أزمة رقابية تحاصر فيلم «مولانا» المصري في لبنان

الخميس 9 فبراير 2017 12:02 م

أثار الفيلم المصري «مولانا» جدلا جديدا ولكن هذه المرة خارج البلاد رغم تربع العمل على قمة شباك الإيرادات في مصر.

وقبيل إطلاق الفيلم الذي الذي يقوم ببطولته «عمرو سعد»، في دور العرض اللبنانية، فوجئ صناع الفيلم بأن سلطات الرقابة في لبنان تطلب حذف 12 دقيقة كاملة من العمل بسبب وجود تحريض طائفي وإساءة للأديان، وهو ما دفعهم لرفض عرض الفيلم وتقديم التماس من أجل عرض النسخة كاملة حتى لا يتم تشويه العمل.

هذه الأزمة ليست الأولى التي تواجه الفيلم، بعدما رفضت بعض الدول العربية استقباله، وهو ما علق عليه مخرج الفيلم «مجدي أحمد علي» للعربية.نت بكون المنطقة في حالة تراجع فكري مخيف.

وأوضح المخرج المصري أن الدقائق التي تطلب سلطات الرقابة في لبنان حذفها، بدونها لن يكون الفيلم منطقيا أو مفهوما، وهو ما يجبرهم على رفض عرض العمل منقوصا، وعلى من يرغب في حذف المشاهد أن يحذف العمل نهائيا.

وأكد مخرج العمل أن الفيلم عرض في مصر دون ملاحظات رغم أنه يتحدث بشكل مباشر عن عدد كبير من الأمور، ووجد استجابة من الجمهور في دور العرض جعلته يحقق إيرادات مرتفعة.

وكشف المخرج عن كون سلطات الرقابة طلبت حذف مشاهد لا يمكن أن يتم قصها بعيدا عن السياق، مختتما حديثه بكونهم اتخذوا قرارا نهائيا بعدم عرض الفيلم في حال تم الإصرار على حذف المشاهد.

تشوية علماء الدين

ومنذ اليوم الأول لعرضه، بل ومع بدء تصويره، يواجه فيلم «مولانا»، انتقادات لاذعة في مصر، انتهت بالمطالبة بوقف عرضه في دور السينما.

المعترضون على الفيلم، يتهمون القائمين عليه بتشويه صورة علماء الدين، معتبرين أن الفيلم تجاوز الخطوط الحمراء، وأن الرموز الدينية لا يجب أن يتم تناولها بهذا الشكل الذي يظهر العالم الأزهري في صورة نمطية مهلهلة.

في الوقت الذي يدافع النقاد عن العمل، مشيرين إلى أنه يجسد واقعا تحياه الأمة، مشيرين إلى أن الفيلم فتح الأبواب المغلقة في الأوساط الدينية التي ظلت منغلقة على نفسها، مؤكدين على أن الأعمال السينمائية لها أحقية تناول وتجسيد المشاكل المجتمعية، وأنه بالمثل يحق تجسيد الشخصية الدينية في الأعمال الدرامية كما الرموز الوطنية.

وطالب الدكتور «منصور مندور» كبير الأئمة بوزارة الأوقاف، بوقف عرض الفيلم، لافتا إلى أن مؤلف الرواية «نصّب من نفسه عالما بالدين، وتطرق إلى قضايا لا يعرف عنها شيئًا»، على حد تعبيره.

وطالب بعرض الأفلام التي تتناول الشؤون الدينية على المؤسسات الدينية المختصة، حتى تخضع للمراجعة قبل عرضها بوسائل الإعلام.

واتفق معه النائب البرلماني اللواء «شكري الجندي»،  عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، الذي طالب في تصريحات صحفية، بمنع الفيلم، موضحا أنه «لا يجوز تشويه صورة الأئمة بأي طريقة أيا كانت».

كما طالب عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، بعرض نصوص الدراما الدينية على الجهات المتخصصة من المؤسسات الدينية، كي تخضع لرقابة العقلاء مما يحبون الدين والوطن، وليس لرقابة أصحاب الأهواء من المصالح الشخصية وتحقيق المصلحة المادية وإعلائها على صالح الدين والوطن.

ويرى النقاد أن الفيلم جسد واقعا يعاني منه المجتمع معاناة شديدة، تتجسد في تحول علماء الدين من العمل الدعوي بين عشية وضحاها، ليجد نفسه محاطا بشهرة وأموال، وصراعات مختلفة واستقطابات من جهات عديدة وإغراءات شديدة تحول مساره من داعية دينية، إلى داعية سياسية، مؤكدين أنه لدى المجتمع نماذج عديدة.

قصة الفيلم

وتدور أحداث فيلم «مولانا»، حول قصة عالم أزهري شاب، يعمل إماما بأحد المساجد الحكومية، ويتحول في أيام معدودة من إمام إلى داعية تليفزيوني شهير، يملك حق الفتوى والوعظ والتحدث باسم الدين، ويصبح له مريدين وأتباع ومحبين بالملايين، معجبين بجرأته ومحاولاته للخروج عن مألوف الحديث الديني السائد فى المجتمع.

حيث تكون فتاوى هذا العالم متأثرة بفكر التشدد السلفي، ويجد بطل الفيلم المسمى بـ«الشيخ حاتم» نفسه في شبكة من الصراعات، منها المجتمعية متمثلة في إغراءات العنصر النسائي، وصراعات أمنية، حيث تسعى مؤسسات أمنية للسيطرة على الشيخ وتوريطه واستغلاله وتوجيهه لتحقيق أهدافها، وصراعات سياسية، حيث قيادة سياسية عليا تسعى لاستقطابه بهدف توظيفه في حل مشاكل أسرية، وينتهي الفيلم بحيرة العالم الأزهري والذي وجد نفسه محاطا بصراعات عديدة حتى تضطره وتدفعه إلى فكرة الهروب من المجتمع وأعباء الحياة ويتمنى أن يعود كما كان إماما بأحد المساجد.

الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب الصحفي «إبراهيم عيسي» المعروف بإثارته للجدل، ويحمل نفس اسم الرواية، وقد شارك الكاتب «عيسى» فى صياغة السيناريو والحوار مع المخرج «مجدى أحمد علي».

  كلمات مفتاحية

مولان مصر لبنان