«البرادعي»: دولة «مرسي» كانت «جمهورية موز».. ومغردون: أنت السبب

الأربعاء 18 يناير 2017 07:01 ص

هجوم حاد، تعرض له الكتور «محمد البرادعي» نائب رئيس الجمهورية السابق والرئيس الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إثر تغريدة له، أمس، حذر فيها من تحول مصر إلى ما أسماه «جمهورية موز» مثلما كانت في عهد الرئيس الأسبق «محمد مرسي».

تغريدة «البرادعي» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أثارت حفيظة الكثيرين من معارضي السلطات، ومؤيدي الرئيس الأسبق «محمد مرسي»، الذي شارك «البرادعي» الجيش في الانقلاب عليه في 3 يوليو/ تموز 2013.

وقال «البرادعي» في تغريدته:« أرجو أن لا ندخل مرة آخري فى صراع عبثي بين سلطات الدولة يخرجنا من إطار دولة قانون إلى (جمهورية موز) كما حدث أثناء حكم مرسي.. كفانا مهازل».

«عمر» نجل «مرسي»، انتقد وصف «البرادعي»، وقال في تديونة له على «فيسبوك» بعد نشر صورة تجمعه بـ«البرادعي»، وشقيقه «أسامة» المعتقل حاليا في السجون المصرية: «البرادعي معايا ومع أسامة أخويا - المتحدث الرسمي باسم الرئيس وأسرته - متشعلق على أحد الأشجار متقدما لطابور لا ينتهي من عشيرته من أجل الموز».

فيما علق «يحيى حامد» وزير الاستثمار في حكومة «مرسي»، في تغريدة له على «تويتر»: «البرادعي المشارك في قتل الآلاف وسجن عشرات الآلاف ما زال يمارس هوايته في التضليل.. جمهورية الموز التي يعيشها المصريون الآن هي من صنع أمثالك».

أما الكاتب الصحفي «وائل قنديل» الذي كان متحدثا باسم الحزب الذي أنشأه «البرادعي» قبل الانقلاب، فدخل على الخط، ورد على تغريدة «البرادعي» قائلًا: «إلى الخارج من مؤخرة الانقلاب: لا تنس أنك كنت القشرة المدنية لجمهورية الموز العسكرية».

ووجه «قنديل» رسالة إلى «مرسي» قائلا: «إلى الرئيس محمد مرسي: التاريخ ينحني لك معتذراً».

كما شن الناشط السياسي «وائل عباس»، هجومًا على «البرادعي»، وقال في تغريدة له عبر «تويتر»: «عزيزي البرادعي.. أنت من ساهمت في تحويل مصر إلى جمهورية موز بجدارة.. لسه هاتتكلم عن تحولها؟.. أومال كل القرارات الجمهورية دي إيه».

بينما رد الحقوقي والإعلامي «هيثم أبو خليل»، قائلًا: «البرادعي لديه إصرار أن يبرهن لنا أنه شخص جبان عديم الشرف.. ما تتكلم عن جمهورية الموز العسكرية؟.. ولا دي حراقة؟ والتاريخ وقف عند سنة دكتور مرسي؟!».

أما الداعية «فاضل سليمان»، فاكتفى بالقول: «مرسي سيدك.. إنت لك عين تتكلم!».

وسخر الإعلامي «عبد العزيز مجاهد»، من «البرادعي»، وكتب له: «يعني أنت شايف دولة السيسي دولة قانون.. والكم شهر بتوع مرسي كنّا في دولة موز!.. طب استمتع بقى بدولة القانون يا بوب».

وأضاف الكاتب الصحفي «سلامة عبد الحميد»: «البرادعي شخص متعال بلا مبادئ ولا رؤية يحاول غسل سمعته الوسخة.. لا تعيروه اهتماما».

واتفق معه الناشط «بن مسعد»، حين كتب: «لم أعبئ بكلام البرادعي سابقا حتى أعيره اهتماما الآن.. هو عندي مخطط للانقلاب ومشارك في الدم.. لم يعتذر ولم يقدم ما يشفع للصفح عنه».

وكتب الناشط «أحمد عبد الجواد»: «سخرية البرادعي من الرئيس الأسير المختطف محمد مرسي  لا ينال من شموخ الرئيس مرسي..  ولكن يزيد الأوحال على وجه البرادعي».

بينما كتب القاضي السابق «وليد شرابي»: «منذ اللحظة الأولى لحديث البرادعي أعلن المجلس الثوري المصري أن مكانه الطبيعي قفص الاتهام.. لكن إعلام موجه تعمد أن يصنع له ما لا يستحق».

