رسمي: الصحفي الجزائري «تمالت» لم يتعرض للعنف في السجن قبل وفاته

الاثنين 26 ديسمبر 2016 01:12 ص

قالت إدارة السجون الجزائرية، اليوم الإثنين، إن نتائج تشريح جثة صحفي مسجون توفي قبل أيام «تؤكد عدم وجود آثار للعنف على جسده».

جاء ذلك ردا على اتهامات من دفاع الصحفي المتوفي «محمد تمالت»، بتعرضه للضرب.

وأوضح بيان لهيئة السجون التابعة لوزارة العدل أن «تقرير تشريح جثة المرحوم محمد تمالت، والذي قام به ثلاثة أطباء، خلص إلى انعدام أي أثار عنف حديثة أو قديمة، على كامل أنحاء الجسم».

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية (الرسمية) عن بيان إدارة السجون إن «هذه الخلاصة تؤكد عدم صحة المزاعم الصادرة عن دفاع المعني، التي نشرت في بعض الصحف بخصوص سوء المعاملة والعنف الذي يكون قد تعرض له المرحوم».

وأعلنت وزارة العدل الجزائرية، في 11 ديسمبر/كانون أول الماضي، أن الصحفي «تمالت»، المسجون منذ يونيو/حزيران الماضي، بتهمة الإساءة لرئيس الجمهورية، توفي في مستشفى بالعاصمة، بعد مضاعفات صحية.

من جهتها، طالبت منظمات حقوقية محلية ودولية وأحزاب جزائرية بفتح تحقيق حول الأسباب الحقيقية للوفاة.

وصرح شقيقه «عبدالقادر تمالت» ، لوسائل إعلام، خلال جنازته، أن وفاة محمد لم تكن طبيعية، لأنه لاحظ قبل أشهر تعرضه لإصابة في الرأس، وبعدها تم منع الزيارة لفترة طويلة عن عائلته.

وحسب وزارة العدل، فإن الوفاة جاءت بسبب التهابات على مستوى الرئتين.

ولفتت إلى أن الصحفي دخل في إضراب عن الطعام منذ إيداعه السجن نهاية يونيو/ حزيران، وتم وضعه تحت العناية المركزة.

و«محمد تمالت» (42 عاما)، صحفي جزائري مقيم ببريطانيا، التي يحمل جنسيتها أيضا، ويدير من العاصمة لندن مجلة إلكترونية تسمى (السياق العربي)، واعتقل في 27 يونيو/ حزيران الماضي، بالجزائر بعد أربعة أيام من دخوله البلاد.

ووجهت إليه تهمتا الإساءة إلى رئيس الجمهورية بعبارات تتضمن السب والقذف، وإهانة هيئة نظامية، بحسب دفاعه، بسبب منشورات على صفحته على موقع «فيسبوك» هاجم فيها رئيس البلاد ومسؤولين.

وحسب صحف جزائرية فإن عائلة «تمالت ودفاعه، رفضا خلال الأيام الماضية، استلام تقرير رسمي حول نتائج تشريح جثته، وطالبوا بملفه الطبي كاملا.

واستنكرت إدارة السجون، في بيانها اليوم: «كل محاولات الاستغلال المغرض لوفاة محمد تامالت، وتمسكها بحقها في اللجوء الى القضاء وفقا للقانون».

وحسب ذات الهيئة فإن «السبب المباشر للوفاة كان نتيجة صدمة خطيرة ناتجة عن تعفن الدم، وتعطل العديد من أعضاء الجسم: الدماغ، غشاء الجنب، الرئتين، المرارة والجهاز البولي رغم العناية الطبية المكثفة».

وأضافت أن «هذه الحالة، عادة ما يتم معاينتها لدى الأشخاص الماكثين لفترة طويلة في إحدى المرافق الصحية للرعاية المركزة في حالة غيبوبة».

ومنذ أيام، قال وزير العدل الجزائري «الطيب لوح»، في تصريحات صحفية، إن «الفريق الطبي للمستشفى الذي جند للرعاية الصحية لمحمد تمالت، بذل كل ما في استطاعته لإنقاذ حياته، وتكفل هذا الفريق به لمدة حوالي 4 أشهر، لكن للأسف الشديد توفي».

وقبل سجنه نشر الراحل قصيدة أرفقها بصورة الرئيس «بوتفليقة»، ونظيره الفرنسي السابق «نيكولا ساركزوي»، وذلك على صفحته بـ«فيسبوك».

وتضمنت القصيدة ما رأته السلطات تجريحاً للرئيس الجزائري، وغمزاً له بالخضوع للرئيس الفرنسي، وبالتالي تم الحكم على «تمالت» بالسجن لعامين، مع دفع غرامة تُقدر بنحو ألفيّ دولار أمريكي بتهميّ الإساءة إلى رئيس الجمهورية، وإهانة الهيئات القضائية.

وقالت العدل الجزائرية أن كلاً من قاضي تطبيق العقوبات ومدير المؤسسة السجنية، وعدد من الأطباء النفسيين، قاموا بزيارة الصحفي الراحل «تمالت»، محاولين إثناءه عن الإضراب عن الطعام، إلا أنه أصر عليه، وأوضحت الوزارة أن الجهاز الطبي الخاص بها أجرى للراحل عملية تطعيم في السجن بداية من أغسطس/أب، لكن حالته ساءت بعد ذلك حتى تُوفي.

وفي 24 ديسمبر/ كانون أول الجاري، أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود التي تدافع عن حرية الصحافة في العالم، تقريرا حول الجزائر تحت عنوان (اليد الخفية للنظام الجزائري تطال الإعلام)، وصفت فيه وضع الإعلام فيها بالصعب والمتدهور، خاصة منذ إعادة انتخاب الرئيس «عبدالعزيز بوتفليقة» لولاية رابعة على التوالي في أبريل/نيسان 2014.

ودعت المنظمة إلى «فتح تحقيق مستقل في ملابسات وفاة محمد تمالت، ومعاقبة المسؤولين في أقرب وقت ممكن، والتوقف عن استخدام القانون الجنائي والاعتقال التعسفي والإجراءات الإدارية التعسفية لحظر وتجريم حرية الإعلام والصحافة المستقلة».

 

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الجزائر صحفي بوتفليقة