صواريخ «تنظيم الدولة» تضرب «إيلات».. مكاسب (إسرائيلية) وخسائر مصرية

الخميس 9 فبراير 2017 06:02 ص

تحول نوعي يقوده «تنظيم الدولة» على الجبهة المصرية (الإسرائيلية)، يتعلق بإطلاقه صواريخ على مدينة «إيلات»، المطلة على البحر الأحمر، ليل الأربعاء/الخميس، معلنا بدء الحرب على «العدو الإسرائيلي».

أربعة صواريخ أطلقت من سيناء المصرية تجاه «إيلات»، قامت منظومة «القبة الحديدية» باعتراض 3 منها، وسقط الرابع في منطقة مفتوحة، دون أن يسبب ذلك أضرارا أو يوقع ضحايا، لكن أربعة «إسرائيليين» تم نقلهم إلى المشفى بعد إصابتهم بحالات هلع، بحسب «الإذاعة الإسرائيلية العامة».

تبعات الحدث يبدو أنها ستتجاوز القاهرة، حال تكرار القصف من قبل «تنظيم الدولة»، ما يزيد من احتمالات تصعيد المواجهة الدولية ضد التنظيم المسلح، وربما يدفع بـ«شبه جزيرة سيناء» إلى بؤرة للعمليات العسكرية الدولية ضد مقاتلي التنظيم.

كانت حسابات تابعة لتنظيم «ولاية سيناء»، الجناح المصري لـ«تنظيم الدولة»،عبر مواقع التواصل الالكتروني، وصفت عبر بيان لها إطلاق الصواريخ بأنه «بدء الحرب مع العدو الإسرائيلي».

وأكدت أن قصف «إيلات» براجمات صواريخ جاء «ردا على مساندة الطائرات الإسرائيلية للجيش المصري بقصف مواقعها في سيناء»، في إشارة إلى دور عملياتي تقوم به تل أبيب لمساندة الجيش المصري في سيناء.

إسرائيل المستفيد

لم يصدر تعليق رسمي من جانب مصر على الأمر، حتى الآن، واكتفى مصدر عسكري بالتعليق لوسائل إعلام محلية، بأنه «جار التحقق من الادعاء بإطلاق صواريخ من سيناء على مدينة إيلات».

وفي بيان مقتضب، قال الناطق بلسان الجيش (الإسرائيلي)، «أفيخاي أدرعي»، إن «الجيش يعمل حاليا على تمشيط المنطقة المستهدفة».

وأشار «أدرعي» إلى أن الحادث لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار.

من جانبها، أفادت المتحدثة باسم الشرطة (الإسرائيلية)، «لوبا السمري»، في بيان، إن دوي انفجار سمع في مدينة «إيلات»، عقب انطلاق صفارات الإنذار.

وأضافت «السمري» أن قوات الشرطة باشرت أعمال البحث في شتى أنحاء المدينة للبحث عن مصدر الانفجار، لكن «بيان «تنظيم الدولة» حسم الجدل بتبنيه القصف الصاروخي، وإعلانه دخول «إسرائيل) نطاق عملياته.

ويرى مراقبون أن إطلاق الصواريخ يحرج الجيش المصري، ويفتح الباب لمزيد من التنسيق والتعاون الواسع مع الاحتلال، كما سيزيد من انخراط الاحتلال بصورة مباشرة في العملية العسكرية في سيناء، بحسب صحيفة «العربي الجديد».

ويعتبر قصف «تنظيم الدولة» (إسرائيل) بالصواريخ، نوعا من نقض معاهدة السلام بين البلدين، وفق صحيفة «20 مينوت» السويسرية.

وربما يفتح هذا التطور الباب لمطالبات (إسرائيلية)، بتوجيه ضربات جوية من قبل «التنظيم الدولي لمواجهة تنظيم الدولة» لمسرح العمليات في سيناء، ومن المتوقع أن تطالب تل أبيب القاهرة بتعويضات جراء الأضرار التي لحقت بها، أو بتنازلات جديدة تتعلق بمنحها المزيد من الصلاحيات لملاحقة التنظيم داخل الأراضي المصرية.

خسائر مصرية

يعزز الحادث من تجدد القلق بخصوص أمن الطيران المدني في أجواء سيناء، وهو ما يؤثر على تدفق السياحة في ظل تحذيرات تطلقها دول أوروبية لطائراتها بعدم الطيران في ارتفاعات معينة فوق شمال سيناء.

واستهدف التنظيم في أكتوبر/تشرين أول من العام قبل الماضي، طائرة مدنية روسية من طراز إيرباص321، بعبوة ناسفة تم دسها ضمن أمتعة الطائرة وتفجيرها بعد مغادرتها مطار «شرم الشيخ الدولي» فوق أجواء سيناء، وراح ضحية الحادث جميع ركاب الطائرة وأفراد طاقمها البالغ عددهم 224 شخصا.

