استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

2017.. لماذا لن تكون أفضل حـالا؟

الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 05:12 ص

كانت سنة 2016 مثقلةً بالمآسي على العرب، ومن يشاركهم الانتماء لهذه الرقعة الحرجة والمهمة من جغرافية المنطقة. من المؤكد أن الجميع ليسوا على الحال نفسه. لكن، لا أحد يمكنه التوقي من تداعيات ما قد يصيب جيرانه، القريبين منهم أو الأباعد، فالذي يجري في العراق أو الشام يمكن أن تصل تداعياته إلى موريتانيا أو جزر القمر.

إذ من كان يتوقع أنه سيكون للتحرّكات الاحتجاجية التي اندلعت في تونس مع أواخر سنة 2010 صدى في سورية، وأن تقلب أوضاعها رأساً على عقب.

يصعب القول إن سنة 2017 قد تكون أفضل حالاً، لأن مؤشراتٍ عديدة تدل على أن المأزق العام مرشح للاستمرار.

إذ لا يعرف إن كانت معركة الموصل يمكن أن تحسم خلال العام المقبل، أم إنها قد تستمر، وتتحول إلى حرب استنزاف للجيش العراقي ومختلف مكونات التحالف الدولي. صحيح أن موازين القوى ظاهرياً غير متوازنة، ولكن بعد مرور ثلاثة أشهر عن بداية الهجوم الكبير، لا يزال تنظيم الدولة الإسلامية يقاتل بشراسة، ويتمتع بقدرة على إرباك محاصريه واستنزافهم.

وفي حال الحسم لصالح الجيش العراقي ومن معه، فذلك قد لا يعني أن الحالة العراقية مرشحّة للاستقرار والتوافق والعيش المشترك. هناك من يعتقد إنه، في حال القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، سيرفع الستار عن مشهد جديد، عنوانه الرئيسي مستقبل سنة العراق، بعد تقسيم مدينة الموصل، وهناك في هذا الشأن أكثر من سيناريو.

أما سورياً، فقد قلبت معركة حلب موازين القوى، وغيرت المشهد العام، لكن سورية القديمة لن تعود إلى ما كانت عليه. وعلى الرغم من أن المفاوضات الثلاثية التي تجمع روسيا وإيران وتركيا ستعمل على التوصل إلى تسويةٍ سياسية، لكن هذه الدول التي نجحت في إخراج بقية الأطراف من المربع السوري لن تكون قادرةً وحدها على التحكّم في مصير السوريين، بمختلف اتجاهاتهم ومكوناتهم.

كما أن أميركا وأوروبا لن تقبلا بموقع المتفرج أو دور النادل الذي يقف عند حدود سكب الماء على أيادي بقية اللاعبين. قد تغيب الطائرات وتسكت المدافع، لكن سورية مرشحة لتبقى ضحية تنازع المصالح وتجاذبات الراغبين في أن يكون لهم موقع قديم، ليس فقط على الأراضي السورية. ولكن أيضاً داخل الخريطة الجديدة التي يجري حالياً تشكيلها من جميع اللاعبين الرئيسيين، وهي خريطة تتجاوز بكثير حدود سورية سايكس بيكو.

وتنتظر ليبيا حسماً عسكرياً يفضي إلى سيطرةٍ نهائية لأحد الأطراف المتنازعة، أو تنتظر حسماً سياسياً قائماً على التوافق وتقاسم المسؤوليات، لبناء حد أدنى من مقومات الدولة والمشروع الوطني.

لا أحد يريد أن يتنازل للآخرين. ولا أحد يستطيع أن يحسم الأمور لصالحه، من دون أن يكلفه ذلك خسائر كثيرة في الأرواح والعتاد. لهذا ستبقى السنة المقبلة محكومةً بالعوائق الهيكيلة نفسها التي جعلت ليبيا مشلولةً ومقسمةً وعاجزةً عن حلحلة أوضاعها السياسية. قد يكون الوضع الراهن مريحاً للقوى الإقليمية والدولية، وذلك في انتظار "الفرصة" التي من شأنها أن تفتح المجال لإحداث تغييراتٍ جوهريةٍ على المعادلات الراهنة.

هكذا يستمر الغموض سيد الموقف، وملازما لأي حديثٍ يتعلق بمستقبل العالم العربي. ويلاحظ هنا أننا نتحدّث عن المجال الزمني القصير الذي يشمل السنة المقبلة، فما بالك إذا تعلق الأمر باستشراف المستقبل إلى حدود سنة 2025، كما فعل معهد الدراسات الأمنية في الاتحاد الأوروبي الذي تم تأسيسه في سنة 2002.

إذ يعتقد أصحاب التقرير الذي أصدره خلال السنة الجارية أن السيناريو الأقرب لمستقبل العالم العربي هو "سيناريو الاضطراب وعدم الحسم"، حيث ستظل الدول العربية من وجهة نظرهم "غير قادرة على حل مشكلاتها الاقتصادية والسياسية والأمنية، متبعةً في ذلك أسلوب إعادة تدوير هذه المشكلات، بدلا من وضع حلول حاسمة لها، ما يعني أن المنطقة سوف تشهد مزيداً من الاضطرابات، وعدم الاستقرار على الأمد الطويل".

هذه توقعاتهم، أما أصحاب المنطقة فهم يتعاملون مع مصيرهم بالتقسيط، أي لكل حادث حديث.

* كاتب صحفي تونسي وناشط في المجتمع المدني.

  كلمات مفتاحية

2017 معركة الموصل تنظيم الدولة الإسلامية القوى الإقليمية مآسي 2016

«الدولة الإسلامية» يستعد لتجميع قواه في صحراء العراق لشن هجمات انتقامية