مركز الدراسات الاستراتيجية: 12 ملفا ساخنا على مائدة «ترامب» في الشرق الأوسط

السبت 7 يناير 2017 11:01 ص

يواجه «ترامب» مجموعة رئيسية من التحدّيات في الشرق الأوسط. بعضها من الواجب التعامل معها سريعًا، والبعض الآخر سيستغرق سنوات وربّما عقود. لا يوجد خيار سياسي سهل أو جيد للولايات المتّحدة، ولا يوجد سبيل لتجنّب المخاطر الجسيمة. وبعض هذه التحدّيات واضحة كنتيجة منطقية لصعود تنظيم الدولة وإرث الغزو الأمريكي للعراق، وتهديدات إيران وسباق التسلح في الشرق الأوسط، والأدوار الجديدة لدول مثل روسيا وتركيا في المنطقة، ومجموعات المشاكل المتنامية بسبب القتال الدائر في العراق وسوريا وليبيا واليمن.

ومع الدقائق الأولى لـ«ترامب» في الرئاسة، سيتعين على الولايات المتّحدة التعامل مع 12 على الأقل من التحديات الكبرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يقدم مركز الدراسات الاستراتيجية توصياته للإدارة الجديدة للتعامل مع هذه التحديات كما يلي:

(1) إعادة بناء شراكتها الاستراتيجية مع حلفائها العرب. وكانت الولايات المتّحدة تتمتّع بعلاقات عسكرية ودبلوماسية وتجارية جيدة ومواجهة مشتركة ضد الإرهاب مع الحلفاء العرب، لكنّها أضرّت بتلك العلاقة بسبب العلاقة الجديدة مع إيران. كما يجب الوضع في الاعتبار تأثير انخفاض عائدات النفط بنسبة تقارب 50% على قدرة التسليح للدول العربية وقدرتها على التعامل مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة.

(2) تقرير مستوى الالتزام بالدفاع عن الخليج ضد إيران، والتعامل مع التحدّيات الإيرانية. وتشمل هذه التحدّيات الجهود التوسّعية الإيرانية في اليمن والعراق وسوريا، وكذلك عدم الوثوق بالتزام إيران بالاتفاق النووي.

(3) إعادة تشكيل جهود مكافحة الإرهاب لقتال فلول تنظيم الدولة، والمجموعة الكاملة من التهديدات الأخرى من قبل «التطرف الإسلامي» في المنطقة.

(4) البحث عن إجابة لخلق حالة مستقرة للحياة بعد الحرب الأهلية السورية. فسوريا واحدة من أسوأ التحدّيات التي تواجه الولايات المتّحدة. فنصف سكان سوريا الآن مشردون ولاجئون، ومن المستحيل رغم كل الجهود السياسية والدبلوماسية أو العسكرية، أن يأتي الاستقرار دون إعطاء هؤلاء الأمل في العودة من جديد لحياتهم الطبيعية.

(5) مساعدة العراق على إيجاد نوع ما من الحل لما بعد التوتّرات التي أحدثها تنظيم الدولة والانقسام الطائفي بين السنّة والشيعة والعرب الأكراد في البلاد. ولا يجب إغفال التهديد القادم للعراق من سوريا غير المستقرة، والضغوط المتضاربة على العراق من قبل إيران وتركيا والدول العربية الأخرى.

(6) التعامل مع الصراع في اليمن، والكارثة الإنسانية المتفاقمة التي تزيد هناك يومًا بعد يوم، والتحدّيات لخلق استقرار وأمن دائمين. ويعدّ التحدّي في اليمن بجانب التحدّي السوري من أكثر التحدّيات المستعصية التي تواجه الولايات المتّحدة.

(7) مواجهة الدور الروسي في سوريا ونفوذها المتوغّل في المنطقة. وليس من الواضح إذا ما كانت الولايات المتّحدة ستجد طريقة فعّالة للحدّ من نمو النفوذ الروسي في سوريا أو تأثير التدّخل الروسي في التصوّرات الإقليمية ذات الأهمية الاستراتيجية المتنامية. ومع ذلك قد تكون هناك فرصة للحدّ من دورها كمزوّد لالأسلحة للعديد من البلدان، كما يمكن تصعيد الأمر بالضغط أفقيًا على روسيا في أوكرانيا، كما فعلت روسيا في سوريا.

