انطلاق آخر اجتماع دولي حول النووي الإيراني قبل تسلم «ترامب» مهامه

الثلاثاء 10 يناير 2017 06:01 ص

بدأ في فيينا، اليوم الثلاثاء، اجتماعا بين إيران والقوى الكبرى؛ لاستعراض الاتفاق النووي الذي أُبرم العام 2015 على خلفية شكوك مرتبطة بتسلم «دونالد ترامب» الرئاسة الأمريكية رسمياً لا سيما وأنه من أشد منتقدي هذا الاتفاق.

وبدأ الاجتماع على مستوى المديرين السياسيين الساعة 12,45 (11,45 بتوقيت غرينتش)، برعاية المفوضية الأوروبية، حسب وكالة فرانس برس.

كانت طهران طلبت في ديسمبر/كانون الأول، بعد تجديد قانون العقوبات الأمريكية، انعقاد الاجتماع وهو الرابع منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني 2016، وهدفه ضمان الطبيعة السلمية البحتة للبرنامج النووي الإيراني.

ويأتي الاجتماع في خضم التوقعات مع اقتراب تسلم «ترامب» السلطة في 20 يناير/كانون الثاني، وكان هدد خلال حملته الانتخابية بـ«تمزيق» النص الذي يعتبر نجاحاً دبلوماسياً كبيراً لإدارة الرئيس «باراك أوباما».

وفي الجانب الإيراني، فقد الاتفاق دعماً رمزياً بوفاة الرئيس السابق «علي أكبر هاشمي رفسنجاني» الأحد عن عمر يناهز 82 عاماً.

وينص الاتفاق، الذي أُبرم بفيينا في يوليو/تموز 2015 بعد مفاوضات ماراثونية بين إيران ومجموعة 5 + 1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا) على رفع العقوبات عن إيران مقابل رقابة صارمة على أنشطتها النووية، وتخفيض قدرات برنامجها النووي.

من جهتها، تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هيئة الأمم المتحدة المسؤولة عن الإشراف على تنفيذ الاتفاق، أن إيران تفي بالتزاماتها في هذا الشأن.

بدوره، رفع المجتمع الدولي الجزء الأكبر من العقوبات ضد ايران؛ ما في سمح بعودة البلاد إلى أسواق النفط والغاز العالمية.

اتفاق «بغيض» حسب «ترامب»

لكن في مطلع ديسمبر/كانون الأول، جدد الكونغرس الأمريكي لمدة عشر سنوات قانون العقوبات الإيرانية. وسمح الرئيس المنتهية ولايته «أوباما» المؤيد للاتفاق بالتمديد، إلا أنه رفض التوقيع على القانون.

وكان أجل القانون ينتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو لا يتضمن فرض عقوبات على طهران، لكنه يسمح بفرض عقوبات في مجالات التجارة والطاقة والدفاع والقطاع المصرفي على إيران بسبب برنامجها النووي وتجارب الصواريخ الباليستية.

ويرى المشرعون الأمريكيون أن تجديد تشريع العقوبات، الذي تم إقراره لأول مرة في عام 1996، أمر ضروري لمواصلة الضغط على إيران من أجل تلتزم بالاتفاق النووي، وللتقليل من سلوكياتها المثيرة لقلق دول المنطقة.

بينما تعتبر إيران أن هذا التمديد يشكل «انتهاكاً» للاتفاق النووي، وتتهم الولايات المتحدة بمنع التطبيع الحقيقي للعلاقات الاقتصادية وخصوصاً في قطاع المصارف.

ورغم قيام واشنطن بتعليق العقوبات الرئيسية المنصوص عليها في «قانون العقوبات على إيران» ومنها تلك المرتبطة بالاستثمارات في قطاعي النفط والغاز في إيران، إلا أن عقوبات أخرى منفصلة عن القانون لا تزال مطبقة، وهي تلك المرتبطة بالإرهاب وبحقوق الإنسان وبرنامج الصواريخ الباليستية.

وتعاقب القرارات الأميركية القطاع المصرفي الإيراني وصناعات الطاقة والدفاع؛ لذا، فإن النتائج الاقتصادية للاتفاق النووي كانت أقل مما تأمل به إيران؛ حيث من الممكن أن يؤدي هذا الإحباط إلى عدم إعادة انتخاب الرئيس المعتدل «حسن روحاني» في مايو/أيار المقبل.

ومع ذلك، قال ممثل روسيا في الاجتماع الذي يعقد في فيينا، «فلاديمير فورنوكوف»إن «المشاكل ذات الطابع الثنائي لن يكون لها تأثير على خطة العمل المشتركة الشاملة»، وهو الاسم الرسمي للاتفاق.

ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عنه قوله قبل الاجتماع: «بشكل عام، لن أتحدث عن مشاكل تطبيق الخطة. كانت هناك جوانب عادية للعمل تحتاج إلى توضيح أثناء التطبيق من حيث المهل الزمنية والكميات».

وكانت وكالة الطاقة الذرية قالت إن إيران تجاوزت مرتين السقف المتفق عليه لمخزونها من المياه الثقيلة المحدد بـ130 طناً. وتم إنهاء التجاوزات في وقت لاحق عندما عمدت طهران إلى تصديرها إلى الخارج.

ورغم أن «ترامب» وصف الاتفاق بأنه «بغيض» في تغريدة أواخر ديسمبر/كانون الأول، إلا أنه لم يحدد الطريقة التي سينتهجها حياله.

وكان عين على رأس وكالة الاستخبارات المركزية أحد ابرز المعارضين لإيران«مايك بومبيو»، الذي تعهد بالتراجع عن «اتفاق كارثي».

في المقابل، أبدى «أوباما» شكوكا إزاء أن يتمكن «ترامب» من إلغاء «صفقة رائعة (…) تمنع إيران من الحصول على سلاح نووي».

وتعتبر السلطات الإيرانية أيضاً أنه لا يمكن التراجع عن الاتفاق، لا سيما وأنه «صادقت عليه» الأمم المتحدة. كما أكد الاتحاد الأوروبي أيضا الطابع «المتعدد الأطراف» للنص.

بدوره، بدا «فورنوكوف» مطمئناً حيال نوايا «ترامب» الثلاثاء، موضحاً لوكالة «تاس» أن «الحملة الانتخابية شيء ومرحلة بدء العمل شيء آخر»، معتبراً أنه سيكون لدى الرئيس الجديد «إمكانية رؤية الوثيقة بشكل مختلف».

  كلمات مفتاحية

إيران النووي الاتفاق القوى الكبرى ترامب