مفتي ميانمار: الحكومة أصدرت قانونا للحد من الإنجاب بين المسلمين حتى لا يكثر عددهم

الأحد 15 يناير 2017 06:01 ص

كشف مفتى ميانمار الدكتور «عبدالسلام مينتين»، عن حقيقة الأوضاع التي يعيشها المسلمون، في بلاده، لافتا إلى أنهم يعانون أشد المعاناة، وأن ما يتم بثه عبر الفضائيات الغربية جزء ضئيل من الواقع المرير، حيث تتزايد أعمال العنف والقتل والاضطهاد ضد المسلمين الأبرياء يوما تلو الآخر.

وأضاف مفتي ميانمار، في حوار مع صحيفة المصريون، على هامش مؤتمر احتضان الأزهر لشباب ميانمار الذي عقد قبل أيام بالقاهرة، أن الحكومة أصدرت قانون مؤخرا للحد من الإنجاب خاص بالمسلمين فقط، حتى لا يكثر عددهم.

وأشار إلى أن المقصود من هذا القانون هم المسلمون، حيث انتفض لهذا القانون العديد من المنظمات الحقوقية، لكن لا حياة لمن تنادى، والحكومة تمنع النساء من الإنجاب فى حالات كثيرة، ويتم إجبار الفتيات المسلمات على الزواج من البوذيين.

وأوضح «مينتين» أنه أطلع شيخ الأزهر على المأساة التى يعيشها المسلم فى ميانمار، وبحث سبل مساعدة مسلمى ميانمار وتوفير الدعم لهم فى مجالى التعليم والثقافة وغيرهما، منوها بأن مسلمى ميانمار يعانون منذ عام 1784، وأنه تم تهجير ما يقرب من 100 ألف مسلم منذ عام 2012 خشية الاضطهاد والفقر، ويتبقى نحو 1.3 مليون من مسلمى الروهينجا يعيشون فى بيوت بدائية بإقليم أراكان فى ميانمار.

وتابع أن من وجهة نظر الحكومة فإن مسلمي ميانمار ليست لهم أى حقوق حتى فى الحياة، الحكومة تصادر أراضى المسلمين، وقوارب صيدهم دون سبب واضح، وتفرض ضرائب باهظة على كل شىء، كما تمنع بيع المحاصيل إلا للجيش أو من يمثلهم بسعر زهيد بهدف إجبار المسلمين على ترك ديارهم.

وأرجع المفتي أسباب الاضطهاد والعنف الطائفى الذى يعيشه مسلمو ميانمار إلى خوف الحكومة من تزايد أعداد المسلمين، وهيمنتهم على البلد.

واعتبر أن «الإعلام هو العامل الرئيسي في هذا العنف وتمييع القضية لأنه يتغاضى عن نشر الواقع ولا يقوم بنشر الحقائق التي تحدث، ربما لأن هذا الاعلام أغلبه يتبع الحكومة والغالبية غير المسلمة، وهذا الإعلام المسيس يتبنى ما تقوم به الدولة ضد المسلمين، حيث أنهم يقومون ببث ما تقوم به الجماعات الإرهابية والمتطرفة المنتمية للإسلام اسما وليس حقيقة أمثال داعش وبوكو حرام وحركة الشباب وغيرها من الحركات التي يلصق لها اسم الإسلام.

وبسؤاله عما إذا كان البوذيون يؤيدون السياسة التى تتبعها ميانمار تجاه المسلمين؟، قال «لا، غالبية البوذيين متعاطفون مع المسلمين، وغير راضين عن أداء الحكومة ولا سياستها تجاه المسلمين، لكن من يؤيد الحكومة هم الفئة القليلة المناهضة للإسلام والمسلمين بالبلاد».