(8) إعادة هيكلة علاقتها مع «أردوغان» وتركيا في مرحلة ما بعد الانقلاب، فقد أصبحت علاقة تركيا و«أردوغان» بالولايات المتّحدة وأوروبا متوترة بشكل متزايد ومطّرد مع تدخلّها النشط في سوريا والعراق.

(9) مساعدة مصر في تحقيق الأمن، لكن مع التأثير عليها للتحرك باتجاه التعافي الاقتصادي والنمو، وتقليل مستوياتها الحالية من القمع والتدابير الأمنية المتطرّفة. فمصر تبقى الدولة العربية الأكبر وشريكًا أمنيًا رئيسًا وفّرت للولايات المتحدة حقوق النقل الجوي اللازمة وعبر قناة السويس. وسيتعين على الولايات المتّحدة أن تساعد مصر أيضًا في جهودها لمواجهة المتطرفين في سيناء.

(10) مساعدة حلفاء آخرين مثل الأردن والمغرب وتونس للتحرك باتجاه الأمن والاستقرار. ولا يمكن للولايات المتّحدة أن تركز فقط على الدول أصحاب المشاكل اليوم. فهي في حاجة لمنع وقوع حلفائها الإقليميين الآخرين في اضطرابات سياسية، ودفعهم لخلق تقدمٍ وإصلاحات اقتصادية، وإنشاء هياكل أمنية فعّالة.

(11) التنفيذ الكامل للاتفاقيات الأمنية الجديدة مع (إسرائيل)، لكن مع اتّخاذ قرار أيضًا بشأن متابعة حلّ الدولتين والفصل بين (إسرائيل) وفلسطين. ولا يبدو الحل الدبلوماسي قريبًا من قبل الجانبين، ومع انشغال الدول العربية في مشاكلها الأمنية الخاصة أيضًا. ولا بد من تجنّب إغفال القضايا الأخرى التي تمسّ أمن (إسرائيل)، مثل التهديدات القادمة من سيناء.

(12) إعادة الحسابات فيما يتعلق بالأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عصرٍ أصبحت فيه الولايات المتّحدة أقل اعتمادًا على استيراد النفط بشكل مباشر، لكن أكثر اعتمادًا بدلًا من ذلك على استمرار استقرار ونمو الاقتصاد العالمي، والتدفق المستقر لصادرات النفط والغاز من المنطقة إلى أوروبا وآسيا. ولم يعد من الكافي الأحاديث الغامضة حول المصالح الأمنية الحيوية. بل تحتاج الولايات المتّحدة إلى تحليل السياسات بشكل واسع لتحديث السياسات والتصورات فيما يتعلق بالتدفق الآمن لصادرات النفط الخليجية.

ويرى المركز أن من شأن قائمة التحدّيات هذه أن تكون من الصعوبة بمكان في أي وقت، لكنّ الولايات المتّحدة تواجه أيضًا احتياجاتٍ محلية كبرى إلى جانب التحدّيات الأجنبية الأخرى في التعامل مع روسيا وأوروبا، ومع الحرب في أفغانستان، وصعود الصين، والقضايا الأمنية في آسيا. كما أنّه من الواضح جدًا من الماضي القريب أنّ الولايات المتّحدة لا يمكنها توقّع أين ومتى ستبرز تحدّيات جديدة في أي من هذه المناطق.

وبنفس القدر من الأهمية، يرى المركز أنه لا توجد خيارات «جيدة» أو بسيطة مفتوحة أمام الولايات المتّحدة في هذه الحالات الاثنا عشر. فوراء كل حالة تقف قوى تعني أنّها قد تظل موجودة إلى ما بعد فترة الرئيس الأولى. وبعض الحالات متسمرّة بالفعل منذ عقود.

ترث إدارة «ترامب» قائمة من المشاكل المعقّدة التي يتعيّن عليها التعامل معها في وقتٍ واحد، وكلها تنطوي على «ألعاب طويلة» ذات مخاطر جسيمة. ولا يوجد مكان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للسلبية أو إيجاد حلول سهلة وسريعة وخاطئة.

  كلمات مفتاحية

ترامب الولايات المتحدة الشرق الأوسط السعودية إيران مصر روسيا اليمن سوريا

3 مصالح استراتيجية للولايات المتحدة مع دول الخليج