عين فيسبوك العمياء.. نظام رقابة المحتوى في الموقع الشهير متهم بـ«الانحياز العرقي»

الخميس 26 يناير 2017 05:01 ص

يسمح فيسبوك للعنصريين البيض بنشر تهديداتهم العنيفة، في الوقت ذاته الذي يفرض فيه الرقابة على منشورات حركة «ألأرواح السوداء تهم» وناشطي اللون، وذلك وفقاً لما قالته جماعات الحقوق المدنية التي طالبت الشركة بإصلاح نظامها «المنحاز عرقياً».

النشطاء في حركة «الأرواح السوداء»، كانوا يبلغون باستمرار عن حذف الصور التي تناقش العنصرية، وصور الاحتجاجات، مع تبرير من الشركة بكونها «تنتهك معايير مجتمع فيسبوك»، وذلك كما كتبت جماعات الحقوق المدنية في خطاب وجهوه إلى مدير فيسبوك التنفيذي «مارك زوكيربيرغ» ومدير السياسة العامة «جويل كابلان»، منتقدين في نفس الوقت المضايقات والتهديدات التي تستهدف النشطاء على أساس العرق والدين أو الميول الجنسية على فيسبوك.

ميزان العدالة عند فيسبوك .. مختل؟

الخطاب شارك في التوقيع عليه ائتلاف من أكثر من 70 منظمة عدالة اجتماعية وعرقية، وقد حث فيسبوك على تبني إصلاحات يمكنها أن تستهدف المحتوى المسيء والمتحرش بشكل أفضل، وفي نفس الوقت تتوقف عن الرقابة على الخطاب السياسي.

الحملة التي قادتها منظمات مثل مركز العدالة الإعلامي، لون التغيير تأتي في وقت يخضع فيه فيسبوك لانتقادات شديدة بسبب طريقة خوارزمياته في السماح بالمحتوى أو حذفه.

الشركة تم اتهامها مراراً وتكراراً بأخطاء الرقابة في الأشهر الماضية، سواء على مستخدمين انتقدوا «دونالد ترامب»، أو على صور لحروب تاريخية، أو لمواطنين نشروا بثاً حياً لمواجهاتهم مع الشرطة، أو لصحفيين قاموا بكشف العنصرية، أو أعمال فنية شهيرة بها تعري.

في الوقت ذاته، يشكو المستخدمون الذين يبلغون عن لغة عنيفة أو عنصرية أو تهديدات علنية، من أنهم يجدون صعوبة في الحصول على رد فيسبوك، وتزعم هذه الانتقادات أنه بالنسبة للمضايقات، فإن فيسبوك تصلح فقط الأخطاء التي تغطيها وسائل الإعلام بشكل واسع، ما يجعلها منصة كوابيس يومية للكثير من مستخدميها المنتظمين، خاصة أولئك الذين يتعرضون للتحرش اليومي بناء على لونهم.

منشورات على فيسبوك.. أم طلقات رصاص؟

السيدة «ماليكا كيرل»، المديرة التنفيذية لمركز العدالة الإعلامية، والذي يراقب التهديدات التي ترسل على صفحات «الأرواح السوداء تهم»، قالت في تصريح لها «هذه المنشورات تهدد حياتنا»، مضيفة «عندما يتم إمطارك بهذه التهديدات العنيفة والبغيضة يوماً بعد يوم، مثل صور جرائم قتل، أو صور أشخاص سود ميتين في أيدي جماعات كو كلوكس كلان البيض، فإن هذا مرعب».

الائتلاف الذي ضم اتحاد الحريات المدنية، قام بإرسال خطاب سابق في أكتوبر/تشرين الأول، يقترح أن تقوم فيسبوك بإقامة «عملية استئناف يقوم عليها الجمهور» لحالات الرقابة، كي تزيد من شفافيتها بخصوص سياساتها، وتوفر البيانات حول كيفية إزالتها للمحتوى، سامحة بوجود «محكمين خارجيين».

