«واشنطن بوست»: تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في أمريكا يضر أكثر مما ينفع

السبت 11 فبراير 2017 12:02 م

أولئك الذين يدعمون اعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمةً إرهابية أجنبية، وهي الخطوة التي ترعاها إدارة «ترامب» وبضعة أعضاء داخل الكونغرس، يظنّون أنّهم بذلك يضربون ضربة فريدة للتطرّف العنيف. لكنّهم واهمون. فجماعة الإخوان المسلمين ليست وحدة واحدة، بل هي منظّمة مترامية الأطراف، ولم تتورّط نظاميًا في الإرهاب، على الرغم من أنّ أجزاء منها قد تبنّت العنف، لكنّ التعميم سيكون خطأً فادحًا.

تأسّست جماعة الإخوان عام 1928 كمنظّمة دينية واجتماعية وسياسية، وتطوّرت خلال العقود اللاحقة. وبعد تبنّيها للعنف في السنوات الأولى لتأسيسها، تبرّا التنظيم من العنف في السبعينات، مقابل حريّة المنظّمة سياسيًا واجتماعيًا. وفي أعقاب ثورة الربيع العربي في مصر، تحرّكت الجماعة سياسيًا، واستطاع أحد أعضائها، «محمد مرسي»، الفوز برئاسة الجمهورية عام 2012. وقاد أداؤه المتعثّر إلى احتجاجات واسعة، وتمّت الإطاحة به بانقلابٍ عسكري بعد عامٍ واحد من حكمه. وقام الجنرال «عبد الفتّاح السيسي»، رئيس مصر الحالي، بحظر جماعة الإخوان المسلمين، واعتقل قادتها وأعضاءها، وضغط بقوّة على واشنطن لأخذ قرار اعتبارها منظّمة إرهابية أجنبية.

وفي تونس، يعمل حزب مستوحى من جماعة الإخوان في السياسة، ولم يكن الانتقال الديمقراطي ليحدث لولا قيادته المعتدلة. وبين الفلسطينيين، حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي تشنّ مقاومةً عنيفة ضدّ (إسرائيل)، هي فرع من جماعة الإخوان المسلمين أيضًا، وهي بالفعل على قائمة المنظّمات الإرهابية في الولايات المتّحدة. وفرعها في الأردن، الذي تطهّر من المتطرّفين، ممثّل في البرلمان. وخلصت مراجعة عام 2015 من قبل الحكومة البريطانية إلى أنّ «الجزء الأكبر من جماعة الإخوان المسلمين لم يفضّلوا التغيير بالعنف»، لكنّهم «مستعدّون للقيام بالعنف، من وقت لآخر، حين يكون التدرّج غير فعّال». ومن شأن تعميم الوسم بالإرهاب أن يصيب هؤلاء الذين يسعون إلى التغيير دون استخدام الإرهاب.

وبموجب القانون الأمريكي، يتمّ اتّخاذ اعتبار جهة ما كمنظّمة أجنبية إرهابية، من قبل وزارة الخارجية. وقد أعاد السيناتور «تيد كروز» والنائب «ماريو دياز بالارت» طرح تشريعات من شأنها حثّ وزارة الخارجية على اتّخاذ القرار، وهما يقولان أنّ جماعة الإخوان المسلمين، شأنها مثل الحرس الثوري الإيراني، «تتبنّى أيديولوجية إسلامية عنيفة، مع مهمّة لتدمير الغرب». وإذا تمّ وسم الجماعة بالإرهاب، فإنّ أي شخص داخل الولايات المتّحدة أو خارجها قد مدّ الجماعة بأي شكلٍ من أشكال «الدعم المادّي أو الموارد»، بما في ذلك شيءٌ مثل التدريب على الديمقراطية، سيكون في خطر الطرد من الولايات المتّحدة، وكذلك العقوبات المالية.

وإمكانية استخدام ذلك بشكلٍ غير عادل ضدّ الجماعات المسلمة في الولايات المتّحدة، قائمة بالفعل، ومثيرة للقلق، نظرًا لميل الرئيس «ترامب» وبعض أعضاء فريقه لخلط جميع المسلمين ظلمًا بخطر الإرهاب. ومن شأن الاعتبار الواسع لجماعة الإخوان المسلمين كمنظّمة إرهابية أن يسبّب ردّ فعلٍ سلبي غير مرغوب فيه في منطقة الشرق الأوسط، لأنّ سيعمل على تشويه الأشخاص العاملين على التغيير بدون عنف. وتحتاج الولايات المتّحدة هنا صرف الانتباه إلى التهديدات الحقيقية، وليس الاتّهامات السياسية التي لا معنى لها.

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب الإخوان تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية

«نيويورك تايمز»: تصنيف «الإخوان» كمنظمة إرهابية نذير شؤم في المنطقة