«ترامب» ينخرط بنشاط في السياسية الخارجية قبل توليه الرئاسة فعليا

الاثنين 2 يناير 2017 08:01 ص

بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب»، الانخراط بشكل نشط في مجال السياسة الخارجية كما لو كان قد تقلد بالفعل المنصب الرئاسي.

وكانت العديد من ردود فعله وتعليقاته على السياسة الخارجية الأمريكية التي أبداها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مباشرة وفورية، كما أن العديد منها قوض وطغى على محاولات الرئيس «باراك أوباما» لوضع اللمسات الأخيرة على إرثه من السياسة الخارجية.

وجاء أشد انحراف لـ«ترامب» عن سياسات إدارة «أوباما»، عندما طالب علنا باستخدام الولايات المتحدة لحق النقض «فيتو» ضد قرار في «مجلس الأمن الدولي» يدين التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، فيما سمحت الولايات المتحدة بتمرير القرار من خلال امتناعها عن التصويت.

وعندما اشتكى رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، قائلا إن الإسرائيليين ليسوا بحاجة لـمحاضرة وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري عن توسيع «إسرائيل» لمستوطناتها، طالب «ترامب»، «إسرائيل» بأن تبقى قوية.

وعندما اختار الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» عدم الرد بطرد دبلوماسيين أمريكيين بسبب خلاف القرصنة الالكترونية مع البيت الأبيض، وصف «ترامب» ذلك بأنه خطوة عظيمة، مضيفا «دائما ما كنت أعرف أنه ذكي جدا!».

كما استخدم «ترامب»، «تويتر» للإعلان عن آرائه بشأن القدرة النووية للولايات المتحدة، قائلا إنها ينبغي توسيعها، الأمر الذي يتناقض مع العقيدة الحالية.

وفي اشتباك مع الصين، قال «ترامب» إنه كان يمكن لبكين الاحتفاظ بالغواصة الآلية الأمريكية غير المأهولة التي أرادت إعادتها بعد مصادرتها.

وظهر الإحباط الواضح لإدارة «أوباما» عندما أجاب نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الاتصالات الإستراتيجية «بن رودس» عن نشاط «ترامب»، قائلا: «هناك رئيس واحد فقط للولايات المتحدة حتى 20 يناير/كانون الثاني.. هذه سياسة أمريكية للحزبين منذ أمد طويل».

ويمكن أن يشكل نقل السلطة بعد الانتخابات مسألة حساسة في أي بلد، ولكن عندما يتعلق الأمر بقوة عظمى، فالبلدان الأخرى تراقب باهتمام خاص.

وليست في الولايات المتحدة أية قوانين تحكم بالضبط كيف ينبغي أن يمضي نقل السلطة قدما، الأمر الذي عمل على تعقيد الوضع.

ولا يتبع «ترامب» كذلك القواعد غير المكتوبة، ما وضع البلاد في حالة غريبة إلى حد ما، وفي الوقت ذاته، يقاتل مسؤولو إدارة «أوباما» لمنع ميراثه من التعرض لضربات كرة الهدم الخاصة بـ«ترامب».

ظاهريا، بدا انتقال السلطة يسير على نحو سلس، وسط إشارات «ترامب» إلى مدى ودية «أوباما».

ومنذ مقابلتهما المتوترة، ولكن المهذبة، في البيت الأبيض بعد يومين من الانتخابات، لم يكل «أوباما» من التشديد على كم هو مهم بالنسبة له حدوث انتقال سلمي.

وقال إن حقيقة أن هناك رئيسا واحدا فقط هي إحدى الوظائف الحيوية للديمقراطية بنفس أهمية الحضارة والتسامح والالتزام بالمنطق، والحقائق والتحليل.

وذكر المتحدث باسم الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، «شون سبايسر»، أن «ترامب» ليس الشخص الذي يجلس وينتظر، حتى في مواجهة الانتقادات لرغبته في التحرك قبل الأوان.

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة ترامب أوباما السياسة الخارجية