استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الشرق المتخيل

الخميس 5 يناير 2017 10:01 ص

ما عكف عليه إدوارد سعيد في «الاستشراق» هو «فضح» الصورة النمطية للشرق في أذهان الغربيين، ورغم أن نقداً وجه لسعيد حول وضعه لكل المستشرقين في سلة واحدة، كما لاحظ ذلك صادق جلال العظم ومهدي عامل وآخرون سواهما، لكن تظل أطروحة أدوارد سعيد تحمل الكثير من أوجه الوجاهة والتماسك.

من نجوا من هذه الصورة النمطية للشرق ليسوا سوى قلة من المستشرقين والمفكرين الغربيين، ممن امتلكوا بصيرة أبعد، وتمكنوا من التعرف على الشرق في عمقه، لا في المظاهر الخارجية.

والحديث لا يدور عن المستشرقين وحدهم، وإنما عن الرأي الجمعي في الغرب تجاه ما يمثله الشرق، ومن ذلك ما لاحظه إدوارد سعيد من أن القراء الأمريكيين لا يعرفون من الشرق سوى جبران خليل جبران، فقط لأنه كتب بالإنجليزية، ولو أنه بقي في لبنان ولم يهاجر إلى أمريكا ما كانوا سيعرفون اسمه.

قبل سنوات ترجم الدكتور خليل أحمد خليل من الفرنسية كتاب تييري هنش «الشرق المتخيل»، الذي يكاد يذهب فيه إلى ما ذهبه إدوارد سعيد، فالشرق في أذهان الغربيين جامع لكل «الكليشيهات» ومرادف لكل ما له صلة بالغرابة، فهو من جهة أكثر حكمة، ومن جهة أخرى أكثر جنوناً، وأكثر زهداً وأكثر شهوانية، وأكثر فظاظة وأكثر لباقة.

الشرق بالنسبة للغربيين قابع في الأذهان، في تصوراتهم المتناقضة عنه، لا عنه كما هو حقيقة، فبمقدار ما يثيره الشرق من تصورات أسطورية حول عالم موغل في القدم، جذاب وساحر وغريب، وفيه نشأت الحكمة الإنسانية الأولى: في حضارات الهند والصين ومصر وغيرها، فإنه أيضاً مبعث الجهل والتخلف والعدوانية.

يريد الغرب أن يقدم الصورة معكوسة. لا لأن تاريخ الشرق خالٍ من الحروب والغزوات، ولكن الشرق كفّ ومنذ زمن، كمنظومة دول، عن أن يشكل خطراً على الغرب.

إنه ومنذ أمد طويل في وضع الضحية لسياسات استعمارية، ما زالت مستمرة، بصرف النظر عن الصور التي تتجلى بها في عالم اليوم، حيث سيادات البلدان النامية مستباحة من الغرب، رغم أنها مستقلة وعضوة في المنظمة الدولية الأكبر في العالم.

هذه الاستباحة للسيادة ليست بالضرورة ذات طابع عسكري، مع أن هذا حدث في أفغانستان والعراق وليبيا وبلدان إفريقية، لكنها، أيضاً، استباحة تتزيا بأزياء اقتصادية وثقافية، هي، في الجوهر، نفي لفكرة التكافؤ في العلاقات الدولية بين دول مستقلة ذات سيادة.

تبلغ مساحات دول في آسيا وإفريقيا أضعاف مساحات دول أوروبية متطورة، ولكن الغرب يريدها أن تظل في دور التابع المجرور إلى عربة الرأسمال العالمي الذي مركزه في الغرب، ويراد له أن يظل هناك مؤبداً.

* د. حسن مدن كاتب بحريني

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

الشرق الأوسط الشرق الاستشراق الاستعمار الغرب الرأسمالية