«يلدريم»: تركيا وكردستان العراق يهدفان لمحاربة التنظيمات الإرهابية

الأحد 8 يناير 2017 12:01 م

قال رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» أثناء لقائه رئيس إقليم كردستان العراق «مسعود بارزاني» إن لدى الجانبين هدفا مشتركا وهو القضاء على التنظيمات الإرهابية.

وأضاف «يلدريم» في مؤتمر صحفي عقد الأحد في العاصمة أربيل أنه "مهما غيرت التنظيمات الكردية أسماءها فهي إرهابية وتتبع لحزب العمال الكردستاني"، وسواء نقول داعش أو PKK (حزب العمال الكردستاني) أو فتح الله كولن فكلها منظمات إرهابية لا تضر تركيا فقط وإنما تضر كل المناطق والعراق وسوريا أيضا».

وقال «يلدريم»«لا يمكن القبول أبدا بهجمات PKK (حزب العمال الكردستاني) على تركيا انطلاقا من الأراضي العراقية، وسيتم اتخاذ كل ما يقتضيه الأمر في هذا الخصوص، وكذلك لا يمكن على الإطلاق قبول تمدد هذه المنظمة الإرهابية إلى الشرق وتمركزها في سنجار».

كما أكد «يلدريم» أن بلاده لن تسمح إطلاقا لتنظيم (ب ي د) (حزب الاتحاد الديمقراطي)، بفرض سياسة الأمر الواقع شمال سوريا.

واتهم تنظيم (ب ي د) بتهجير السكان المحليين من العرب والأكراد من ديارهم شمال سوريا، وفرض سيطرته على المنطقة.

 وأشار «يلدريم» إلى ضرورة تجاوز كل العقبات التي تحول دون تعزيز التعاون الاقتصادي بين تركيا والعراق.

من جهته، اعتبر رئيس إقليم كردستان «مسعود بارزاني»، أن زيارة رئيس الوزراء التركي إلى أربيل تمثل دعما لكردستان، مشيرا إلى أن الإرهاب في المنطقة على وشك الزوال.

وعقد رئيس الوزراء التركي ورئيس وزراء الإقليم الكردي في العراق، «نجيرفان بارزاني»، اجتماعا برئاستهما، على مستوى الوفود بمدينة أربيل.

وذكرت الأناضول، أن الاجتماع كان مغلقا وعقد بمقر رئاسة وزراء الإقليم بأربيل.

وكان رئيس الوزراء التركي قد وصل إلى أربيل في ساعة متأخرة من السبت قادما من بغداد، حيث أجرى مباحثات مع رئيس الجمهورية «فؤاد معصوم» ورئيسي الوزراء «حيدر العبادي» والبرلمان «سليم الجبوري»، تضمنت موضوع القوات التركية في بعشيقة والاتفاق على انسحابها.

وضم الوفد التركي وزراء الدفاع، والطاقة، والاقتصاد، والتجارة والجمارك، والتربية، ومدير جهاز المخابرات.

العلاقات التجارية

وذكرت مصادر إعلامية مقربة من حكومة الإقليم، أن جدول زيارة رئيس الوزراء التركي، وهي الأولى له إلى أربيل منذ توليه رئاسة الحكومة، يتضمن لقاء رئيس الإقليم، ورئيس الوزراء ومسؤولين في الحكومة، وستتركز اللقاءات على بحث العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية، إضافة إلى الملف الأمني والحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وكان مستوى التبادل التجاري بين إقليم كردستان وتركيا في 2013 عند 12 مليار دولار، قبل أن يشهد تراجعاً بسبب الأزمة الاقتصادية في الإقليم، والحرب ضد الدولة الإسلامية إلى 8 مليارات، ثم الى نحو 5 مليارات دولار.

وتستقبل السوق العراقية نحو 6% من مجموع البضائع التركية، فيما تشكل الصادرات التركية نسبة 37% من مجموع واردات إقليم كردستان من الخارج.

ويرتبط إقليم كردستان العراق بعلاقات مميزة مع تركيا والغرب بوجه عام، بخلاف الحكومة الاتحادية العراقية ببغداد، التي تهتم بإقامة علاقات وثيقة بإيران، وقد وقع الإقليم عقوداً عديدة في مجالات الطاقة والنفط والغاز، بينها عقد طويل الأمد يمتد لخمسين سنة في قطاع النفط، وعقد ثانٍ للتعاون بمجال الغاز يمتد لفترة 26 سنة.

يضاف إلى ذلك، فتح سوق الاستثمارات والمقاولات أمام الشركات والمستثمرين الأتراك، وقد انعكست العلاقات بين الجانبين في تقديم الحكومة التركية قروضاً للإقليم خلال عامي 2015 و2016، وصلت إلى مبلغ مليار و150 مليون دولار لمساعدته على تجاوز أزمته المالية.

وتشكل الشركات التركية نحو نصف الشركات الأجنبية العاملة في الإقليم وعددها في الوقت الحالي 1350 شركة، تعمل بمجالات مختلفة أبرزها الاستثمار والمقاولات والتجارة والنفط.

ويصدر إقليم كردستان العراق منذ 2014 النفط المنتج في الإقليم إلى الأسواق العالمية عبر تركيا، بواسطة خط أنابيب يمتد إلى البحر المتوسط بجنوب شرق تركيا.

ويتطلع الإقليم إلى الاستحواذ على نسبة من سوق الغاز الطبيعي في تركيا، بعد إكمال أنبوب لنقل الغاز العام المقبل، يصدر من خلاله 20 مليار متر مكعب سنوياً.

ويعد ملف التصدي لحزب العمال الكردستاني التركي المعارض للحكومة التركية من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين أنقرة وأربيل، حيث تتقارب سياسة الجانبين تجاه تلك الجماعة التي تصنفها أنقرة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة كجماعة إرهابية.

ومثلما تثير تلك الجماعة المسلحة القريبة حالياً من سياسات المحور الإيراني – الروسي، مشاكل في تركيا، وتخوض حرب عصابات ضد القوات الأمنية التركية بجنوب شرق البلاد، تشكو سلطات إقليم كردستان العراق أيضاً من تأثيرات سلبية يمارسها مسلحو العمال الكردستاني على الإقليم من خلال تحول مساحات من أراضي الإقليم وخاصة على الحدود مع كل من تركيا وايران إلى مناطق عسكرية بعد طرد سكانها القرويين، كما وأخذ الحزب يسبب مشاكل لسلطات إقليم كردستان في قضاء سنجار، ويحول دون عودة سكانها إليها وإعادة إعمارها، بعد أن تم طرد التنظيم منها بداية 2015.

  كلمات مفتاحية

العراق كردستان العراق أربيل بن علي يلدريم

«العبادي» يستقبل «يلدريم» بمقر رئاسة الوزراء في بغداد