أما «محمد المهندس» عضو المكتب السياسي لحزب «مصر القوية»، فكتب: «‏البرادعي خايف على مصر إنها تبقى جمهورية موز!.. ‏لا يا شيخ!.. ‏طيب ممكن تعرفنا هي جمهورية إيه حاليا؟ عشان نتعلم بس من حكمتك التي تختال علينا».

عودة «البرادعي»

وعاد «البرادعي» إلى الشهد المصري، قبل أسبوعين، وذلك عبر حلقتين تلفزيونيتين، كان هو محورهما، ليثير الجدل في الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي.

«البرادعي» قام بتصوير 5 حلقات مع تلفزيون «العربي» تذاع حلقة أسبوعية، يكشف فيها كواليس سنوات مضت، ويعرض فيها رؤيته للمشهد السياسي، وهو ما قابلها الإعلامي المحسوب على النظام «أحمد موسي» بنشر تسريبات لـ«البرادعي»، قالت مصادر إنها تنشر باموار سياسية رفيعة.

و«البرادعي»، وُصف في مطلع عام 2010، بـ«المُخلص من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك»، حيث استقبله مئات النشطاء والشباب بمطار القاهرة في فبراير/شباط 2010، وقاد بمشاركة الإخوان المسلمين، الجبهة الوطنية للتغيير (جمعت طيف كبير من المعارضة آنذاك)، وبرز اسمه بقوة عقب الإطاحة بمبارك في 11 فبراير/ شباط 2011.

وقاد منذ 5 ديسمبر/ كانون أول 2012 جبهة الإنقاذ الوطني، المعارضة لحكم «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، وألقى كلمة حين أطاح قادة الجيش بالأخير، في انقلاب عسكري يوم 3 يوليو/ تموز 2013.

وتولى منصب نائب رئيس الجمهورية المؤقت وقتها «عدلي منصور»، قبل أن يستقيل من منصبه منتصف أغسطس/آب 2013، احتجاجا على فض اعتصامات مؤيدي «مرسي» بالقاهرة بالقوة مما خلف مئات القتلى والمصابين.

ويدور الخلاف الرئيسي بين «البرادعي» والنظام الحالي حول إدارة ملف الأزمة مع «الإخوان»، التي صنفتها السلطات جماعة إرهابية.

وفي بيان سابق، قال «البرادعي» إنه فضل الابتعاد عن العمل السياسي عام 2013 بعد أن «تلقى رسائل تحذيرية من أجهزة سيادية، تُخبرُه أن هجوم الصحافة والتلفزيون عليه كان مجرد تحذير، وأنها ستدمره إذا استمر في محاولات العمل للتوصل إلى فض سلمي للاعتصامات في (رابعة) وغيرها، أو صيغة للمصالحة الوطنية».

وسبق أن دعا «البرادعي» إلى مصالحة عامة، تشمل «الإخوان»، بينما ويتخوف مؤيدو النظام الحالي من عودته وقيادته انتفاضة جديدة.

جمهورية الموز

ومصطلح «جمهورية الموز» يستخدم دائما للتعبير عن حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها دولة ما، أو للدول التي تعتمد اقتصاديا على تصدير منتجات محدودة للغاية.

يعود أصل المصطلح «جمهوريات الموز» إلى الكاتب الأمريكي «ويليام سيدني بورتر»، الذي استخدم هذا المصطلح في مجموعة من رواياته لوصفة جمهورية خالية، والمجموعة القصصية تبدو مستوحاه من تجربته في هندوراس بين عامي 1896 و1897، حيث ذهب إلى هناك هربا من اتهامات لاحقته في الولايات المتحدة بالاختلاس.

إلا أن الأصل السياسي للمصطلح، هو أنه دائما ما يرمز إلى الدولة التي تتبنى نظما ديكتاتورية أو التي تتسم بقدر كبير من الفساد، كانتشار الرشوة والمحسوبية، وغير ذلك من العلامات الدالة على اقتراب انهيار النظام.

ومصطلح «جمهوريات الموز» يستخدم أيضا للإشارة إلى الدول التي تحررت من الاستعمار خلال القرن العشرين، ومازالت تحت تأثير القوى الكبرى اقتصاديا، وذلك بسبب تأثير الشركات الخاصة الكبيرة التي تقود الاقتصاد في تلك الدول على صناعة القرار على المستوى السياسي.

  كلمات مفتاحية

البرادعي جمهورية الموز مرسي تويتر انتقادات الانقلاب

مصادر: إذاعة مكالمات «البرادعي» و«عنان» تمت بتعليمات رسمية