«فورين بوليسي»: أخطر شيء في الصحافة أن تعمل مراسلا بمصر

الاثنين 16 يناير 2017 07:01 ص

قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية يوم الإثنين، إن أخطر شيء في مهنة الصحافة أن تعمل مراسلا صحفيا بمصر.

جاء ذلك في تقرير للصحفية «كريستين شيك»، عن الصحفي المصري المحبوس «عبد الله الفخراني» المعتقل وعدد من زملائه في شبكة «رصد» الإخبارية منذ نهاية عام 2013، والحاصل على حكم بالسجن مدى الحياة.

وخلال التقرير قصت «شيك» حكاية «الفخراني» منذ أن التقته في ميدان التحرير في أول يوم بثورة 25 يناير/كانون ثان 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع «حسني مبارك».

وقالت الصحفية إن «الفخراني» كل جريمته أنه  أراد فقط أن يقول الحقيقة حول حملة القمع التي شنها نظام «عبد الفتاح السيسي»، الذي تولى الرئاسة عقب الانقلاب العسكري على «محمد مرسي»، فوجد نفسه مدانا بالسجن مدى الحياة.

وروت «شيك» كيف ساعدها «الفخراني» في ميدان التحرير عندما أعطاها الكوفية التي كان يرتديها لتضعها على أنفها وفمها حتى تحمي نفسها من الغاز المسيل للدموع الذي كانت الشرطة تلقيه على المتظاهرين.

وقالت عندما سألته لماذا هذا العدد الكبير من الناس قد استجابوا للدعوة إلى الاحتجاج، قال إن «هذه هي نتيجة للضغوط التي تراكمت في داخلنا من الفساد، القمع، عدم وجود الحرية».

 وأضافت أنه بعد 6 سنوات من الثورة، فإن «الفخراني»، يجد نفسه متهما بالانتماء لخلية شمالي القاهرة، وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة في عام 2015، ويخضع الآن لإعادة المحاكمة بتهمة نشر معلومات كاذبة والانتماء إلى جماعة محظورة، وتشكيل غرفة عمليات لدعم جماعة الإخوان المسلمين، وهو الآن في سجن وادي النطرون (شمال)، وحالته الصحية تتدهور.

ووفق المجلة، فإن «الفخراني» هو واحد من 25 صحفيا على الأقل يقبعون في السجون المصرية حاليا.

وقالت المجلة إن «السيسي» منذ توليه الحكم عقب الإطاحة بـ«مرسي»، في 2013، أطلق أقسى حملة قمع ضد الصحافة، في سابقة لم تشهدها مصر منذ عقود، حيث داهمت السلطات وأغلقت قنوات تلفزيونية وفرضت رقابة على الصحف، وعرضت الصحفيين للاعتقال التعسفي، فيما قتل سبعة صحفيين، 6 منهم أثناء تغطية مظاهرات، وصحفي واحد برصاص قوات الجيش.

ووفق المجلة فإن الصحفيين وراء القضبان في مصر يحظون باهتمام ضئيل من قبل الإعلاميين والدبلوماسيين والحقوقيين، باستثناء صحفيي فضائية «الجزيرة» الإنجليزية الذين تم الإفراج عنه.

وفي هذا الصدد قال الفخراني في رسالة مسربة من داخل السجن: «كنت ساذجا عندما ظننت في الأيام الأولى من اعتقالي أن العالم سينتفض للدفاع عني».

وروت «شيك» موقف آخر ساعدها فيه «الفخراني» عندما كانت تقوم بتغطية هجوم على كنيسة في امبابة بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة، حيث تعرضت لنوع من الحصار عندما تطورت الأوضاع بشكل كبير في محيط الكنيسة، فلم تجد ملاذا سوى الاتصال به فأخبرها أنه قادم إليها، وبالفعل وصل في غضون نصف ساعة واصطحبها ومن معها إلى بر الأمان.

ضريبة الصحافة في مصر

وقالت «شيك» في تقريرها، إن «الفخراني» ليس الحالة الوحيدة التي تدفع ضريبة عمله في وسائل إعلام مؤيدة لـ«مرسي» أو قريبة من جماعة الإخوان، ولكن هناك الكثير من الصحفيين الذين لديهم قصص مشابهة لقصته.

وتحدثت المجلة عن شبكة «رصد» الإخبارية وما لها من دور قبل وأثناء وبعد ثورة 25 يناير/كانون ثان 2011، وكيفية نقلها لما يحدث في مصر من تطورات وأخبار، ودور «الفخراني» الرئيسي في تلك الشبكة، وحضوره للكثير من المؤتمرات والدورات التدريبية في الخارج.

ونقلت المجلة عن «خالد نور الدين»، أحد مؤسسي شبكة «رصد» ورئيسها التنفيذي المقيم في تركيا قوله، إن الشبكة نمت بسرعة فائقة، حيث كانت تعتمد على 22 صحفيا فقط قبل ثورة 2011، ولكن سرعان ما انضم إليها الكثير من المتطوعين في مختلف أرجاء مصر، ووصل عدد متابعيهاعلى «فيسبوك» إلى 400 ألف، وهو الرقم الذي وصل إلى حوالي 4 ملايين متابع مع انقلاب يوليو/تموز 2011.

وكشف «نورالدين»، أن 9 صحفيين على الأقل من «رصد» داخل السجون المصرية، مشيرا إلى أن صحفييها العاملين في مصر حاليا لا يستخدمون أسمائهم، نظرا للتضييقات الأمنية الواسعة في البلاد على مهنة الصحافة.

وإذا كان بعض صحفيي شبكة «رصد» ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، فإن «الفخراني» ليس من المنتمين للجماعة، على حد قول «نور الدين».

الأمل قائم

وتحدثت المجلة عن مجزرة فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، وقالت إن الشرطة قتلت خلال الفض أكثر من ألف شخص، ودور «الفخراني» في الفض، وكيف أنه بعد عملية الفض قضى عدة أيام لا يبيت في منزلة، خشية حملة الاعتقالات التي طالت الكثير من الآلاف من أعضاء وقيادات جماعة الإخوان المسلمين.

وروت «شيك» قصة إضراب «الفخراني» عن الطعام واضطراره لفض الإضراب عقب تدهور حالته الصحية واحتياجه للحصول على مسكنات لألم بعض الأمراض التي أضرت به.

كما سلطت الضوء على رسائل «الفخراني» من داخل السجن، وهي الرسائل التي لم تخل من الأمل في انتصار الثورة، ومن توصيف حالة القلق والخوف والزعر التي يعيشها النظام الحالي من انتفاضة الشباب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عبد الله الفخراني الصحافة مصر السيسي مرسي