برلماني مصري: السعودية لا تقدر حجم مصر .. وقطر تعلن الحرب ضدنا

السبت 7 يناير 2017 12:01 م

اعتبر برلماني مصري بارز، زيارة السعودية إلى سد النهضة، بمثابة عدم تقدير من الرياض لدور وتاريخ القاهرة، في الوقت الذي وصف زيارة قطر إلى أديس أبابا بأنها إعلان حرب.

وقال «مصطفى الجندي»، رئيس لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب (البرلمان)، إن هناك علامات استفهام كثيرة من زيارة السعودية إلى إثيوبيا، وهناك عدم تقدير سعودى لحجم مصر الحقيقي.

وفي تصريحات لصحيفة «الوطن» المصرية، أوضح «الجندي»، أن مصر ليست دولة فقيرة، والمصريين ليسوا فقراء، و«المصرى ماينفعش يكون له كفيل، المصرى اتخلق عشان يكفل».

وأضاف: «لا يجوز أن يكون جيش مصر، صاحب التاريخ الذى يمتد آلاف السنين، له قيادة خارجية أو غير مصرية، لأن مصر في أي تحالف تكون هي الأهم، والخبرات السياسية والعسكرية المصرية مهمة جداً، وهي لا تُهدّد، وهي أكبر من أن يهددها أحد».

وعلى الرغم من إقرار البرلماني البارز، بحق السعودية وقطر في زيارة إثيوبيا، إلا انه قال: «إنما تزور السد وتتصور جنبه، فإنها رسالة ما»، مضيفا: «مهما كان الاختلاف بين مصر وأى دولة أخرى فيما يخص الوضع فى اليمن أو سوريا، فإن دول الخليج لديها سفارات فى إيران وعلاقات دبلوماسية على مدار السنوات الماضية، في حين أن مصر ليس لها هذا الوجود مع إيران، فهل تقبل السعودية في خلافها مع مصر، أن تذهب مصر وتفتح علاقات مع إيران، وعقد اتفاقيات معها، وبالمناسبة إيران مستعدة وتتمنى عودة علاقاتها بمصر».

وفيما يتعلق بالزيارة القطرية، قال «الجندي»: «العداوة والحرب الآن معلنة، وقطر أعلنت الحرب على مصر، أعلم أن السعودية لها استثمارات منذ فترة طويلة فى إثيوبيا، ولكن تحركات قطر معلنة، وهي تعتبر ذلك إعلان حرب على مصر، ومصر ليست صامتة ومن المؤكد أننا مش ساكتين».

يأتي هجوم النائب المصري، رغم نقله قبل أيام، عن وزارة الخارجية قولها إنه لا يوجد تمويل مباشر من قبل قطر أو السعودية لسد النهضة.

وكانت صحيفة «الأهرام» الحكومية المصرية، قالت الشهر الماضي، إن قطر توظف أزمة «سد النهضة» الإثيوبي، في سياق التوتر الحاصل بين القاهرة من جهة والرياض والدوحة من جهة أخرى.

والشهر الماضي، زار وزير الخارجية القطري «محمد بن عبد الرحمن» إثيوبيا، بعد حضوره الاجتماع الوزاري للجامعة العربية في القاهرة، وهي الزيارة التي أثارت قلق القاهرة بشأن التأثير على إثيوبيا في قضيتها مع مصر بخصوص «سد النهضة» الذي تخشى مصر أن يقلص من حقوقها التاريخية في مياه النيل، بما ينعكس سلبا على خطط التنمية بها، وربما يمتد التأثير ليطال نصيب المواطن العادي من حصته من مياه الشرب.

هذا ولاقت زيارة مسؤول سعودي بارز لسد النهضة الإثيوبي، غضبا في الأوساط السياسية والإعلامية في مصر.

ووجهت صحف مصرية، انتقادات حادة للرياض، مشككة في نوايا زيارة مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي «أحمد الخطيب»، سد النهضة في إطار زيارته الشهر الماضي لإثيوبيا بعد أيام من زيارة أخرى لوزير الزراعة «عبد الرحمن بن عبدالمحسن الفضلي» لأديس أبابا.

واعتبرت صحف ومواقع محلية حكومية وخاصة، الزيارتين بمثابة «مرحلة من المكايدة والانتقام وسابقة خطيرة»، بحسب وكالة أنباء «الأناضول».

وتتخوف القاهرة من تأثير سد النهضة على حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن السد سيمثل نفعًا له خاصة في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضررًا على السودان ومصر.

والعلاقات بين الدوحة والقاهرة متوترة منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/ تموز 2013 على «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر؛ بسبب موقف قطر الرافض للانقلابات.

ورغم مساندة العاهل السعودي السابق، الملك «عبدالله بن عبدالعزيز»، للنظام في القاهرة بعد الانقلاب ودعمه ماليا وسياسية، إلا أن العلاقات بين مصر والسعودية في عهد الملك «سلمان بن عبدالعزيز» تأزمت على خلفية عدة مواقف مصرية، من بينها موقع نظام «عبدالفتاح السيسي» الداعم لنظام «بشار الأسد» في سوريا، بينما تدعم الرياض المعارضة المناهضة لـ«الأسد».

وتمر العلاقات السعودية المصرية بأسوأ أطوارها منذ الانقلاب، إذ أخذ كل فريق بالتلويح بالأوراق البديلة التي يملكها في وجه الآخر، فيما باتت خريطة التقارب بين الدول الإقليمية الكبرى (مصر والسعودية وتركيا وإيران) آخذة في التشكل من جديد في ضوء المعطيات الجديدة.

وجاء فشلُ محاولاتِ الوساطة التي سعَت إليها بعض دوَل الخليج، من بينِها الإمارات والكويت والبحرين، للإصلاحِ بين مصر والسعوديّة، ليؤكِّدَ انعدامِ الثقةِ الشديد بين البلدين، وذلك بعد عدّةِ أشهرَ فقط، بدا فيها كأن تحالُفًا استراتيجيًّا يجمعهما.

ورجح مراقبون تصاعد التوتر في العلاقات الخليجية المصرية خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن الوزن الاستراتيجي للدول النفطية قد تراجع لدى القاهرة بعد الاتفاق النووي الغربي مع إيران، وتوقيع «الكونغرس» قانون «جاستا»، وانهيار أسعار النفط، بشكل دفع مصر للبحث عن حلفاء جدد، ربما تتوفر لديهم كميات من «الرز» قادرة على انتشال الاقتصاد المصري من أزمته.

ويرى محللون أن حكام الخليج تخلوا عن «السيسي» الذي لم ترضيهم بوصلته أو عدم تحديد بوصلته بتعبير أدق، لذلك من الطبيعي أن تتوقف مساعدات مالية أو منتجات بترولية كانت تأتي في وقت ما من الرياض للقاهرة، خصوصا في ظل حكم براجماتي يمثله الملك «سلمان».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر قطر السعودية سد النهضة البرلمان إعلان حرب الخارجية