في ديسمبر/كانون الأول أطلق فيسبوك بياناً كرد، لكن النشطاء قالوا إنه لم يعالج مخاوف المدافعين عن الحقوق المدنية.

الرد المطول للشركة، والذي كتبه السيد «كابلان»، تحدث عن السياسات الموجودة بالتفصيل، لكنه فشل إلى حد كبير في الالتزام بعمل ما بناء على هذه التوصيات. وهو ما علقت عليه «كيرل» قائلة: «كان رد فعلهم غير كاف على الإطلاق، ما تقومون به لا ينفع، إنه بمثابة الإهمال والعنصرية بذاتهما».

السيدة «كيريل» زودت صحيفة «الغارديان» بروابط أربع مجموعات فيسبوك تروج لسيادة البيض، وأرفقت معها لقطات شاشة لسبع منشورات ذات رسائل عنصرية بشكل صارخ، منها صورة مزاد للعبيد مع تعليق «أول تخفيض في يوم الجمعة الأسود»، وغيرها من الصور والعبارات العنصرية.

وقالت كيريل إنها قد أبلغت عن كل هذه الصور والصفحات لـ«فيسبوك»، التي صممت على أن هذه المنشورات لا تتعارض مع معايير الشركة. في نفس الوقت، فيسبوك أزالت منشوراً لامرأة سوداء تقول للرفاق البيض عندما تحدث عنصرية أمامهم: «الصمت عنف».

مسألة حياة أو موت

فيسبوك لم تستجب لطلب التعليق على هذه الأمثلة المخصصة، لكن متحدثاً باسمها قال في بريد إلكتروني: «نحن نقدر المراجعة في مجتمعنا. لقد تسلمنا الخطاب وجاري مراجعته».

تحديات نظام الرقابة في فيسبوك تتنامى، خاصة فيما يتعلق بدوره في نشر الأخبار الكاذبة، وصعوبات الرقابة على الفيديوهات الحية التي تنشر العنف. و

قالت «ريم سليمان»، أحد الناشطات، أن «بعض هذه الأشياء مسألة حياة أو موت». وهي تشير إلى حالة «كورين جاينز»، امرأة بالتيمور التي قامت بنشر بث حي لمواجهتها مع الشرطة العام الماضي، وبناء على طلب إنفاذ القانون، حذف فيسبوك الفيديو، وقتلها الضباط في نهاية المطاف.

وتؤكد «سليمان»: «الناس يتحولون إلى فيسبوك لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ووحشية الشرطة».

أما السيدة «سهام أسباجي»، الصحفية والناشطة في فرنسا، فقد قالت إن المستخدمين الذين يتحدثون باستمرار ضد العنصرية، تعرضت حساباتهم على فيسبوك للرقابة، وقالت إن صفحتها أغلقت في مناسبات عديدة. وقد علقت قائلة «هذا غريب جدا، الأشياء العنصرية لا يتم إيقافها».

فيسبوك فشل في جعل هذه القضية أولوية

النشطاء يقولون بأن فيسبوك لديه الموارد اللازمة لمعالجة هذه المشاكل العميقة، لكنها فشلت في جعل هذه القضية أولوية.

وقد قالت «كيرل» أن عدم وجود التنوع داخل الشركة يلقى عليه اللوم بشكل ما، فالموظفون السود يشغلون 3% فقط من القيادة فيها، بحسب الأرقام في 2016، وعندما يكون لديك شركة بهذا التمثيل الذي يرثى له للأشخاص السود والملونين بين موظفيها، فإن الاستجابة لمخاوف العنصرية تعد تحدياً.

  كلمات مفتاحية

فيسبوك العنصرية قضايا العنف حقوق وحريات

«التليغراف»: الحصول على جواز سفر سوري مزور عبر «فيسبوك» خلال دقائق