البرلمان العراقي يسلم وزارة الداخلية لقيادي بـ«ميليشيا بدر» الشيعية

الاثنين 30 يناير 2017 01:01 ص

صادق البرلمان العراقي، اليوم الاثنين، على تعيين وزيرين جديدين هما وزير الدفاع «عرفان الحيالي» (سني) ووزير الداخلية «قاسم الأعرجي» (شيعي).

ويخلف «الحيالي» وزير الدفاع السابق «خالد العبيدي» الذي أقاله البرلمان، بينما يحل «الأعرجي» محل «محمد الغبان» الذي استقال بعد انفجار شاحنة ملغومة في وسط بغداد في يوليو/تموز الماضي.

إلى ذلك، أوضح مراقبون أنه يتسلم «الأعرجي» حقيبة وزارة الداخلية، يكون مجلس النواب، قد سلم أخطر الوزارات الأمنية العراقية لـ«الحرس الثوري الإيراني».

وقد وسلم رئيس وزراء العراقي «حيدر العبادي»، اليوم الاثنين، لمجلس نواب بلاده، أسماء 4 مرشحين لشغل مناصب وزراء الدفاع والداخلية والتجارة والصناعة.

وجاء ترشيح «العبادي» للأسماء بعد توافق عليها جرى بينه وبين رؤساء الكتل السياسية، وفقا لما ينص عليه مبدأ المحاصصة السياسية.

ويعرف «الأعرجي» بولائه لإيران، وقد تدرب فيها منذ 1984، بانضمامه إلى ميليشيات مسلحة تقاتل العراق، إبان الحرب العراقية الإيرانية (1988/1980).

وتشير التقارير أن «الأعرجي» رئيس كتلة بدر النيابية (منضوية في ائتلاف دولة القانون)، إلى أنه لا يملك مؤهلا أكاديميا يسمح بإشغاله منصب وزير، أو حتى وظائف أدنى من هذا المنصب بكثير، بل إن مقربين من «الأعرجي» أكدوا أنه لم يتحصل إلا على الشهادة الابتدائية.

وشارك «الأعرجي» في القتال بالحرب مع إيران، وكان في عمر 16 عاما؛ لكونه تطوع للقتال ضمن صفوف «حزب البعث العربي الاشتراكي»، الذي كان يملك زمام السلطة آنذاك، وكان «الأعرجي» منتميا له في حينها.

وتشير المعلومات، وفقا لما ذكره مقربون من «الأعرجي»، أن الأخير بعد أن وقع في الأسر عام 1984 أعلن براءته من الولاء لبلاده وحكومتها، معلنا تأييده وولاءه الكامل لإيران وحكومتها.

وكانت الحكومة الإيرانية تطبق تعاملا خاصا مع الأسرى العراقيين؛ إذ تعرض عليهم البراءة من بلادهم، وإعلان الولاء لإيران وولاية الفقيه، ومن كان يعارض يستمر في تلقي صنوف المعاملة السيئة، في حين أن من يوافق يتمتع بامتيازات خاصة، ويتم ضمه إلى ميليشيات خاصة تقاتل القوات العراقية، وتشارك في عمليات استخبارية ضد العراق.

وارتبط «الأعرجي» بعلاقات قوية مع «الباسيج» الإيرانية، وهي ميليشيا عقائدية مسلحة إيرانية تضم ملايين المتطوعين، وممولة مباشرة من رأس الدولة الدينية، وتعتبر من الكيانات الأكثر تأثيرا في الحياة السياسية والأمنية والمجتمعية بإيران، وتأسست نهاية عام 1979 إثر نجاح الثورة الإيرانية بقيادة «الخميني» الذي دعا إلى إنشاء «جيش من عشرين مليون رجل» لحماية الثورة ونظامها السياسي والديني.

ودخل «الأعرجي» بعد إعلانه الولاء لإيران، معسكرا إيرانيا للتدريب، وشارك في الانتفاضة التي وقعت أحداثها في عام 1991 جنوبي العراق، بعد أن تسلل مع مجموعة كبيرة من «ميليشيا بدر»، وقادوا أعمال تخريب ضد مؤسسات الدولة وعمليات عصيان، انتهت بسيطرة القوات الأمنية الحكومية بعد مواجهات بين الطرفين.

وشارك «الأعرجي» في تعذيب الأسرى العراقيين من العرب السنة، خلال الحرب العراقية الإيرانية، حسبما تشير المصادر.

وتلك السمة الطائفية تجسدت في كثير من تصريحاته بعد غزو العراق في 2003، وتمكن العناصر التي تدربت في إيران من الوصول إلى هرم السلطة، إذ طالب في وقت سابق بتدمير مدينة الفلوجة.

كما أنه سبق أن كتب على حسابه الشخصي في «فيسبوك» قائلا: «إن الفلوجة رأس الأفعى! فمن أراد الحل عليه بالفلوجة، اجعلوا عاليها سافلها قربة لله».

وحسب موقع «الخليج أونلاين»، فإن مقربين منه أكدوا أن «الأعرجي» سبق أن أمر الميليشيات التابعة له بحملات اعتقال وتعذيب وقتل لعدد كبير من السنة في مناطق عدة بالعراق، لا سيما في أطراف العاصمة بغداد.

ويعتبر «الأعرجي» من قيادة الصف الأول في «منظمة بدر»، كما أنه من الشخصيات السياسية والمخابراتية المقربة من «الحرس الثوري الإيراني»، ولديه علاقات وطيدة مع قائد «فيلق القدس»، الجنرال «قاسم سليماني»، وسبق أن طالب الحكومة العراقية بنصب تمثال لـ«سليماني».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العراق إيران البرلمان العبادي الحرس الثوري منظمة بدر الداخلية الدفاع عرفان الحيالي قاسم الأعرجي