سوريا.. اتفاق بين النظام والمعارضة على إصلاح محطات المياه في وادي بردى

الأحد 8 يناير 2017 05:01 ص

شهدت منطقة وادي بردى قرب دمشق، أمس السبت، هدوءا على خلفية اتفاق بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة على السماح بدخول فرق صيانة لإصلاح الأعطال في محطات ضخ المياه التي تغذي العاصمة السورية منذ توقف الإمداد عنها في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وبدت التهدئة ثمرة لجهود قامت بها روسيا، التي أرسلت وفدا مساء أول أمس الجمعة، إلى وادي بردى ويفترض أنه تفاوض هناك مع ممثلي الفصائل أو وسطاء فيها.

وكانت فصائل المعارضة تهدد منذ أيام بإنهاء وقف النار الشامل الساري في عموم سوريا، إذا لم توقف القوات النظامية ومعها «حزب الله» اللبناني الهجمات التي تستهدف هذه المنطقة التي توصف بأنها «خزان مياه دمشق».

وأعلن «الإعلام الحربي» لـ«حزب الله»، مساء الجمعة الماضي، أن وقفا للنار طبق لساعات عدة في منطقة وادي بردى في ريف دمشق، وأنه انتهى بعد خروج الوفد الروسي الذي دخل المنطقة من أجل إيجاد بعض الحلول.

وأعلن الحزب لاحقا التوصل إلى هدنة لوقف النار في وادي بردى تبدأ التاسعة صباح أمس السبت، وإدخال فريق صيانة إلى نبع الفيجة، ليتم بعدها استكمال المفاوضات، وهو أمر كان يفترض حصوله فعلا خلال نهار أمس السبت.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه كان من المنتظر أن تدخل في أي لحظة ورشات الصيانة للبدء في إصلاح محطات ضخ المياه في نبع الفيجة.

ولفت إلى أن الورشات وصلت منذ صباح أمس السبت، إلى مناطق سيطرة قوات النظام في وادي بردى، وتنتظر تأمين دخولها إلى منطقة وادي بردى ومنطقة عين الفيجة للمباشرة بعملية تقييم الأضرار وإصلاحها.

وأفاد المرصد، في هذا الإطار، بأن طرفي القتال توصلا إلى اتفاق ينص على إعادة ضخ المياه من نبع عين الفيجة ووادي بردى إلى دمشق، قبل البدء بتنفيذ بقية البنود الواردة فيه، على أن يتحمل كل جانب مسؤولية عرقلة الاتفاق أو إعاقة تنفيذ بنوده.

ولفت المرصد إلى أن الاتفاق الذي أعده وسطاء في وادي بردى يقوم على تحييد المياه عن أي اشتباكات أو اقتتال، وإدخال ورشات صيانة لإصلاح النبع ومضخات المياه، وإعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، لإثبات أن الفصائل ليست هي من قطع المياه عن العاصمة.

وجاء في الاتفاق الذي نشره المرصد: «يعفى المنشقون والمتخلفون عن الخدمة العسكرية لمدة 6 أشهر، وتسليم السلاح المتوسط والثقيل والخفيف، وتسوية أوضاع المطلوبين لأي جهة أمنية كانت، وعدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى ابتداء من بسيمة إلى سوق وادي بردى، وبالنسبة إلى المسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب مع عائلاتهم، بالنسبة إلى مقاتلي وادي بردى من يرغب منهم بالخروج من المنطقة يمكن خروجهم إلى إدلب بسلاحهم الخفيف، عدم دخول الجيش إلى المنازل، دخول الجيش إلى قرى وادي بردى ووضع حواجز عند مدخل كل قرية، عبر الطريق الرئيسية الواصلة بين القرى العشر، ويمكن أبناء قرى وادي بردى من المنشقين أو المتخلفين العودة إلى الخدمة في قراهم بصفة دفاع وطني ويعد هذا بمثابة التحاقهم بخدمة العلم أو الخدمة الاحتياطية، نتمنى عودة الموظفين المطرودين إلى وظائفهم».

ويشهد وادي بردى منذ 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، معارك مستمرة بين القوات النظامية وحلفائها وبين الفصائل المعارضة، إثر بدء الطرف الأول هجوما للسيطرة على المنطقة التي تمد سكان دمشق بالمياه.

وأعلن التلفزيون الرسمي السوري بالفعل أمس السبت، أن ورش الصيانة وصلت إلى المنطقة الواقعة على بعد 15 كلم شمال غربي دمشق، وهي جاهزة للدخول للبدء بعملية الإصلاح.

وتوصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق لوقف للنار يمهد الطريق أمام إجراء مفاوضات سلام الشهر الجاري.

ويسود الهدوء على جبهات عدة في سوريا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، غير أن الهدنة انتهكت مرارات بفعل القتال الدائر في منطقة وادي بردى.

وتسببت المعارك وفق المرصد، بتضرر إحدى مضخات المياه الرئيسية ما أدى إلى قطع المياه عن العاصمة منذ أكثر من أسبوعين.

وتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه، في وقت شددت «الأمم المتحدة على أن أعمال التخريب والحرمان من المياه تعد جرائم حرب.

وقالت «الأمم المتحدة»، الخميس الماضي، إن في دمشق وحدها 5.5 ملايين شخص حرموا من المياه أو تلقوا كميات أقل لأن موارد وادي بردى غير قابلة للاستخدام بسبب المعارك أو أعمال التخريب أو الاثنين معا.

وعملت روسيا وتركيا بشكل وثيق حيال النزاع السوري، وتوصلتا إلى اتفاق الشهر الماضي يتيح للمدنيين والمقاتلين مغادرة حلب في شمال البلاد.

وتسعى موسكو وأنقرة من خلال الهدنة إلى تمهيد الطريق أمام محادثات سلام مرتقبة الشهر الجاري في عاصمة كازاخستان، لكن المعارك في وادي بردى دفعت الفصائل إلى تجميد أي محادثات تحضيرية للقاء آستانة، متحدثة عن «خروقات» للهدنة من النظام.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

سوريا النظام المعارضة دمشق وادي بردى المياه حزب الله