وعن سبل حل الأزمة، قال إنها «تكمن فى تأمين حماية عسكرية للأقلية المسلمة فى أراكان، وإدراك ميانمار وحكومتها أن مسلميها مواطنون عاديون ولهم الحق فى الحياة وليسوا إرهابيين، فضلاً عن أننا نرغب فى أن يكون هناك ضغط دولى بشكل فعال وواضح».

وحول المساعدات التى تقدمها منظمات العالم الإسلامى؟ أوضح مفتي بورما أن «الحكومة أحيانا كثيرة ترفض استقبال المساعدات الإنسانية خشية حصول المسلمين عليها، وتعلل رفضها بأن مواطنين بوذيين لا يريدون ذلك، إلا أن هناك منظمات كثيرة قدمت بالفعل الكثير من المساعدات لكن الحكومة لا توزعها على مسلمى ميانمار بل يقتسمها البوذيون فيما بينهم».

وفيما يتعلق بموقف الغرب، أضاف «وجدناهم تدخلوا سريعاً لحل المشكلة الأوكرانية، إلا أنهم لم يلتفتوا إطلاقا لمسلمى ميانمار الأبرياء الذين يُذبحون أمام أعينهم دون ذنب.

إلغاء احتفال ديني للمسلمين

من جهة أخرى، ألغت السلطات في ميانمار، اليوم الأحد، احتفالية دينية نظّمها عدد من مسلمي الروهنغيا بالقرب من مدينة يانغون جنوب شرقي البلاد، وذلك استجابة لضغوط من قبل مجموعة بوذيين في المنطقة.

وتعتبر هذه الحادثة، الثانية من نوعها خلال الشهر الجاري، على خلفية مزاعم المجموعة التي يقودها رهبان بوذيون، أنّ القائمين على تنظيم الاحتفالية لم يحصلوا على إذن من السلطات المحلية.

ونقلت مجلة إيراوادي المحلية عن كياو نينغ، عضو اللجنة المنظمة للاحتفالية قوله إن السلطات المحلية تراجعت باللحظة الأخيرة عن قرارها السماح لمسلمي بلدة باياي بإجراء الاحتفالية الدينية.

وأضاف أنه كان من المقرر إجراء الاحتفال اليوم لمدة ثلاث ساعات، في بلدة باياي التابعة لمنطقة باغو، التي تبعد 440 كم شمال غربي مدينة يانغون، إلا أن القوميين البوذيين طالبوا بإلغاء الحفل تماما.

وأوضح أن هذا الحفل كان يعقد سنويًا وبشكل سلمي.

من جانبه، وافق المجتمع المسلم على إلغاء الحفل على خلفية احتجاجات البوذيين، و ذلك بهدف إثبات أن الإسلام هو دين السلام والمحبة بين أفراد الشعب الميانماري، وفي أنحاء العالم.

وفي 8 يناير/ كانون ثان الجاري، خرج حشد من الرهبان البوذيين إلى شوارع بلدة بوتاتونغ التابعة لمدينة يانغون، بهدف عرقلة احتفالية مماثلة في المنطقة نفسها، ما تسبب بإلغائها.

وتعقيبا على الحادثة، قال «تون تين" المسؤول الأمني في منطقة بوتاتونغ التابعة لمدينة يانغون، للأناضول إن ادعاءات البوذيين ليست صحيحة، وأنّ السلطات المحلية أذنت للمسلمين بإقامة احتفالية دينية قبل فترة طويلة".

وتعتبر سلطات ميانمار الروهنغيا (مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش)، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بالأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم.

ومع اندلاع أعمال العنف، ضدهم، في يونيو/ حزيران 2012، بدأ عشرات الآلاف من الروهنغيا بالهجرة إلى دول مجاورة، على أمل الحصول على الأمن.

ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهنغيا، في مخيمات بولاية أراكان، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982؛ إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش. 

 

  كلمات مفتاحية

بورما ميانمار المسلمين البوزيين الإنجاب

متوسط عمر المرأة التركية عند حملها الأول 28 عاما