فيديو.. الإعلام المصري 2016.. سقطات مهينة وتحريض ضد 3 دول وبهارات جنسية

الجمعة 30 ديسمبر 2016 05:12 ص

لغة الإثارة والتهييج كانت الأكثر هيمنة على الإعلام المصري، خلال عام 2016، مكبدة المصريين المزيد من البلبلة والتشويش، فضلا عن توريط النظام الحاكم في أزمات عدة.

من الفبركة إلى التضليل، ومن التحريض إلى تصفية الحسابات، سقطت وسائل الإعلام المصرية، المقروءة والمسموعة والمرئية في اختبار المهنية، متجاوزة في كثير من الأحيان ميثاق الشرف الإعلامي، وقواعد الرسالة الإعلامية.

عام كامل تخلله أخطاء فادحة للتليفزيون الرسمي للدولة، وخروج عن النص في العديد من البرامج الحوارية، بعدد ساعات بث يصل إلى نحو 100 ساعة يوميا وفق تقديرات إعلامية، بالإضافة إلى تحول عدد من الإعلاميين إلى «نشطاء سياسيين» يعبرون باستمرار عن وجهة نظر الأجهزة الأمنية والسيادية في البلاد؛ لتبرئة نظام الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» من مختلف الأزمات المعيشية والاقتصادية، وسط وصلات توبيخ وإهانة للمشاهدين.

التحريض ضد السعودية وقطر وتركيا

القاسم المشترك بين برامج «التوك شو» في القنوات الفضائية المصرية، كان التصعيد ضد 3 دول هي المملكة العربية السعودية، وقطر، وتركيا، وتوجيه الإهانات لحكامها وشعوبها.

الإعلامي المصري «يوسف الحسيني»، المقرب من أجهزة أمنية في البلاد، كان الأكثر تحريضا ضد المملكة العربية السعودية، مطالبا بمحاكمة حكام المملكة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في اليمن، موجها إهانات للملك السعودي ونجله، قائلا «إحنا لو رفعنا أيدينا بس.. الولد هيعيط لأبوه».

وسخر «الحسيني» في برنامجه «السادة المحترمون» على قناة «أون.تي.في» المصرية الخاصة، من الموقف السعودي باليمن، قائلا «برده اتهزموا»، مطلقا ضحكة مطولة (فيديو).

بينما شن الاعلامي المصري «محمد علي خير» هجوما عنيفا على السياسة السعودية تجاه مصر منذ تولي الملك «سلمان» مقاليد الحكم، مطالبا بإقامة علاقات مع إيران، العدو اللدود للمملكة.

ودعا «خير» في برنامجه «المصري أفندي» عبر قناة «القاهرة والناس» إلى طرد السعوديين من مصر، قائلا: «إذا كان لنا عمالة هناك فلدينا مليون وربع المليون سعودي هنا».

وخلال 2016 تبنى إعلاميون محسوبون على أجهزة أمنية في البلاد، دعوات لوقف الحج والعمرة، بدعوى توفير العملة الأجنبية، أبرزهم الإعلامي «خالد صلاح»، في برنامجه، على فضائية «النهار»، قائلا: «هل آن الأوان لتقليل أعداد المعتمرين المصريين لمواجهة تسرب العملة الأجنبية»، مضيفا: «حلقة النهاردة ممكن توفر للبلد 6 مليار دولار لو الناس وفرت العمرة السنة دى بس.. لو ثمن استقلال قرارنا قطع الإمدادات البترولية السعودية عن مصر فليكن وهنقدر نعدى الأزمة».

وأعلن «سيد علي» الإعلامي المصري الموالي لنظام الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، استعداد دول أخرى من بينها «إيران» لتزويد مصر، بالبترول، وفق شروط ميسرة.

وقال «علي»، في برنامجه «حضرة المواطن» المذاع على قناة «العاصمة» المصرية، «كل دول الخليج تطبع مع إيران إلا مصر، وإيران مستعدة أن ترسل إلى مصر كل سنة 10 ملايين حاج لزيارة المزارات الموجودة هنا، لكن مصر لا تساوم في هذه المسألة»، على حد قوله.

 سقطات أحمد موسى

بجدارة كان الإعلامي المصري «أحمد موسى» نجم الإثارة والتضليل، أعلن دعم ما سماه بـ«الجيش القطري الحر» للإطاحة بحكم أمير قطر «تميم بن حمد»، ودعا في برنامجه «على مسئوليتي» على فضائية «صدى البلد» للتظاهر أمام سفارات قطر في جميع أنحاء العالم يوم 18 أغسطس/آب الماضي، ودعم «الجيش القطري الحر».

