بداية «هشة» لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا .. وواشنطن تعتبره تطورا إيجابيا

الجمعة 30 ديسمبر 2016 04:12 ص

واجه اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا والذي توسطت فيه روسيا وتركيا اللتان تدعمان أطرافا مختلفة في الصراع بداية هشة بعد منتصف ليل الخميس بالتوقيت المحلي (2200 بتوقيت غرينتش)، في أحدث مسعى لإنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ قرابة ستة أعوام.

وأعلن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» وهو حليف أساسي لرئيس النظام السوري «بشار الأسد» وقف إطلاق النار يوم الخميس بعد إعداد الاتفاق مع تركيا التي تدعم المعارضة السورية منذ وقت طويل.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول بالمعارضة إن اشتباكات وقعت بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية على امتداد الحدود الإقليمية بين إدلب وحماة، وإنه تم سماع إطلاق نار على نحو متفرق في جنوب البلاد بعد أقل من ساعتين من سريان الهدنة.

لكن الأطراف المتحاربة توقفت على الأرجح عن إطلاق النار في الكثير من المناطق الأخرى.

وقال وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» إن الولايات المتحدة قد تنضم إلى عملية السلام فور تولي الرئيس المنتخب «دونالد ترامب» السلطة في 20 يناير/كانون الثاني.

وعبر أيضا عن رغبته في انضمام مصر والسعودية وقطر والعراق والأردن والأمم المتحدة.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن عددا من جماعات المعارضة السورية وقع على الاتفاق.

وأقر مسؤولون بالمعارضة المسلحة توقيع الاتفاق، وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر وهو تحالف فضفاض من جماعات المعارضة إن الجيش الحر سيلتزم بوقف إطلاق النار.

وعبر أحد قادة المعارضة عن تفاؤله بصمود هذا الاتفاق الذي يعد ثالث محاولة هذا العام لوقف إطلاق النار في سائر أنحاء البلاد.

وقال العقيد «فارس البيوش» من الجيش السوري الحر دون الخوض في تفاصيل: «هذه المرة لدي ثقة في جديته.. هناك معطيات دولية جديدة».

ويعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي جاء في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس «باراك أوباما» أول مبادرة دبلوماسية دولية كبيرة في الشرق الأوسط خلال عقود لا تشمل الولايات المتحدة.

انهيارات سابقة

دخل الاتفاقان السابقان اللذان توسطت فيهما روسيا والولايات المتحدة حيز التنفيذ في فبراير/شباط وسبتمبر/أيلول لكنهما انهارا خلال أسابيع فيما تبادلت الأطراف المتحاربة الاتهامات بانتهاك الهدنة وازدادت حدة القتال.

وقال «بوتين» إن الأطراف على استعداد أيضا لبدء محادثات سلام المقررة في أستانة عاصمة كازاخستان.

وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية في وقت متأخر يوم الخميس أن هذه المحادثات ستبدأ قريبا.

وستتفاوض الحكومة السورية من موقف قوة بعد أن تمكن جيشها وحلفاؤه ومنهم فصائل شيعية تدعمها إيران إلى جانب القوة الجوية الروسية من دحر المعارضة في آخر معاقلها في حلب هذا الشهر.

وأدت حملة جوية روسية منذ سبتمبر/أيلول العام الماضي إلى تحويل دفة الحرب لصالح «الأسد» وغادر آخر مقاتلين للمعارضة حلب إلى مناطق لا تزال تحت سيطرة المعارضة إلى الغرب من المدينة ومنها محافظة إدلب.

وفي دلالة على أن أحدث هدنة قد يكون من الصعب صمودها مثل سابقتيها سادت حالة من التشوش حول جماعات المعارضة التي سيشملها الاتفاق.

وقال الجيش السوري إن اتفاق الهدنة لا يشمل تنظيم «الدولة الإسلامية» المتشدد ولا المقاتلين التابعين لجبهة «فتح الشام» التي كانت تعرف باسم «جبهة النصرة» ولا أي فصائل على صلة بتلك الجماعات.

لكن مسؤولين بالمعارضة، قالوا إن الاتفاق يضم «جبهة النصرة» التي أعلنت في يوليو/تموز قطع صلتها بتنظيم «القاعدة».

وقالت جبهة «أحرار الشام» القوية إنها لم توقع على اتفاق وقف إطلاق النار وإن لديها «تحفظات» ستوضحها في الوقت المناسب.

يأتي الاتفاق في أعقاب عودة الدفء للعلاقات بين روسيا وتركيا.

واكتسبت المحادثات بشأن وقف إطلاق النار زخما بعد أن قالت روسيا وإيران وتركيا إنها على استعداد لدعمه وتبنت إعلانا يحدد مبادئ سيتعين على أي اتفاق أن يلتزم بها.

وتم تهميش واشنطن في المفاوضات الأخيرة ومن غير المقرر أن تحضر الجولة المقبلة من محادثات السلام في كازاخستان وهي حليف وثيق لروسيا.

وقال مسؤولون إن استبعاد واشنطن يبرز تنامي إحباط تركيا وروسيا بشأن سياسة واشنطن تجاه سوريا.

واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية، اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا «تطوراً إيجابياً»، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام به.

وقال متحدث الخارجية الأمريكية «مارك تونر»، في بيان إن الأنباء المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار «خلال الحرب الأهلية السورية هي تطور إيجابي».

وأضاف: «نأمل أن تقوم جميع الأطراف بتنفيذه واحترامه (اتفاق وقف إطلاق النار) كلياً».

فيما أعرب الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» عن شكره للجهات الداعمة لعملية وقف إطلاق النار في سوريا بين النظام والمعارضة، وفي مقدمتهم «بوتين».

المصدر | الخليج الجديد+ وكالات

  كلمات مفتاحية

سوريا تركيا روسيا وقف إطلاق النار المعارضة النظام السوري