فيديو.. «السيسي» في الإعلام المصري.. صحابي و«نبي» وورد اسمه في القرآن!

الأربعاء 11 يناير 2017 06:01 ص

تارة نبي، وتارة صحابي، وتارة مذكور في القرآن الكريم، هكذا الحال بين مؤيدي الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، رافعين شعار «كل يغنى على ليلاه» في مصر، في محاولة لإضفاء المزيد من القداسة حول ساكن القصر الرئاسي في «الاتحادية»، شرق القاهرة.

من آن لآخر تظهر توصيفات جديدة لـ«السيسي»، وتتداول مجموعات داعمة له على مواقع التواصل الاجتماعي وثائق ومستندات تقول بامتداد نسبه لآل بيت النبوة، وصولا إلى مزاعم رددها إعلاميون موالون للانقلاب العسكري بورود اسم «السيسي» في القرآن الكريم.

ومنذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، تداول مؤيدون للنظام الحاكم في مصر شهادات تنسب «السيسي» إلى آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسط تشكيك وسخرية من المعارضين.

رسول من الله!

في فبراير/شباط 2014، وصف رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، وزير الدفاع المصري آنذاك المشير «عبد الفتاح السيسي» ووزير الداخلية السابق «محمد إبراهيم» بأنهما «رسولان من عند الله مثلهما مثل موسى وهارون عليهما السلام»، على حد قوله.

وقال الدكتور «سعد الدين الهلالي» خلال تكريم أسر قتلى الشرطة المصرية، «إنه ما كان لأحد أن يتخيل أن سنة الله تتكرر وبأن يأتي أحد ليقول لا إسلام إلا ما نمليه عليكم، ولا دين إلا ما نعرفه لكم».

وأضاف «الهلالي»، في فيديو شهير تم تداوله على نطاق واسع آنذاك، «خرج السيسي ومحمد إبراهيم، وما كان لأحد من المصريين يتخيل أن هؤلاء رسل من عند الله عز وجل، وما يعلم جنود ربك إلا هو».

كما شبه الأكاديمي الأزهري، «نجاة وزير الداخلية من محاولة اغتيال بنجاة النبي إبراهيم عليه السلام من النار».

و«الهلالي» مشهور بعدد من فتاواه المثيرة للجدل، ومنها الفتوى الذي يقول فيها، إن «البيرة حلال»؛ لأن تغيير شكل الخمر يؤدي إلى تغيير حكمه، تماما كما أن العطور والمنظفات يستخدم فيها الكحول ومع ذلك يجوز استخدامها، حسب فتواه.

صحابي جليل!

يذكرني بسيدنا «عمرو بن العاص».. هكذا وصف مسؤول برلماني في مصر، الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي».

وقال «محمود الشريف» وكيل مجلس النواب المصري، إن «سيدنا عمرو بن العاص بعد فتح مصر بوصية من الرسول–صلى الله عليه وسلم– حافظ علي الكنائس وجدد الكنيسة المعلقة القديمة، لافتا إلى أن أن مبادرة الرئيس هي أيضا رسالة للعالم تشير إلى أن مصر كانت وما زالت مهد للسلام والمحبة والأخلاق».

وأضاف «الشريف»، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «هنا العاصمة»، على قناة «سي بي سي» الخاصة، الأسبوع الماضي، أن الرئيس كان حريصا على إرسال رسالة تفيد بضرورة الترابط والتكاتف بين أبناء مصر دون التفرقة بين مسلم ومسيحي، مشددا على أن الهدف من إنشاء المسجد والكنيسة ليس زيادة أعداد المباني، بحسب صحيفة «الوطن».

وكان «السيسي»، أعلن مساء الجمعة الماضي، أثناء مشاركته في قداس عيد الميلاد بمقر الكاتدارئية شرقي القاهرة، انتهاء الدولة من ترميم أغلب الكنائس المتضررة في البلاد خلال 3 سنوات، والبدء في بناء أكبر كنيسة ومسجد خلال عام في العاصمة الإدارية الجديدة، التي تعمل السلطات على بنائها، شرقي القاهرة.

