استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

جنازة «رفسنجاني» ودلالاتها

الاثنين 16 يناير 2017 03:01 ص

لدى مشاهدتي لدموع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف حزنا على وفاة رفسنجاني، كتبت تغريدة تقول: “الإصلاحيون يبكون رفسنجاني، والمحافظون يتقبلون العزاء!!”.

لم يكن رحيل رفسنجاني المفاجئ (لم يكن يعاني من أمراض ظاهرة) أمرا سهلا، فالرجل كان رمزهم الأبرز، بل كان بمثابة الدبابة المتقدمة لهم في مواجهة  قوة المحافظين، ومع ذلك حدث مرارا أن تعرض للهجاء من قبل رموز المحافظين، وصولا إلى وصفه بالنفاق والخيانة.

المحافظون كانوا يحطمون رموز الإصلاحيين تباعا، لكن رفسنجاني كان صخرة قوية. أبعدوا خاتمي، كروبي، ومير حسين موسوي (الأخيران في الإقامة الجبرية)، ولم يبق سوى رفسنجاني وروحاني في الساحة، إلى جانب بعض السياسيين والمثقفين في مواجهة دولة عميقة قوية، ورموز بلا حصر.

ما يعنينا هنا في هذه المناسبة هو ما جرى خلال جنازة رفسنجاني، ودلالاته على الوضع الداخلي في إيران، ففيها هتف المتظاهرون وكانوا بمئات الآلاف ضد روسيا، وليس ضد أمريكا، ولهذا دلالة لا تخفى، لا سيما حين نتذكر أن ترامب يتوعد إيران، فيما كان الكونغرس قد مدد العقوبات على إيران.

هتف المتظاهرون لمير حسين موسوي، وربطوا بينه وبين الإمام الحسين، وطالبوا بالإفراج عنه، وعن رموز الإصلاحيين في المعتقلات والإقامة الجبرية.

في المقابل كان المحافظون حريصون كل الحرص على مديح رفسنجاني وإظهار الحزن عليه، بل إن وكالة تابعة للحرس الثوري (تسنيم)، قد تورطت في الابتذال بتركيزها المفرط على مشاركة قاسم سليماني في الجنازة، وفي العزاء، عبر صور وفيديو، ورسالة تعزية، الأمر الذي يشير إلى شعور المحافظين بأنهم متهمون بالفرح بموت الرجل، وقد كانوا كذلك فعلا.

وحين يصل الحال حد اضطرار وزير الصحة الإيراني إلى الرد على المشككين بتعرض الرجل لعملية اغتيال، فهذا يعكس حقيقة المشهد بلا مواربة.

في ضوء ذلك يمكن القول إن موت رفسنجاني كان ضربة للإصلاحيين، لكن المشهد سيتواصل على ذات النسق القديم؛ المحافظون يملكون الدولة العميقة بكل مؤسساتها، فيما يملك الإصلاحيون قلوب غالبية الناس التي ترفض نهج المحافظين؛ إن كان في القمع، أم في تبديد ثروات البلاد في مغامرات خارجية.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل سيتواصل تفوق الدولة العميقة على إرادة الناس، أم يحدث تطور ما في الصراع؟

من الصعب الجزم بإجابة هذا السؤال، لا سيما أن ربيع العرب قد انكسر، ولو تواصل لربما ألهم الشعب الإيراني، وفي العموم سيعتمد الأمر على عوامل محلية وخارجية؛ محلية تتعلق بتطور الحراك الشعبي وكسره لبعض “التابوهات” تباعا، وصمود الإصلاحيين، وخارجية تتعلق بالعلاقة مع أمريكا وقضية الملف النووي، وما سيترتب عليها من قضايا ذات صلة بالاقتصاد، وما يمس حياة الإنسان الإيراني.

ما يمكن التأكيد عليه هنا هو أن محافظي إيران قد دمروا بلادهم واقتصادهم في مغامرات خارجية بلا جدوى، كما دمروا المنطقة لصالح العدو الصهيوني، ودمروا مقدراتها، وبذلك، فهم لم يكسبوا عداء غالبية الأمة فحسب، بل وعداء غالبية الشعب الإيراني أيضا، وإن صفق لهم بعض الأتباع من الشيعة العرب.

* ياسر الزعاترة - كاتب صحفي أردني/ فلسطيني

  كلمات مفتاحية

إيران رفسنجاني الإصلاحيون روحاني