«أوباما» يقر باستهانته بالقرصنة الإلكترونية الروسية

الاثنين 9 يناير 2017 05:01 ص

أقر الرئيس «باراك أوباما»، أمس الأحد، بانه (استهان) بما للقرصنة المعلوماتية والتضليل من تأثير في الديمقراطيات، إثر صدور تقرير أجهزة الاستخبارات حول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ونفى في مقابلة مسجلة مسبقًا مع برنامج «هذا الاسبوع» على شبكة «إيه بي سي»، تقليله من أهمية الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، الذي تقول أجهزة الاستخبارات الأمريكية انه أمر بالقرصنة بهدف تقويض الحملة الرئاسية للمرشحة الديمقراطية «هيلاري كلينتون»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأضاف: «لكنني اعتقد أنني قللت من درجة تأثير المعلومات الخاطئة والقرصنة الإلكترونية في عصر المعلوماتية الجديد على مجتمعاتنا المفتوحة، وسماحهم لأنفسهم بالاندساس في ممارساتنا الديمقراطية بطريقة اعتقد أنها تتسارع».

وأوضح «أوباما» أنه أمر الأجهزة بوضع تقرير صدر، الجمعة، في شكل جزئي، وذلك «للتأكد من فهم أن هذا ما يقوم به بوتين منذ بعض الوقت في أوروبا، بداية من الدول التي كانت تابعة سابقًا حيث الكثير من الناطقين بالروسية، ولكن على نحو متزايد في الديمقراطيات الغربية».

وأشار إلى الانتخابات المقبلة في دول أوروبية حليفة قائلاً: «علينا أن نوليها اهتمامًا وأن نكون حذرين إزاء تدخل محتمل».

ويتسلم الرئيس المُنتخب «دونالد ترامب» مسؤولياته الرئاسية من «أوباما» في العشرين من الشهر الحالي.

ومن المقرر أن يلقي «أوباما» خطاب الوداع، الثلاثاء، في مدينة شيكاغو.

وتفيد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أن الهدف الأساسي من حملة التضليل الروسية المرفقة بعمليات قرصنة، كان ضرب العملية الديمقراطية الأميركية وإضعاف «كلينتون» في حال كانت ستصل إلى البيت الأبيض، ثم زيادة فرص فوز «ترامب» بالانتخابات.

والتقى «ترامب»، الجمعة، قادة أجهزة الاستخبارات الأمريكية. وإذا كان قد وافق على فكرة أن تكون موسكو شاركت في عمليات قرصنة معلوماتية استهدفت الحزب الديمقراطي، فانه رفض في المقابل أن تكون روسيا نجحت بالتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية.

ودعا «أوباما» في مقابلته مع «إي بي سي» «ترامب» إلى «إقامة علاقة قوية مع مجتمع الاستخبارات».

وأضاف «إذا لم نتنبه إلى الأمر فإن دولًا خارجية يُمكن أن يكون لها تأثير على النقاش السياسي في الولايات المتحدة بشكل لم يكن ممكنًا قبل عشر أو عشرين أو ثلاثين سنة، أولاً بسبب طريقة انتقال المعلومات اليوم، وثانيًا بسبب تشكيك الكثيرين بوسائل الإعلام الكبيرة التقليدية».

وقال «أوباما»، أيضًا: «وسط هذه الأجواء حيث التشكك كبير إزاء المعلومات المتدفقة، يتوجب علينا أن نمضي وقتًا أكثر في التفكير بالطريقة التي تحمي عمليتنا الديموقراطية».

وشدد «أوباما» على ضرورة تعزيز الأمن المعلوماتي في الولايات المتحدة.

محادثات (ودية) مع ترامب

من جهة ثانية أعلن «أوباما» أن محادثاته مع خليفته: «كانت ودية وكان مُنفتحًا على اقتراحات عدة» واصفًا «ترامب» بـ«الجذاب جدًا والاجتماعي».

وقال «أوباما» بهذا الصدد «أُثمن الاتصالات التي حصلت بيننا، واعتقد أنه لا يفتقر إلى الثقة بالنفس» وهو أمر يُعتبر «شرطًا مسبقًا لهذا النوع من العمل».

إلا أن «أوباما» حذر «ترامب» من أن هناك فارقًا بين القيام بحملة انتخابية والحكم، ومن أنه لا يمكن إدارة الرئاسة «بنفس طريقة إدارة شركة عائلية».

وقال «أوباما»، أيضًا إنه يعتقد أن «ترامب» «لم يمض الكثير من الوقت لدرس تفاصيل» السياسة التي يريد إتباعها، وهي مسألة «قد تكون مصدر قوة كما قد تكون مصدر ضعف».

وتابع الرئيس الأمريكي «الوضع يتطلب بان يكون واعيًا بما يجهل، وبأن يحيط نفسه بأشخاص لديهم الخبرة والمعرفة اللتين تتيحان إطلاعه على المعلومات الكفيلة بأن يكون قادرًا على اتخاذ القرارات الجيدة».

وعن الاستخدام المفرط لـ«ترامب» لـ«تويتر» قال «أوباما» «لقد كان الأمر جيدًا حتى الآن بالنسبة إليه، ومكنه هذا الأمر من إقامة اتصال مباشر مع الكثير من الناس الذين صوتوا له».

إلا أن «أوباما» حذر «ترامب» من أنه عندما سيصبح رئيسًا «هناك عواصم وأسواق مالية وأشخاص في كل مكان من العالم يتعاطون مع ما يكتبه على تويتر بكثير من الجدية».

  كلمات مفتاحية

أوباما استهانة قرصنة إلكترونية روسيا

موقع أمريكي: روسيا اخترقت حملة «أوباما» الانتخابية في 2008