وكان مسؤول سابق بجهاز المخابرات الحربية وصف «السيسي» في فيديو متداول بأنه «بن سيدنا الحسين».

وقال اللواء «محيي الدين علي عشماوي»، مدير مكتب اللواء «فؤاد نصار»، الذي تولى إدارة المخابرات الحربية أثناء حرب أكتوبر/ تشرين أول 1973، إن «الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنقذ الله سبحانه وتعالى مصر به»، مضيفًا: «ده ابن سيدنا الحسين وده ابن مصر وده القائد العظيم الذي يدافع عن مصر»، بحسب صحيفة «المصري اليوم».

واعتبر «عشماوي»، في لقاء تليفزيوني، على قناة «المحور»، أن «الله سبحانه وتعالى بفضله بعت السيسي عشان ينقذ مصر من الإخوان المسلمين»، على حد قوله.

وأضاف: «يكفي لما تشوف السيسي وهو بيبص لربنا ويعظمه يقوله حضرتك يا رب خليك مع مصر».

مذكور في القرآن الكريم!

لكن الإعلامي المصري «محمد الغيطي»، ذهب إلى منحى آخر أكثر غرابة في تأييد «السيسي»، بالقول إن «اسمه ورد في كتاب الله».

وقال «الغيطي»، مقدم برنامج «صح النوم» على قناة LTC، في 13مايو/ آيار 2015، إن «اسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورد في القرآن الكريم، وأن زوال إسرائيل سيكون على يديه»، وهو ما أثار موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

«الغيطي» استند إلى باحث فلسطيني يدعى « بسام جرار»، وهو صاحب كتاب «زوال إسرائيل 2022، نبوءة قرآنية، أم صدف رقمية»، قال إنه «بعد دراسة سورة الإسراء وخصوصا الآية التي تتحدث عن إيتاء موسى النبوة، وعن جمع بني إسرائيل حالة الوعد الآخر، وباستخدام المعادلات الرياضية مستخدماً رقم 19، واستنادا على ما جاء في التوراة من تنبؤات يهودية فإن إسرائيل ستزول في عام 2022».

وأضاف أن الباحث استخدم في حديثه عن سورة الإسراء الرقم 19 وهو الرقم الإعجازي في القرآن، معتبرا أن «السيسي هو المقصود؛ لأنه الوحيد بين رؤساء مصر الذي يحتوي اسمه على 19 حرفا، مقارنة ببقية رؤساء مصر السابقين جمال عبد الناصر حسين 17 حرفا، محمد أنور السادات 15 حرفا، محمد حسني مبارك 13 حرفا، محمد مرسي 12 حرفا»، على حد زعمه.

ومنذ تولي «السيسي» مقاليد الحكم في مصر، وجه له بعض الإعلاميين والسياسيين أوصافا عدة، ودأبت المؤسسة الدينية على الدفع بأعضائها للإشادة به، ووصلت المبالغة في الثناء عليه إلى تشبيه الرجل بالأنبياء، وإصدار فتاوى تجيز فقء عيون معارضيه.

وسبق أن أفتى أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتور «أحمد كريمة» بتجريم ترديد شعار «يسقط حكم العسكر».

وكان «السيسي» قد وصف نفسه مرارا بأنه «طبيب» و«فيلسوف»، وأن زعماء العالم قالوا للناس «اسمعوا كلامه لأنه عارف بالحقيقة ويراها».

وبرز «السيسي» في الحياة السياسة المصرية بعد تنفيذه انقلابا عسكريا في الثالث من يوليو/تموز 2013، عزل بموجبه الرئيس «محمد مرسي» أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 ، ومنذ ذلك الحين تتوالى الألقاب عليه من قبل الموالين والتابعين، من جنرال إلى مشير، ومن صحابي إلى نبي، ومن طبيب إلى فيلسوف، وصولا إلى كونه جندي من جنود الله، خلد ذكره القرآن الكريم، حسب أقوالهم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عبدالفتاح السيسى الإعلام المصري محمد الغيطي سعد الدين الهلالي عمرو بن العاص إعلاميون مصريون