وتصدر «موسى» خلال العام قائمة الوسوم الأكثر تداولا في «تويتر» بمصر، بعد إغلاقه حسابه بـ«تويتر» بعد استفتاء رفض إعادة ترشيح «السيسي» لولاية رئاسية ثانية، في أغسطس/ آب الماضي

التصويت أسفرت نتائجه بعد مشاركة أكثر من 20 ألف متابع لـ«موسى»، أن نسبة 81% يرفضون ترشيح «السيسي» مرة أخرى، وأن 19% فقط هم من يؤيدون هذه الفكرة، وسط آلاف من التعليقات المهاجمة لـ«السيسي» و«موسى».

ومن أخطر سقطات «موسى» خلال العام، تهليله للانقلاب في تركيا يوليو/ تموز الماضي، وإعلانه هروب الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» إلى ألمانيا، وأن ما حدث في تركيا «هي ثورة من داخل القوات المسلحة التركية»، قبل أن يثبت كذبه بفشل الانقلاب.

صحف الفتنة والفبركة  

الصحف المصرية زاحمت برامج «التوك شو» في استخدام لغة التحريض وإثارة الكراهية ضد الشعب السعودي، على خلفية قرار شركة «أرامكو» السعودية، بوقف إمداداتها النفطية لمصر.

واتهمت صحيفة «الوطن» المصرية، المعروفة بقربها من أجهزة أمنية وسيادية في البلاد، الرياض، بدعم جماعات إرهابية وتنظيمات متطرفة في المنطقة، واتهم التقرير الملك «سلمان» صراحة بالتحول من استراتيجية الحرب على الإرهاب، إلى دعمه ممثلاً فى «القاعدة» و«الإخوان» بسوريا واليمن، على حد قول الصحيفة.

ووصفت صحيفة «الأنباء الدولية» الموالية للنظام المصري، خادم الحرمين الشريفين بـ«الخائن».

وعنونت الصحيفة الأسبوعية التي تصدر في القاهرة، يوم الثلاثاء من كل أسبوع، صفحتها الأولى بمانشيت يقول «جلالة الخائن»، إضافة إلى عناوين فرعية «سلمان خالف وصايا أخيه، أوقف إمدادات البترول، وأصدر بيان التعاون الخليجي لإدانة القاهرة، وأرسل مستشاره لزيارة سد النهضة ودعم إثيوبيا».

لكن السقطة الخطيرة والمهينة جاءت أيضا من صحيفة «الوطن» المصرية، في أغسطس / آب الماضي، بنشرها خبرا غير صحيح حول «إلقاء الأجهزة الأمنية المصرية القبض على ضباط تابعين للمخابرات التركية في سيناء».

ونقلت عن مصدر مجهول الهوية أن ضباط الاستخبارات الأتراك تسللوا إلى سيناء لمعاونة تنظيم «بيت المقدس»، على حد زعمها، قبل أن تعود وتعتذر عن فبركة الخبر.

وسقط الإعلام المصري بشكل مهين خلال هذا العام، إبان تغطية أحداث الانقلاب في تركيا، وخرجت أغلب مانشيتات الصحف الرسمية والخاصة بعناوين على غير الحقيقة؛ لإظهار الشماتة في الرئيس التركي المؤيد لجماعة الإخوان، قائلة «الجيش التركي يطيح بأردوغان»، و«مظاهرات في اسطنبول مؤيدة للجيش»، و«هتافات بطول البلاد وعرضها معادية لأردوغان وحكومته»، و«أردوغان يطلب اللجوء إلى ألمانيا هو وأسرته».

«التوك توك» والكلاب

صرخة «حرام مصر يتعمل فيها كده» التي أطلقها في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، سائق «توكتوك» مصري، كانت الأكثر صخبا وتداولا، اتهم خلالها الحكومة المصرية والمسؤولين الحاليين بالتقصير في حق المواطنين باتخاذ العديد من القرارات التي تسببت في تلك الأزمات المتلاحقة.

مقطع الفيديو الذي بثه الإعلامي المصري «عمرو الليثي»، مقدم برنامج «واحد من الناس»، أثار جدلاً كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وحقق قرابة 20 مليون مشاهدة، واضطرت إدارة القناة إلى حذفه، بعد ضغوط أمنية، وقال مجلس الوزراء المصري إنه يبحث عن هذا السائق، واتخذت السلطات الأمنية قرارا بمنع سفر «الليثي» على خلفية الضجة التي أثارها سائق «التوك توك».

