تقارب بين «طالبان» وموسكو وطهران يثير مخاوف واشنطن وكابول

الخميس 29 ديسمبر 2016 02:12 ص

يزيد التقارب الظاهر بين حركة «طالبان» وروسيا وإيران في الأشهر الأخيرة، المخاوف من نشوء حرب جديدة بالوكالة في أفغانستان التي تعاني من الفوضى.

وتؤكد موسكو وطهران أن اتصالاتهما مع «طالبان» تهدف فقط إلى تعزيز الأمن في المنطقة لكن الولايات المتحدة لا تخفي شكوكها إزاء الموضوع.

وصرح قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال «جون نيكولسون»، أن «موقف روسيا يستند إلى أن طالبان هي التي تحارب تنظيم داعش، وتابع نيكولسون "لا تستند الشرعية التي تنسبها روسيا إلى طالبان على وقائع بل تهدف خصوصاً إلى زعزعة الحكومة الأفغانية وجهود حلف شمال الأطلسي ودعم أطراف النزاع».

وأضاف أن «الموقف مشابه في ما يتعلق بإيران، هناك علاقات بين الإيرانيين وطالبان»، بحسب «أ ف ب».

وتقول مصادر من الحكومة الأفغانية والحركة أن روسيا باعت مروحيات إلى القوات المسلحة الأفغانية وزودت مقاتلي طالبان بدعم عسكري في الوقت نفسه.

ومن جهته، أعلن مسؤول أمني أفغاني كبير «نحن قلقون جدا إزاء شحنات الأسلحة الروسية التي تم ضبطها مؤخراً في مناطق حدودية مع طاجيكستان»، وتابع المسؤول «من شأن دعم عبر الحدود لحركة طالبان أن يزيد الوضع الأمني في شمال أفغانستان تعقيداً».

وأكد قيادي في حركة طالبان، أن المساعدات الروسية ساعدت الحركة في الاستيلاء على مدينة «قندوز» في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وكما التقى ممثلون عن الحركة مرات مع مسؤولين روس في طاجيكستان وروسيا.

وحذر المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية «صديق صديقي»، من تلك الاتصالات، قائلا «يجب ألا تقيم أي دولة اتصالات مع مجموعات تخريبية معادية لأفغانستان، إنه إساءة لضحايا الحرب، ونطالب روسيا وإيران بالعمل مع الأفغان من أجل التغلب على الإرهاب».

وأعرب دبلوماسيون غربيون في كابول بعيداً عن الإعلام عن القلق إزاء وصول العديد من القدامى، المعتادين على أساليب الحرب الباردة إلى السفارة الروسية في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين واشنطن وموسكو توتراً شديداً.

وكما أبدت كابول استياءها هذا الأسبوع خلال قمة شاركت فيها روسيا والصين وباكستان في موسكو بعد اقتراح هذه الأخيرة اعتماد مقاربة مرنة، وحذف بعض عناصر طالبان من لائحة العقوبات.

ويرى السفير الروسي في أفغانستان «ألكسندر مانتيتسكي» أن العلاقات مع طالبان تهدف إلى تعزيز أمن مكاتبنا السياسية وقنصلياتنا والأمن في آسيا الوسطى.

ومن جهته، اعتبر محلل لدى معهد «وودرو ويلسون» في واشنطن «مايكل كوغلمان»، أن أفغانستان لا يمكنها أن تتهاون إزاء المخاوف التي تبديها روسيا وإيران من تحقيق تنظيم داعش اختراقاً في أفغانستان.

وتابع «كوغلمان» أن «تنظيم داعش ربما ليس متجذراً في أفغانستان لكن الناس بدؤوا يشعرون بوجوده ويخافونه»، مضيفاً «لذلك لا يمكننا أن نستبعد أن تحاول روسيا وإيران تعزيز علاقاتها مع طالبان تحسباً».

وشهدت أفغانستان حروباً نتيجة تدخل قوى عظمى على غرار الحرب بالوكالة بين روسيا وبريطانيا في القرن 19 أو عندما كان الولايات المتحدة تدعم انطلاقاً من باكستان في ثمانينات القرن الماضي المجاهدين الأفغان الذي يحاربون الجنود السوفييت.

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان روسيا طهران واشنطن الحكومة الأفغانية

«صنداي تايمز» تكشف عن لقاء سري بين «بوتين» وزعيم «طالبان»

«ديلي بيست»: روسيا تتفاوض سرا مع طالبان للتحالف ضد «الدولة الإسلامية»

«ستراتفور»: في أفغانستان .. طالبان منقسمة لكنها لا تزال فاعلة