مناهج التعليم في تركيا تقلص دروس «أتاتورك» وتعيد إحياء تاريخ الدولة العثمانية

الاثنين 30 يناير 2017 07:01 ص

أكدت وسائل إعلام تركية معارضة أن مناهج التعليم الجديدة التي يتم تغييرها وإعادة كتابتها من جديد تقلص من الدروس التي تتحدث عن سيرة وقيم مؤسس الجمهورية التركية «مصطفى كمال أتاتورك»، إلى جانب إضافة دروس تتعلق بتعريف «الجهاد» وأخرى تتعلق بانتصارات الجيش العثماني.

من جهتها، قالت الحكومة إن تغيير المناهج يأتي في إطار عملية واسعة للارتقاء بالتعليم وتطويره، إلا أن المعارضة العلمانية واليسارية اعتبرت أن المناهج الجديدة التي تقوم وزارة التعليم الوطني بإعدادها تهدف إلى إحداث تغيير فكري واجتماعي لدى الأجيال الجديدة وتركز على إضعاف علمانية المجتمع وإضفاء الصبغة الإسلامية عليه.

جاء ذلك، فيما تعمل وزارة التعليم منذ فترة طويلة على إحداث عملية تغيير واسعة في المناهج التعليمية لكافة المراحل سوف يبدأ تطبيقها تدريجيا العام المقبل.

وقالت الوزارة إن الهدف من ذلك هو تحسين نوعية التعليم وحذف الكثير من الحشو غير اللازم والتركيز على ما يفيد الحياة العملية للطالب.

في المقابل، قالت المعارضة إن حذف «الحشو» طال المواضيع التي تتحدث عن حياة وتاريخ وبطولات «أتاتورك» الذي يأخذ حيزا واسعا من مناهج التعليم خاصة في المراحل الابتدائية الأساسية ويعتبر المساس بقيمه بمثابة «خط أحمر» للمعارضة العلمانية التي أسسها الزعيم الراحل.

ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تساهم في إضعاف قدسية «أتاتورك» في المجتمع ولدى الأجيال الجديدة.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة «جمهورييت» المعارضة فإن المناهج الجديدة تحتوي في مادة «التربية والدين والأخلاق» للصف السابع على تعريف «الجهاد في سبيل الله» و«الاستشهاد» وبعض التعريفات الإسلامية، فيما تم حذف الكثير من البنود المرتبطة بالعلمانية.

وتمت إضافة دروس تتحدث عن «انتصارات الدولة العثمانية» لا سيما معركة «كوت العمارة» التي جرت بين الجيش العثماني والإنجليزي في العراق في الحرب العالمية الأولى وانتصر فيها العثمانيون بعد حصار طويل استسلم في نهايته الجيش البريطاني.

كما سيعاد الاحتفال بهذه المناسبة في المدارس بعد أن تم إلغائها منذ عشرات السنوات بضغط من المملكة المتحدة.

وتركز المناهج الجديدة أيضا على شرح محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في 15 من يوليو/تموز الماضي والتي كانت تهدف إلى الإطاحة بحكم حزب «العدالة والتنمية» والرئيس «رجب طيب أردوغان»، ويتم شرح المحاولة من باب «الدفاع عن الديمقراطية في البلاد».

وإلى جانب ذلك، حذفت من المناهج التعليمية الجديدة الدروس المتعلقة بنظرية «التطور» للبريطاني «تشارلز دارون» بعد جدل طويل حول واقعيتها ومدى توافقها مع العلم، بالإضافة إلى اعتبارات أخرى تقول إنها «تتعارض مع الدين الإسلامي»، وهو ما عارضه العلمانيون.

وقبل أشهر دخلت البلاد في حالة واسعة من الجدل والاحتقان عقب تصريحات لرئيس البرلمان التركي «إسماعيل كهرمان» قال فيها، إن الدستور الجديد سيكون على أساس ديني وخال من العلمانية، الأمر الذي أثار شريحة واسعة من الشعب التركي، ورفعت شعارات «تركيا علمانية» و«العلمانية ستنتصر» و«لا لدستور شريعة».

هذا، ويرفض «أردوغان» وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في البلاد منذ 14 عاما الاتهامات لهم بالسعي لـ«أسلمة المجتمع» بالقول إن 99% من الشعب التركي هو مسلم ولا يصح إطلاق هذا الوصف على مجتمع غالبيته المطلقة هي من المسلمين بالأصل.

وفي سياق عدم رضاه عن مواد التاريخ التي تدرس في المدارس التركية، عبر «أردوغان»، عن انتقاده لتلك المواد بشكلها الحالي، قائلا: «من المؤسف، أننا أعددنا تاريخنا الرسمي لسنوات، بالشكل الذي أراده البريطانيون»، مضيفا: «مناهج كتب التاريخ في تركيا، ناقصة».

وعمل «أردوغان» خلال السنوات الأخيرة على إعادة إحياء ودعم وتوسيع ما يعرف بـ«مدارس إمام خطيب» الدينية والتي درس فيها خلال طفولته بمدينة طرابزون على البحر الأسود.

وتمكن «أردوغان» من رفع عدد طلابها مجددا إلى أكثر من مليون طالب، بعد أن تقلص عدد طلاب هذه المدارس إلى عشرات الآلاف نتيجة التضييق في السابق.

يشار إلى أن ترسيخ العلمانية بدأ في تركيا عقب تأسيس «مصطفى كمال أتاتورك» الجمهورية عام 1923، وفي تعديل دستور عام 1924 تم إزالة عبارة «دين الدولة هو الإسلام»، وبنيت العلمانية في تركيا على ما يعرف بـ«الأيديولوجية الكمالية»، وترد صفة العلمانية صراحة في المادية الثانية من الدستور التركي.

المصدر | القدس العربي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان أتاتورك الدولة العثمانية الجهاد المناهج

تركيا تعيد طباعة النسخة الأصلية للقانون المدني العثماني