أما مطلع ديسمبر/ كانون أول الجاري، فقد سيطرت الكلبة «أناستازيا» على اهتمام العديد من وسائل الإعلام المصرية، إلى حد استضافتها على الهواء، وتقبيلها لمواساتها (فيديو)، بدعوى تعرضها للاغتصاب.

واستضاف الإعلامي المصري «جابر القرموطي»، خلال برنامجه «مانشيت القرموطي» المذاع على قناة «العاصمة الجديدة»، الكلبة «أناستازيا»، مع مالكتها «هايدي الصبان»، وأخذ «القرموطي» يربت على ظهر الكلبة وقام بتقبيلها مرتين، على الهواء، قائلا: «دي كلبة لذيذة خالص، في الأول والأخر دي روح، ولازم يكون فيه رحمة»، على حد قوله.

جنس وغرائب

استخدم الجنس في البرامج المصرية على نطاق واسع، تارة باستضافة راقصات، أو باستخدام ألفاظ خادشة للحياء، أو تهديد من إعلاميين لمعارضيين بعرض صور فاضحة لهم على الهواء، منهم الإعلامي «عزمي مجاهد» الذي هدد الروائي والأديب المصري «علاء الأسواني»، والدكتور «محمد البرادعي»، نائب ‏الرئيس السابق للشؤون الدولية، بعرض فيديوهات جنسية وصور إباحية لهما.

كما خاض «أحمد موسى» في برنامجه «على مسئوليتي» على فضائية «صدى البلد» معركة ضارية مع النائب البرلماني «خالد يوسف»، عارضا خلال برنامجه صورا تعكس فضائح جنسية للنائب ‏البرلماني، مؤكدًا وقتها أن لديه فيديوهات تعبر عن الفضيحة نفسها، وأنها لا تضم فتاة واحدة بل أكثر من ‏واحدة، على حد قوله.

على خط الغرائب، دخلت الإعلامية «أماني الخياط»، نافية وجود فقراء في الشارع المصري، قائلة: «مافيش حاجة اسمها بسطاء»، وطالبت في برنامجها «مباشر من العاصمة» بقناة «أون لايف» الشعب المصرى بوقف الانجاب، قائلة: «لازم نرجع نرتب أولويتنا بداية من ثقافة الإنجاب، أنت مش محتاج تثبت إنك راجل بالخلفة وأنتى مش محتاجة تثبتى أنك أنثى كاملة ولديكى رحم يستطيع أن يحمل طفل واثنين»(فيديو).

كما دعت «الخياط» المصريين إلى الاكتفاء بتناول وجبتين فقط يوميا، قائلة «اللي لسة بيدور أنه ياكل 3 طقّات بالنسبة لهذا الرجل وبمفهومه الأخلاقي دة بيأذي مشاعره»، في إشارة إلى «السيسي».

سقطات التليفزيون الحكومي

التليفزيون المصري ارتكب 6 أخطاء فادحة على الهواء مباشرة، منها إذاعة حوار أجراه الإعلامي «أسامة كمال»، مع رئيس الجمهورية «عبد الفتاح السيسي»، في 3 يونيو/ حزيران 2016 شهد خطأ جسيما بإذاعة الجزء الثاني من الحوار قبل الجزء الأول، كما قطع البث في إبريل/ نيسان الماضي 2016، عن لقاء رئاسي مع عدد من الشخصيات، بعد جملة السيسي «أنا ماعطيتش حد الإذن يتكلم»(فيديو).

وخلال إحدى النشرات الإخبارية في التلفزيون المصري، تم إجراء اتصال هاتفي بمراسل التلفزيون لتغطية إحدى الحوادث المرورية، إلا أن المراسل رد على الهواء «أنا ماعرفش أي حاجة عن الموضوع ده»، وتبين لاحقا أنه مواطن دخل بالخطأ على خط الاتصال.  

آخر سقطات التليفزيون المصري، كانت في كتابة اسم الرئيس بشكل خاطئ أثناء انعقاد أعمال القمة الإفريقية، ليكتب الرئيس «السيس»، بدلا من «السيسي»، ما أحدث تغييرا في المعنى، وضجة على مواقع التواصل، تسببت في إحالة عدد من مسؤولي قطاع الأخبار بـ «ماسبيرو»، إلى التحقيق، ليسدل الستار على جملة من الأخطاء الفادحة لواحد من أقدم تليفزيونات المنطقة والعالم منذ أكثر من 55 عاما.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإعلام المصري التوك شو ماسبيرو أحمد موسى خالد صلاح التليفزيون المصرى