بهذا الهجوم يعلن «تنظيم الدولة» قوته وسيطرته على سيناء، مستفيدا من حالة الفراغ الأمني في سيناء بعد ثورة يناير/كانون ثان 2011 ، ومستفيدا من أجواء التوتر والاحتقان السائد بين عائلات سيناء وقوى الأمن المصري.

ويأتي الحادث في وقت دعت فيه عائلات سيناوية لعصيان مدني يوم الأحد المقبل، على خلفية تصفية 10 شباب سيناويين على يد الشرطة بزعم تورطهم في هجوم «كمين المطافئ» رغم اعتقالهم قبل الهجوم بنحو شهرين.

وتبنى التنظيم العديد من الهجمات في سيناء والقاهرة، حيث قتل مئات الأشخاص بينهم العديد من قوات الأمن والجيش والشرطة.

وكانت الحكومة (الإسرائيلية)، سمحت لنظيرتها المصرية بإدخال قوات ودبابات وأعداد أكبر من الجنود والطائرات إلى صحراء سيناء، وأفادت العديد من التقارير الاستخباراتية بوجود تعاون أمني وثيق بين أجهزة الأمن في البلدين لاجتثاث هذا العدو المشترك، واستخدام القبضة الحديدية في هذا المضمار، بحسب صحيفة «رأي اليوم».

صحيح أن ما يسمى بـ«القبة الحديدية» استطاعت تفجير الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها، مما أدى إلى عدم سقوط قتلى وجرحى في صفوف (الإسرائيليين)، ولكن عودتها يشكل مصدر قلق للسلطات الأمنية، ويشل محاولات إنعاش السياحة المصرية.

دلالات التوقيت

يطرح الخبراء والمراقبون العسكريون تساؤلات تبحث عن إجابة، تتعلق بمغزى توقيت إطلاق هذه الصواريخ، وما إذا كان لها علاقة بالخسائر الكبيرة التي مني بها التنظيم في ميادين القتال في سيناء المصرية، والموصل في العراق، وحلب، والباب، والرقة، في سوريا.

ربما يلجأ التنظيم للخطة «ب» أو «ج»، أي البدء في إعطاء أهمية أكبر للعمليات الخارجية، والنزول تحت الأرض، ومحاولة تحسين صورته في أذهان البعض، من حيث تفنيد الاتهامات التي تتكرر دائما بأنه لا يقاتل في المكان الصحيح، ويتخصص في قتل المسلمين فقط، وهي اتهامات تنطوي على الكثير من الصحة، مضافا إلى ذلك رغبته في تجنيد آلاف الشباب الجدد للقتال في صفوفه لتعويض الخسائر البشرية الضخمة التي مني بها.

يؤخذ في الاعتبار أن الصواريخ التي جرى إطلاقها على منتجع «إيلات»، تزامنت مع صاروخ أطلقته إحدى الجماعات السلفية في قطاع غزة، ويقال إنها بايعت زعيم التنظيم «أبو بكر البغدادي»، باتجاه المستوطنات (الإسرائيلية) شمال القطاع، الأمر الذي دفع سلطات الاحتلال إلى شن غارات جوية على أهداف تابعة لحركة «حماس».

وربما يأتي إطلاق هذه الصواريخ على ترتيبات أمنية جديدة بين مصر وحركة «المقاومة الإسلامية» (حماس)، إذ بدأت الأخيرة قبل يومين بتعزيز انتشار عناصرها الأمنية على طول الحدود بين غزة ومصر، وهو ما يعني فرض المزيد من الإجراءات وتعزيز الحصار المفروض على «ولاية سيناء» الذراع العسكري لـ«تنظيم الدولة»، الذي أراد إيصال رسالة مفادها، أنه باستطاعته نقل المعركة إلى تل أبيب، رغما عن الحصار المصري الحمساوي.

في كل الأحوال، (إسرائيل) هي الرابحة، وبإمكانها توظيف الهجوم لصالحها بما يعود عليها بمكاسب جمة عسكريا واستراتيجيا، فضلا عن جذب التعاطف الدولي إليها بعد أن أصبحت هدفا لـ«تنظيم الدولة»، لكن على الجانب الآخر تبقى الخسائر الأمنية والاقتصادية لمصر، والتي من المتوقع أن تتكبد خسائر فادحة حال تكرار هجوم «إيلات» من أراضيها. 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تنظيم الدولة ولاية سيناء إيلات حماس قطاع غزة الجيش الإسرائيلي قصف صاروخي