الزمن يأكل مناطق من المخ ويبني أخرى.. أجزاء التعرف على الوجوه والأماكن تحير العلماء

السبت 14 يناير 2017 09:01 ص

التعرف على الوجوه والأماكن من أهم وظائف عقولنا في حياتنا اليومية، وكلاهما يعتمد على مناطق معينة مخصصة لهما في المخ. ظل علماء الأعصاب في حالة تساؤل مستمر عما إذا كانت تلك الأماكن تتطور بمرور الزمن، أو تتطور عبر التجارب المختلفة، الأمر الذي إذا تم إثباته سيعني فرصًا أفضل في اكتشاف طرق لتنشيط تلك الأماكن وتحسين أدائها من خلال المحفزات الصحيحة. بمعنى آخر، ربما تكون هناك فرصة لتحسين وظائف عقولنا بدون أن ندرك.

دراسة جديدة نشرت في دورية «ساينس» للعلوم، توصلت إلى أن هناك أجزاءً من عقولنا ترتبط بالقدرة على تمييز الوجوه والأماكن، تستمر في التطور خلال فترة البلوغ، أي بعد فترة طويلة من ثبوت شكل المخ عند الإنسان.

ما هي آليات الدراسة؟

الدراسة اختارت البحث على 26 طفلاً تتراوح أعمارهم من خمسة إلى 12 عاماً، بالإضافة إلى 26 بالغا تتراوح أعمارهم بين 22 إلى 28 عاما، ليخضعوا جميعاً إلى التصوير بالرنين المغناطيسي والرنين المغناطيسي الكمي، هذه التكنولوجيا سمحت للباحثين بالوصول إلى تقييم كمية مادة الدماغ في مناطق المخ، وكذلك الليبيدات أو الشحميات التي تكون أجزاء المخ المختلفة.

المخ يتكون بشكل أساسي من الليبيدات ((lipids، ولهذا، فعندما نلحظ تغيراً في توزيع الليبيدات في الدماغ، فإن هذا يعني أن هناك تغييرات في وظائف مناطق المخ المختلفة.

الباحثون قاموا بدراسة نشاط مناطق المخ المختلفة أيضاً، عبر تتبع ردود فعل المشاركين على صور الأماكن والوجوه، باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي، والذي سمح للعلماء برؤية التغييرات في التدفق الدموي للمخ الذي يحدث رداً على التحفيز، ما ساعدهم على تعرف المناطق المرتبطة بشكل أساسي مع التعرف على الأماكن والوجوه.

وبجمع هذه القياسات تمكن الباحثون من رؤية ما إن كانت هذه المناطق تنكمش أم تتطور في الطفولة، واستطاعوا أيضاً أن يروا أي مناطق المخ التي تتطور استجابة لزيادة الحاجة للتعرف على الوجوه، وأيها تتطور بتعرضنا لعدد أكبر من الأماكن.

كيف لاحظ العلماء تغييرات الزمن؟

المنطقة المخية التي تم تنشيطها بواسطة التعرض للوجوه في هؤلاء المشاركين، كانت منطقة posterior» «fusiform gyrus، وبدا أنها تعرضت للتقلص، عندما قارن العلماء نتائج البالغين مع الأطفال، وربما يعد هذا لزيادة فعالية التعرف على الوجوه بتقدم العمر، ما يعني أنه يتطلب عدداً أقل من الخلايا العصبية.

العكس كان يحدث في مناطق المخ المختصة بالأماكن، والتي تعرف باسم collateral sulcus»»، وهذا يعني أن الانكماش المرتبط بزيادة الكفاءة الوظيفية لا يحدث مع التعرف على الأماكن، مثلما يحدث في التعرف على الوجوه.

الباحثون لاحظوا أن النسيج المكون لكلتا المنطقتين في المخ، كان متساوياً في الأطفال، لكنه كان مختلفاً إلى حد بالغ بين البالغين، حيث اختلف تركيب الليبيدات مع التقدم في العمر، مما يعني أن تخصصها يختلف أيضاً بتقدم العمر.

الفريق شرح النتائج التي وصل إليها، قائلين إنهم يعتقدون أنه أثناء عملية التقدم في العمر، قد تكون هناك تغييرات لعدد الخلايا والوصلات بينها، في منطقة المخ المختصة بالتعرف على الوجوه، لكن من الصعب أن ترى هذه التغييرات الشكلية على المستوى الخلوي للنسيج الحي، لأن اقتطاع النسيج الحي من المخ ليس أخلاقيا.

ما زال هذا البحث يحتاج إلى مزيد من التعمق، فيما يتعلق بفهم التغييرات التي تحدث في تركيب مناطق المخ مع التقدم في العمر، عندما تزداد درجة تخصصها، مثل مركز اللغة في المخ.ش

المصدر | آي لوف ساينس

  كلمات مفتاحية

الذاكرة المخ تغيرات المخ